ياسر جلال: السيسي شجاع ولا يخشى إلا على مصلحة الوطن    المستشار عصام فريد رئيسا للشيوخ والعوضي وسعد وكيلين    «قناة السويس» تتابع جودة الخدمات الغذائية المقدمة لطلاب المدينة الجامعية    عاشور: الذكاء الاصطناعي ضرورة استراتيجية لدعم اقتصاد المعرفة    الري: مستمرون في إدارة إيراد نهر النيل بمرونة واستعدادات مكثفة لموسم السيول    إنشاء 3 كليات جديدة بجامعة بنها الأهلية    المنوفي بعد تحريك أسعار الوقود.. الأسواق تحت السيطرة ولا زيادات بأسعار السلع    شعبة الأدوات الكهربائية: استمرار مبادرة دعم الأنشطة الإنتاجية ينعش القطاع الصناعي    صحيفة إسبانية: قمة بوتين – ترامب في المجر «كابوس سياسي» للاتحاد الأوروبي    إيران تعلن انتهاء القيود النووية    الجنائية الدولية ترفض استئناف إسرائيل في قضية غزة    تفاصيل اجتماع وزير الرياضة مع رئيس كاف    محافظ أسوان في جولة مفاجئة على المخابز والأسواق: هدفنا ضبط الأسعار    موجة صيف متأخرة.. تحذير هام من «الأرصاد» للمواطنين    تحرير 1090 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    لليوم الثاني على التوالي.. إطلاق طائرات الباراموتور بمشاركة 100 مغامر أجنبي من 15 دولة بالأقصر    قبل إغلاق قاعة توت عنخ آمون.. إقبال كبير على زيارة المتحف المصري بالتحرير    بين الجرأة والكلاسيكية.. حضور لافت لنجمات ونجوم الفن في ثاني أيام مهرجان الجونة    الصحة: ارتفاع معدلات الولادات القيصرية إلى 88% بالإسكندرية    المستشفيات التعليمية تتوسع في خدمات كهرباء القلب إلى بنها ودمنهور لتخفيف العبء عن المرضى    «الصحة» تواصل برنامج «درّب فريقك» لتعزيز مهارات فرق الجودة بالمنشآت الصحية    محافظ أسوان يفاجئ مخابز ومحلات جزارة بكوم إمبو    مصرع 3 أشخاص وإصابة 15 شخصا فى حادثى سير بالطريق الصحراوى بالبحيرة    تعرف على موعد تأخير الساعة في مصر 2025 وسبب اختيار يوم الجمعة لتطبيق التوقيت الشتوي    أعضاء مجلس الشيوخ يؤدون اليمين الدستورية.. اليوم    بعد نجاتها من حادث سير.. نجوى إبراهيم تكشف تطورات حالتها الصحية (فيديو)    مواقيت الصلاة اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا    تعرف على عقوبة عدم التصويت في الانتخابات البرلمانية    استقرار نسبي في أسعار الفراخ اليوم السبت 18 اكتوبر 2025فى المنيا    السبت 18 أكتوبر 2025.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع اليوم    جولة لمدير الرعاية الصحية بالأقصر بوحدة طب أسرة طيبة لمتابعة خدمات المواطنين    ترامب يدعو كييف وموسكو إلى التوقف عند هذا الحد وإنهاء الحرب    «الحوض والظهر».. المعد البدني السابق للأهلي يكشف سبب إصابات أشرف داري    رئيس صريبا: قمة بوتين وترامب في المجر أهم قمة في القرن 21    ترامب يدعو أوكرانيا وروسيا إلى وقف الحرب فورا    طريقة عمل البطاطا الحلوة بالبشاميل، تحلية مغذية ولذيذة    ذات يوم.. 18 أكتوبر 2006.. وفاة الكاتب المفكر محمد عودة.. «الفقير» الذى اغتنى بلمة المريدين ومؤلفات ومواقف تحمل أمانة الكلمة وضميرا يقظا لم تخترقه أى إغراءات    أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 18 أكتوبر 2025    الدفاع الروسية: تدمير 41 مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق    الأهلى يضع «عبدالمنعم» ضمن المرشحين لدعم الدفاع فى يناير    عبد البصير: موقع المتحف الكبير سيحوّل المنطقة إلى مقصد ثقافي عالمي    لا ترهق نفسك بالتفاصيل غير الضرورية.. خظ برج الجدي اليوم 18 أكتوبر    أنغام تُشعل أجواء قطر بأمسية غنائية استثنائية (فيديو)    استقرار أسعار اللحوم في المنيا اليوم السبت 18 أكتوبر 2025    مواعيد مباريات اليوم السبت 18 أكتوبر والقنوات الناقلة    الزمالك يواجه ديكيداها الصومالي في مستهل مشواره بالكونفدرالية الأفريقية    اليوم.. الحكم على 37 متهما بقضية "خلية التجمع"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-10-2025 في محافظة قنا    تعادل مثير بين سان جيرمان وستراسبورج في الدوري الفرنسي    رسميا.. فوز أسامة أبو زيد برئاسة نادى الشمس للمرة الثالثة على التوالى    المصري هيثم حسن يقود تشكيل ريال أوفييدو أمام إسبانيول في الليجا    انخفاض كبير في عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب والسبائك اليوم السبت بالصاغة    حكم التعصب لأحد الأندية الرياضية والسخرية منه.. الإفتاء تُجيب    هل يجوز للمريض ترك الصلاة؟.. الإفتاء تُجيب    القطط فى مصر القديمة.. الرفاق الذين أصبحوا آلهة    سقوط 3 متهمين بالنصب على راغبي شراء الشقق السكنية    ترامب يوقع أوامر بفرض رسوم جمركية جديدة ودعم إنتاج السيارات داخل الولايات المتحدة    العلماء يؤكدون: أحاديث فضل سورة الكهف يوم الجمعة منها الصحيح ومنها الضعيف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو بكر الصديق صاحب الرسول في الهجرة
