الأهالى : الأطباء فى "غياب دائم" والوحدات مغلقة طوال اليوم وكيل الصحة : نسعى لتحفيز أطباء الوحدات الصحية "النائية" محافظ بني سويف : 300% جهود غير عادية للأطباء
تعيش الوحدات الصحية الريفية ببني سويف، أسوء حالاتها، من ناحية الخدمة الطبية المقدمة على الرغم من الإمكانيات الهائلة فى المباني الفخمة والأجهزة الطبية باهظة الثمن، إلا أن الخدمة الطبية تكاد تكون منعدمة لعدم إلتزام الأطباء بمواعيد تواجدهم بالنوبتجيات ولخلو الصيدليات من الأدوية والمستلزمات الطبية.
حيث أصبحت المباني كبيوت الأشباح، كونها مغلقة أكثر فترات اليوم، مما يشكل خطرًا على أهالى القري النائية على الرغم من أن هذه المستشفيات مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية والمعملية التى أكلها الصدأ بسبب عدم الإستخدام، فضلًا عن بنايات على مستوى عالٍ، ولكنها تفتقد لتواجد أطقم الأطباء والتمريض والأدوية والأمصال .
فالمستشفى القروى بجزيرة أبو صالح، التابعة لمركز ناصر، شمال بني سويف مبني هائل من 3 طوابق على مساحة 500 متر مربع، ويضم بداخله 12 غرفة لعيادات وصيدليات ومعمل تحاليل، فضلاً عن غرف الأطباء الذين يرفضون التواجد بالوحدة كونها تبعد عن مدينة بني سويف بأكثر من 40 كيلو متر وتقع على الطريق الصحروى الشرقي القديم. حلمى رضوان عبدالغني وكيل الإصلاح الزراعي أحد أهالى القرية قال : المستشفي يفتقد الأطباء والتمريض على الرغم من أنه مجهز بالتجهيزات الطبية الكاملة، ورغم ذلك محرومون من أي خدمة طبية، نقطع ما يقارب من 50 كيلو متر للحصول على أدنى حقوقنا الآدمية حيث نلجأ لمستشفي بني سويف العام أو أطفيح المركزى أو المركز الصحى بالبرومبل.
عندما تنظر إلى المبني من الوهلة الأولى تجذبك روعة بنيانه وإمكانياته، ولكننا لم نجد بداخله إلا حارسه عم ثابت خضر، الموظف بمديرية الصحة ببني سويف، جالسًا على فراش من البلاسيتك ينتظر وصول أطباء وممرضات المستشفي، حيث قال: "منذ أن انتقلت للمستشفي من 4 سنوات والمستشفي يعانى من عدم وجود الأطباء والممرضات، على الرغم من أنى أقيم بقرية كفر الجزيرة ولكنى أستقل المعدية وأعبر البحر لآتى لعملى يوميًا وأقوم بتنظيف الحجرات والأجهزة، انتظارًا لوصول الطبيب ولكن دون جدوى هو أنا اللى هأمر الممرضة ولا الطبيب يقعد في المستشفي «ده دكتور.. هو عمر العامل هيقول للدكتور أقعد أنا مليش دعوة».
فيما أجبرت الحالة المتدنية التى وصلت إليها مستشفي سمسطا المركزى، المسؤلون عن قطاع الصحة بالمحافظة على مخاطبة الوزير للموافق على إعتبارها مستشفي "نائية" فى محاولة أخيرة لتحسين الخدمة وتحفيز الأطباء للأقبال على العمل بالمستشفي التى تقع فى منطقة متطرفة من الناحية الغربية للمحافظة، حيث زار الدكتور علاء عزت، وكيل الوزارة المستشفي فى جولة مفاجئة أسفرت عن قراره بإعفاء مدير المستشفى ونائبه من منصبهما وإحالتهما للتحقيق وتحويل الأطباء النواب المقيمين والإخصائيين المناوبين للتحقيق أيضاً علي ضوء زيارته المفاجئة لمستشفي سمسطا المركزي، حيث رصد خلال الزيارة العديد من السلبيات أهمها عدم وجود المدير أو نائبه أو حتي الأطباء المقيمون والإخصائيين تحت الاستدعاء بالمستشفي وكذا عدم تفعيل العمل بقسم الأشعة وقسم العمليات والمعمل بالمستوي المناسب واكتشف أيضاً إنخفاض نسبة إشغال المرضي بالأقسام الداخلية بالمستشفي دون المستوى المطلوب.
الأمر الذى دفع مديرية الصحة إلى مخاطبة وزير الصحة، للموافقة على إعتبار مستشفى سمسطا المركزي من المستشفيات ذات الطبيعة الخاصة والنائية بالمحافظة، وهو ما وافق عليه الوزير، نظرًا لحالة الإهمال التى تعانى منها المستشفي وعدم رغبة الأطباء بالتواجد فيه؛ نظرًا لبعده عن المحافظة.
فيما أعلنت مديرية الصحة ببني سويف، أنه يوجد 25 وحدة صحية فى مناطق نائية هى : العلالمة، سنور، منشأة عاصم، الحرجة، الحمام، على حمودة، جزيرة أبو صالح، على زيدان، النواميس، المناشى، ميهوب الديب، الدهابية، العجرة، غياضة الشرقية، جبل النور، الحيبة، الجمهود، بنى منين، لاجودة، الحرية 2، مهدى الأخرم، سالم البحيرى، التضامن، مازورة.
فيما أكد الدكتور جمال الجوهرى، وكيل وزارة الصحة، أنه يسعى جاهدًا لإيجاد حلول تحفيزية للأطباء وأطقم التمريض للعمل فى المستشفيات والوحدات الصحية النائية، وقد وافق مؤخرًا المحافظ المستشار محمد سليم، على صرف حافز بقيمة 300% من الراتب الأساسي على بند "جهود غير عادية" لأطباء الوحدات الصحية فى المناطق النائية، تحفيزًا للأطباء على العمل في هذه الوحدات التي تشهد قصورًا في الخدمة، ويعد قفزة نوعية يتم تطبيقها لأول مرة في المجال الصحى.