مازال المواطن المصري يفقد الثقة في وعود الحكومة وهذا حقه لأنه لم يلاحظ أي تغيير في أي مجال والصورة الجديدة للحياة في مصر غير واضحة المعالم حتي الآن. الروتين الممل مازال يعوق مصالح المواطنين في الهيئات والمؤسسات الحكومية لم نشاهد أي انفراجة في الإسكان أو التعليم أو الصحة أو تشغيل الشباب أو الاستثمار الدنيا مازالت مظلمة ولم نشاهد النور حتي الآن فمثلاً البطالة زادت عن الحد والشباب لم يجد ما يعينه علي الحياة أو يعطيه بريق الأمل الذي قد يجعله صابراً علي ما هو فيه ومن هنا نجد هؤلاء الشباب يريدون استخراج طاقتهم المكبوتة في اللهو واللعب بل وشرب المخدرات وأصبح كل واحد منا يخاف علي ابنه من شرور المجتمع المحيط به أو الاختلاط بالأصدقاء. الأغرب من ذلك أن المريض أصبح لا يجد علاجه والعلاج علي نفقة الدولة مازال يسير علي نفس النهج الذي كان عليه أيام حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق المستشفي لديه تعليمات بعدم إعطاء المريض التقرير الطبي الخاص به علي أن يتولي المسئولون بالمستشفي مخاطبة المجالس الطبية بهذا التقرير وفي حالة رفض المجالس استخراج القرار لأي سبب ما فعلي المريض أن يبحث عن مخرج أو طريق آخر يعينه علي مصائب ومتاعب مرضه. في الحقيقة أن قرارات الجبلي مازالت سارية المفعول في المجالس الطبية ولم يتم النظر فيها أو تغييرها من أجل خدمة المرضي.. في كل يوم نشاهد تصريحات مختلفة تعطينا الأمل أن هناك انفراجة في قرارات العلاج وأن الثورة غيرت من الوضع شيئاً ولكن عندما تهدأ الموجة تجد الأمور عادت إلي ما كانت عليه من قبل ومنذ أيام قليلة أكد د.أشرف حاتم وزير الصحة أن الوزارة سوف تعالج جميع الأمراض علي نفقة الدولة لكن نجد أن هذه القرارات قد تحطمت علي أعتاب المجالس الطبية بمدينة نصر. معظم قرارات العلاج لم تصدر بسبب الالتزام بقرارات الوزير الأسبق الذي كان ينفذ تعليمات النظام السابق ويريد أن يستثمر في صحة الغلابة من أجل إرضاء النظام الفاسد. الواضح أن اللجان الطبية بالمجالس الطبية تم تشكيلها من أجل عرقلة المراكب السايرة فما هي الفائد في هذه اللجان التي تعطل مصالح المرضي مع أن المريض تم مناظرته في المستشفي الذي قام بإجراء الكشف الطبي عليه من خلال لجنة مكونة من 3 أطباء. هذه الإجراءات الروتينية يجب أن نقضي عليها لأن مشاكل المواطن المصري بسيطة جداً لا يطلب المستحيل أو الرفاهية والفخفخة لكنه يطلب معاملة طبية وعلاج أمراضه بكرامة واحترام والحصول علي قوته دون مشاق وتوفير مسكنه وتعليم أولاده فهل نستطيع أن نحول الروتين إلي عمل حقيقي وتسهيل الإجراءات التي تتعلق بالمواطنين في جميع المصالح والهيئات الحكومية؟! أم نظل نعمل بعقلية الماضي ولا نشعر بطعم الثورة حتي الآن.