نشر في الفجر يوم 13 - 11 - 2015

ولئن كان كشف المخطط الإجرامي أمرًا ربانيًّا بحتًا، لم يتدخَّل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن تخطيط عملية الهجرة ذاتها قد تُركت له بشكل كامل، فإن الوحي ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الجريمة التي يعزمون على القيام بها، وذكر له توقيتها؛ لكنه لم يذكر له تفاصيل ما ينبغي أن يفعله لكي تنجح مهمَّته صلى الله عليه وسلم في الهجرة من مكة إلى المدينة، وليس معنى أن الله تعالى قد أمر نبيَّه صلى الله عليه وسلم بصدق التوجه إليه لطلب النصرة والتأييد أن الهجرة ستتم بلا إعداد أو ترتيب، وإنما تمام التوكُّل على الله يقضي أن يسأل العبدُ اللهَ تعالى النصر والقوَّة ثم يبذل كل ما في طاقته لإنجاح الأمر.
من يهاجر معي؟!
ولقد كان أول ما سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بداية هجرته هو مَنْ سيصحبه في هذه الرحلة الطويلة؟! فعَنْ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: "مَنْ يُهَاجِرُ مَعِي؟" قَالَ: أبو بكر الصديق .
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّم الأمة كلها أن الخطوات الناجحة تحتاج دومًا إلى رِفقة وإلى أصحاب، وأنه وإن كان الرسول العظيم، والرجل المؤَيَّد بالوحي فإنه يحتاج في سفره ورحلته إلى صاحب، فكان حريصًا دومًا على الصحبة؛ في مكة والمدينة، وفي السفر والحضر، وفي المسجد والسوق، وفي كل موطن من مواطن حركته وحياته صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا جاء تدبير وترتيب كل خطوات الهجرة مشترَكًا بين الصاحبين العظيمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه.
من تخطيط النبي في الهجرة
إننا يجب أن نتدبَّر بوعي فيما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق رضي الله عنه في هذه اللحظات النادرة، وهما يُدَبِّران ويُخَطِّطان ويُرَتِّبان لعملية من أخطر العمليات في التاريخ الإسلامي؛ فهما يُريدان أن يخرجا من مكة دون أن يشعر بهما أحد؛ بل من دون أن يشعر أحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم بأمر الجريمة التي تُدَبَّر له حتى لا يعجل الكفار بجريمتهم.
ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رسول الله وسوف يرعاني الله ويحفظني. بل أخذ -هو وصاحبه- بكل الأسباب الممكنة لإنجاح عملية الهجرة الخطرة؛ خاصة أن هذه الهجرة تعترضها عدَّة مشكلات؛ منها أنه صلى الله عليه وسلم يُريد أن يذهب للصديق رضي الله عنه ليُخبره بأمر الهجرة؛ ولكن دون أن يراه أحد، ومنها أنه صلى الله عليه وسلم لا يعلم إن كان الصديق رضي الله عنه جاهزًا لهذه الهجرة المفاجئة، التي ستكون بعد ساعات فقط، أم لا؟
ومنها أن الكفار سيأتون بعد قليل لحصار بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، فلو اكتشفوا هجرته فسيتبعونه خارج مكة، ولو خرجوا خلفه صلى الله عليه وسلم مباشرة فسيكون احتمال اللحاق به كبيرًا، فكيف يُؤَجِّل رسول الله صلى الله عليه وسلم حركة المطاردة المشركة له؟ ومنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتفظ في بيته بأمانات كثيرة، وكان أهل مكة المشركون لا يجدون مَنْ هو أكثر أمانة منه صلى الله عليه وسلم حتى يحفظوا عنده أماناتهم؛ وذلك مع شدَّة عدائهم له، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم على درجة قصوى من الأمانة؛ بحيث إنه في هذا الموقف الخطير ما زال مشغولاً بردِّ هذه الأمانات، ولم يقل: إنها أموال الأعداء، فيجوز الاستيلاء عليها. بل ظلَّ محافظًا على العهد الذي بينه وبينهم، فهذه كانت بعض المشكلات التي واجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُخَطِّط للهجرة.
أبو بكر الصديق الصاحب في الهجرة
وقد وردت عدَّة روايات ثمينة تُوَضِّح لنا ترتيب رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمر، وكيف تغلَّب على هذه المشكلات، وفي هذه الروايات من الدروس والعبر ما لا يمكن إحصاؤه.
قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: "فَبَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ قَالَ قَائِلٌ لأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَقَنِّعًا فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاءٌ لَهُ أَبِي وَأُمِّي وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلاَّ أَمْرٌ. قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي بَكْرٍ: "أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الصَّحَابَةُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بِالثَّمَنِ". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجِهَازِ، وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أسماء بنت أبي بكر قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الْجِرَابِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ.
قَالَتْ: ثمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ، فَكَمَنَا فِيهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عبد الله بن أبي بكر، وَهُوَ غُلاَمٌ شَابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ فَيُدْلِجُ مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلاَ يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتَادَانِ بِهِ إِلاَّ وَعَاهُ حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلاَمُ، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنَمٍ فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ الْعِشَاءِ، فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلٍ، وَهُوَ لَبَنُ مِنْحَتِهِمَا وَرَضِيفِهِمَا، حَتَّى يَنْعِقَ بِهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلاَثِ، وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رجلاً مِنْ بَنِي الدِّيلِ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ، هَادِيَا خِرِّيتًا، وَالْخِرِّيتُ الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ، قَدْ غَمَسَ حِلْفًا فِي آلِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ، وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلاَثِ لَيَالٍ بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلاَثٍ، وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيلُ فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ السَّوَاحِلِ".
وفي رواية: "قَالَ أبو بكر رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ عِنْدِي نَاقَتَانِ قَدْ كُنْتُ أَعْدَدْتُهُمَا لِلْخُرُوجِ. فَأَعْطَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَاهُمَا -وَهِيَ الْجَدْعَاءُ- فَرَكِبَا فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا الْغَارَ وَهُوَ بِثَوْرٍ فَتَوَارَيَا فِيهِ، فَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ غلامًا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ أَخُو عَائِشَةَ لأُمِّهَا، وَكَانَتْ لأَبِي بَكْرٍ مِنْحَةٌ فَكَانَ يَرُوحُ بِهَا وَيَغْدُو عَلَيْهِمْ وَيُصْبِحُ، فَيَدَّلِجُ إِلَيْهِمَا ثمَّ يَسْرَحُ فَلاَ يَفْطُنُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الرِّعَاءِ، فَلَمَّا خَرَجَ خَرَجَ مَعَهُمَا يُعْقِبَانِهِحَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ، فَقُتِلَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَوْمَ بئر معونة".
وعَنْ عروة بن الزبير رحمه الله قَالَ: "لَمَّا خَرَجَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَقَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، يَعْنِي: رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ هَذِهِ الآيَةُ الَّتِي أُمِرُوا فِيهَا بِالْقِتَالِ، اسْتَأْذَنَهُ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَكُنْ أَمَرَهُ بِالْخُرُوجِ مَعَ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَصْحَابِهِ، حَبَسَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لَهُ: "أَنْظِرْنِي فَإِنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي يُؤْذَنُ لِي بِالْخُرُوجِ". وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ قَدِ اشْتَرَى رَاحِلَتَيْنِ يَعِدُّهُمَا لِلْخُرُوجِ مَعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا اسْتَنْظَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي يَرْجُو مِنْ رَبِّهِ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ بِالْخُرُوجِ، حَبَسَهُمَا وَعَلَفَهُمَا انْتِظَارَ صُحْبَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَسْمَنَهُمَا. فَلَمَّا حَبَسَ عَلَيْهِ خُرُوجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَتَطْمَعُ أَنْ يُؤْذَنَ لَكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". فَانْتَظَرَهُ، فَمَكَثَ بِذَلِكَ.
فَأَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهُمْ بَيْنَا هُمْ ظُهْرًا فِي بَيْتِهِمْ، وَلَيْسَ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ إِلاَّ ابْنَتَاهُ: عَائِشَةُ وَأَسْمَاءُ، إِذَا هُمْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، وَكَانَ لا يُخْطِئُهُ يومًا أَنْ يَأْتِيَ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو بَكْرٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ ظُهْرًا، قَالَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ إِلاَّ أَمْرٌ حَدَثَ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ، قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: "أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ". قَالَ: لَيْسَ عَلَيْنَا عَيْنٌ، إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ. قَالَ: "إِنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ لِي بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَة". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، الصَّحَابَةَ الصَّحَابَةَ. قَالَ: "الصَّحَابَةَ"! قَالَ أَبُو بَكْرٍ: خُذْ إِحْدَى الرَّاحِلَتَيْنِ. وَهُمَا الرَّاحِلَتَانِ اللَّتَانِ كَانَ يَعْلِفُهُمَا أَبُو بَكْرