تزاحمت الملفات على طاولة قادة دول الخليج العربي، الذين افتتحوا قمتهم ال36 مساء أمس في العاصمة السعودية الرياض، واختلط الهم المحلي بالإقليمي بالعربي. ووفقا للحياة اللندنية، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بقية القادة إلى «تحصين دولنا من الأخطار الخارجية، ومد يد العون لأشقائنا، لاستعادة أمنهم واستقرارهم، ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من تحديات وحل قضاياها». ونبه العاهل السعودي، في كلمته في افتتاح القمة التي حضرها جميع القادة، باستثناء سلطان عُمان وحاكم الإمارات، إلى أن «منطقتنا تمر بظروف وتحديات وأطماع بالغة التعقيد، تستدعي منا التكاتف والعمل معاً». وعلى رغم إشارته إلى ما حققه المجلس خلال ال35 عاماً الماضية منذ انطلاقته من العاصمة الإماراتيةأبوظبي، إلا أن الملك سلمان قال: «إن مواطنينا يتطلعون إلى إنجازات أكثر تمس حياتهم اليومية، وترقى إلى مستوى طموحاتهم»، مؤكداً ثقته «بأننا سنبذل جميعاً قصارى الجهد للعمل لتحقيق نتائج ملموسة لتعزيز مسيرة التعاون والترابط بين دولنا، ورفعة مكانة المجلس الدولية، وإيجاد بيئة اقتصادية واجتماعية تعزز رفاه المواطنين». وسجلت الأوضاع السورية حضوراً طاغياً في كلمة أمير قطر رئيس الدورة الخليجية ال35 الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي قال: «إن استمرار الأزمة السورية يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وإنسانية»، لافتاً إلى تجاوز تداعيات هذه الأزمة الحدود السورية والإقليمية «لتهدد الأمن والاستقرار في العالم». وأضاف: «يتعين علينا كعرب العمل على وضع حد لهذه الكارثة وحماية الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، واتخاذ التدابير والإجراءات كافة التي تحقن دماء السوريين وتخفف معاناتهم، والسعي الجاد إلى تنفيذ مقررات جنيف1 التي تلبي تطلعات الشعب السوري وآماله وتحفظ كرامة المواطنين وحقهم في ممارسة إرادتهم الحرة، لتحديد مستقبل بلدهم من دون قسر أو إكراه من قوة محلية أو إقليمية أو دولية»، مشيداً بدعوة المملكة أطراف المعارضة الى مؤتمر الرياض. وشدد الشيخ تميم على أن «الإرهاب من أخطر التحديات التي تواجه عالمنا المعاصر وتهدد الأمن والسلم الدوليين، وأن المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بمضاعفة الجهود لمكافحة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، والقضاء على أسبابه الحقيقية بكل ما أوتي من وسائل وإمكانات». وعن الملف اليمني، أكد أمير قطر حرص قادة الخليج على «استقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه، كما نؤكد دعمنا الشرعية ورفضنا كل المحاولات لفرض سيطرة فريق على اليمن بالقوة، وإدانتنا هذه المحاولات الفاشلة، وبفضل موقف الشعب اليمني وتضامن التحالف العربي، ونحن نؤكد على ضرورة استكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني في كانون الثاني (يناير) 2014، وإعلان الرياض في أيار (مايو) 2015 وقرار مجلس الأمن رقم 2216». بدوره، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، في كلمته أمس، إن قرارات المجلس «في شأن المشاريع الاستراتيجية المشتركة والتشريعات الموحدة وتعميق التكامل في الميادين كافة وتوسيع مجالات التعاون والتنسيق المشترك بين دول المجلس، وكذلك مع الدول الصديقة، يجري تنفيذها ومتابعتها بحرص دائم من المجلس الوزاري».