انتهت مؤخراً المنافسة على مقاعد مجلس النواب، ليبدأ بعدها الصراع والمنافسة من جديد في انتخابات المجالس المحلية، التي بدأ الحديث عنها واستعدادات الأحزاب لها فور انتهاء انتخابات البرلمان، نظراً لما تلعبه المجالس المحلية من دوراً هاماً في مشاركة المواطن مشاركة حقيقية وفعلية في إدارة المرافق والخدمات العامة في داخل كل مجتمع محلى، وأيضاً لما تهتم به المجالس المحلية من قضايا تمس المواطن البسيط و تعتبر من أولوياته. - دور واختصاصات المجلس المحلي وفي هذا الشأن قال عماد جاد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن اختصاصات المجلس المحلي تنقسم إلى اختصاصات عامة واختصاصات محلية لكل محافظة، موضحاً أن الاختصاصات العامة تتلخص في الإشراف والمراقبة ومتابعة تنفيذ خطة التنمية، ومراقبة أوجه النشاط المختلفة، بالإضافة إلى ممارسة أدوات الرقابة على السلطة التنفيذية من اقتراحات، وتوجيه أسئلة، وطلبات إحاطة، واستجوابات. وأضاف أن الاختصاصات الثانية هي اختصاصات المجلس الشعبي للمحافظة والتي تتلخص في دراسة وإعداد الخطط والبرامج الخاصة بتنظيم الأسرة و محو الأمية، والموافقة على إنشاء المشروعات العامة التي يحتاجها المواطنين داخل المحافظة، والاهتمام بقضايا الشباب والحد من الزيادة السكانية ودعم دور المرأة في المجتمع، وتشجيع الاستثمارات. - شروط ترشح النّواب بالمجالس المحلية ومن ناحية أخرى قال يسري الغرباوي، الباحث السياسي بالنظم الانتخابية، إن انتخابات المحليات ستُجرى خلال ستة أشهر من انتخابات النّواب، مشيراً إلى أن كل وحدة محلية تنتخب مجلسا بالاقتراع العام والسري المباشر، لمدة 4 سنوات، ويشترط في المترشح ألا يقل سنه عن 21 عام، وشروط ترشحه بأن يكون مصري الجنسية وأن يكون غير مطلوب على ذمة قضايا. وأضاف: يُخصص ربع عدد المقاعد بالمجالس المحلية للشباب دون سن 35 عام، وربع العدد للمرأة، على ألا تقل نسبة تمثيل العمال والفلاحين عن 50% من إجمالي عدد المقاعد، وأن تتضمن تلك النسبة تمثيلا مناسباً للمسيحيين وذوي الإعاقة، موضحاً أن النائب بمجلس المحليات يتولى سلطة المراقبة على السلطة التنفيذية على المستوى المحلي. وأضاف الغرباوي قائلاً: "المحليات...هي الهدية التي سيقدمها نواب البرلمان لأعضاء حملاتهم الانتخابية"، موضحاً أن القانون لا يضع شروطاً لاختيار نواب المحليات غير أن تكون سلوكهم حسنة ولم يكونوا مطلوبين جنائياً.. لذا فإن بعض النّواب بالبرلمان سيقوموا بترشيح أفراد حملاتهم الذين أنجحوهم بانتخاباتهم كنوع من رد الجميل". وتابع: "مصير المحليات مرهون على المواطنين فهم من سيصوتون على من يستحق ومن سيقوم بحل مشاكلهم داخل أحيائهم حتى لا تتكرر كوارث المحليات التي كانت في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك". - مهام مرشح المحليات وعن مهام نواب المحليات قال البرلماني السابق عبد الله المغازي، إن مهام نواب المحليات لا تختلف عن مهام نواب البرلمان ولكن الأول تكون مهامه على نطاق أقل من النائب البرلماني. وأشار إلى أن مقاعد نواب المحليات أيضاً تكون بعدد معين حسب قانون المحليات الذي سيصدر ضمن القوانين الأولى الذي سيناقشها المجلس القادم، مؤكداً أن نواب المحليات لا يتمتعون بأي امتيازات. - بداية الاستعدادات وقال محمد أبوالفضل، الأمين العام لائتلاف صوت الصعيد، أن انتخابات المحليات ستجرى في النصف الأول من العام المقبل 2016، موضحاً: "52 ألف سيتم انتخابهم وفقاً للدستور، وسيكون للشباب والمرأة 50% من المقاعد ". ولفت إلى أن أهمية الانتخابات المحلية ترجع إلى أن قضية المحليات والجهاز الإداري للدولة هي جوهر الأزمة المصرية، قائلاً: "قطاع المحليات هو عصب الدولة وهو الوسيط بين النظام والشعب". وأضاف أن قانون 43 لسنة 1979 ينتابه الكثير من القصور حيث لم تطرأ عليه تعديلات جوهرية ولم يدرك القائمون على وضع القانون أو المنفذون له أن إصلاح المحليات بداية الطريق الحقيقي للتنمية. واختتم قائلاً: "المحليات هي المسئولة عن كل الخدمات المقدمة للمواطن المصري وهى البوابة لكل المطالب الشعبية .. فمحاولات الإصلاح ستنعكس بشكل سريع على الشارع المصري مما سيساهم في ازالة الاحتقان المجتمعي ونمو حالة من الرضا الشعبي تجاه سياسات الحكومة في معالجة قضايا المواطنين".