تشهد المنطقة العربية أزمة انسانية غير مسبوقة نتيجة لتدفق ملايين اللاجئين والنازحين من أوطانهم وديارهم جراء الصراعات المندلعة في أكثر من دولة خاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا. وقد بحث اللاجئون عن أماكن آمنة يطمئنون فيها على أنفسهم وأهليهم، إلا أن حياتهم في الملاجىء التي أووا اليها لم تكن سهلة رغم الجهود التي بذلتها الدول والمجتمعات المضيفة، ورغم جهود وكالات الأممالمتحدة المعنية، ظلت الأزمة أكبر من الاهتمام الموجه لها. وفي هذا الاطار تعتزم منظمة المرأة العربية عقد مؤتمر دولي موسع في القاهرة في شهر أبريل 2016 للمنافشة باستفاضة قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية ومحاولة ايجاد حلول جوهرية وميدانية للمشكلات العالقة والمتأزمة التي أنهكت حياة اللاجئات والنازحات معنويا وماديا وصحيا. وصرحت السفيرة مرفت تلاوي المديرالعام، أن منظمة المرأة العربية تسعى عبر عقد هذا المؤتمر، وبشكل أساسي، لوضع المجتمع الاقليمي والدولي أمام مسئوليته إزاء الأزمة الراهنة للاجئين والنازحين في المنطقة العربية. وأكدت أن طرح قضايا اللجوءوالنزوح العربية عبر إطار يستوعب كافة أزمات اللجوءالنزوح في المنطقة العربية، بما يشمل الأزمة في سوريا وليبيا واليمن والسودان والعراق، فضلا عن الأزمة المتجددة لفلسطين، ايمانًا بأن قضية الإنسان في المنطقة واحدة، وأن الأمن القومي العربي يتطلب تحرك جماعي لحل جميع هذه الأزمات. يشهد المؤتمر إطلاق دراسة علمية معمقة عن أوضاع اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية، تغطي سائر الدول العربية ذات الصلة بهذه الأزمة. وقم تم إنجاز الدراسة بالاستناد جزئيا إلى نتائج جولة مكثفة قام بها وفد من منظمة المرأة العربية، برئاسة المديرة العامة للمنظمة، في الفترة 3-1292015 على معسكرات ومناطق تمركز اللاجئين والنازحين في أربع دول عربية هي لبنان، والأردن، والعراق، ومصر. استهدفت الجولة، التي تمت بدعم من هيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وبتعاون تنظيمي مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين، رصد أوضاع ومشكلات اللاجئين والنازحين بالتركيز على أوضاع النساء والفتيات. وقد اطلعت منظمة المراة العربية خلال هذه الجولة على أوضاع إنسانية مؤلمة حيث يفتقر اللاجئون والنازحون إلى الدعم وتتردى ظروفهم المعيشية بشكل سريع، مما دفع كثير منهم إلى الإقدام على الهروب إلى خارج المنطقة العربية والمخاطرة بحياتهم في سبيل ذلك. وقد تم إطلاق نتائج الجولة في مؤتمر عقد بجامعة الدول العربية يوم 1792015، أكدت فيه المنظمة، أنه ورغم الدعم الدولي المقدم لقضايا اللاجئين، وعلى رأسه الدعم السخي الذي تقدمه الدول العربية المانحة، فإن الأوضاع المتدهورة التي لمستها تتطلب تدخلا سريعًا لدعم اللاجئين والنازحين وتحسين ظروفهم الحياتية والمعيشية.