فاجئنا الإعلامي أحمد موسى، أمس، بحركة "نص كوم" بعدما نشر صور جنسية فاضحة على الهواء للمخرج والبرلمانى المعروف خالد يوسف، رغم عدم تأكده من صحة هذه الصور، متجاهلًا كل شيء يقال عن "المهنية" فى العمل الإعلامي، وضاربًا بمعايير الأخلاق عرض الحائط، وكأنما تحول الإعلام المرئى ل"إعلام الفضائح" وتصفية الحسابات على الهواء لتحقيق أعلى نسب مشاهدة للقناة فى ظل عالم الفضائيات المفتوحة. القصة بدأت عندما قام عميد كلية آداب إسكندرية بتحرير محضر ضد المخرج خالد يوسف يتهمه فيه بالتحرش بزوجته وقيامه بسرقة كارت ميمورى شخصى لها يحمل العديد من الصور الشخصية لعائلتها ، فما كان من خالد يوسف إلا أنه نفى هذه الواقعة وأكد أن ما يدرا ضده مجرد محاولة لتشويه سمعته خاصة بعد فوزه فى الانتخابات البرلمانية عند دائرة "كفر شكر" بمحافظة القليوبية، الأمر الذى جعل محامى عميد كلية آداب إسكندرية يؤكد فى مداخلة لبرنامج أحمد موسى على الهواء أنه يملك أفلام ومقاطع فيديو إباحية لنائب البرلمان المذكور سيفضحه بها أمام الجميع، ويجعل منه "عنتيل" جديد من "عناتيل" مصر.
ما فعله "موسى" لابد أن تقوم الدنيا بسببه، وأن تنعقد غرفة صناعة الإعلام (وهى المهتمة بمناقشة أهم المشاكل فى الوسط الإعلامي ووضع حلول لها فى أسرع وقت) لتتخذ قرارات ضده وضد برنامجه، لأنه ببساطة خدش حياء الناس داخل البيوت، بصور قد تكون مفبركة (والله أعلم) ولم ينتظر حتى نتيجة التحقيقات التى تجرى فى النيابة حاليًا لينشر الحقائق كاملة، وأقحم المشاهدين فى مواضيع لا تشغلهم، لأنها باختصار مشكلة تنحصر فى دائرتين لا ثالث لهما؛ الأولى وهى دائرة الانحراف الأخلاقي للمخرج خالد يوسف وهذا ليس لنا علاقة به، حتى ولو قيل أنه تم القبض عليه فى شقة "مفروشة" مع ثلاث فتيات أو أكثر، فماذا يهم المواطن بهذه المعلومات، لأن هذه هى حياته الشخصية ومن حقه يفعل ما يشاء والذى سيحاسبه هو الله "سبحانه وتعالى" والشرطة والقضاء، والدائرة الثانية وقد تكون الأرجح وهى تصفية حسابات سياسية وهذا ليس لنا علاقة به أيضًا، لأن الشعب ليس فى صراع مع أحد سوى التدني الأخلاقي الذى وصلنا إليه وصراع من أجل الوصول للقمة العيش ومحاربة الأزمة الاقتصادية التى يمر بها البلاد.
هذه السقطة الأخلاقية فى حق إعلامي شهير له شعبية كبيرة فى الوقت الراهن مثل أحمد موسى، تذكرنا بما فعلته منذ أسابيع المذيعة ريهام سعيد، عندما استضافت سمية طارق الشهيرة ب"فتاة المول" وقام شخص من فريق إعداد برنامجها بسرقة بعض الصور الفاضحة من هاتفها، وقامت ريهام بنشر هذه الصور على الهواء، ولم تتوانى للحظة واحدة خوفًا من خدش حياء الجمهور، وبعدها قامت الدنيا ولم تقعد، وشن رواد مواقع التواصل الاجتماعى حملة أوقفت برنامجها من قناة "النهار"، وأرغمت المعلنين فى برنامجها على الهروب خوفًا من الخسارة التى سيتعرضون لها.
فى ظل الفوضى الإعلامية التى تشهدها مصر، وعدم وجود وزارة للإعلام، وغياب دور "غرفة صناعة الإعلام" التى جعلت مرتضى منصور يظهر على الهواء مع وائل الإبراشى فى قناة "دريم" رغم أنه ممنوع من الظهور إعلاميًا، وعودة ريهام سعيد وبرنامجها مرة أخرى على شاشة "النهار" رغم قرار منعها، أصبح السؤال الذى يطرح نفسه على الساحة، الآن، هل سنؤيد وقف أحمد موسى وبرنامجه مثلما تم إيقاف ريهام سعيد بسبب نفس السقطة المهنية.. أم سيكون للواسطة والمحسوبية والشللية حسابات أخرى؟!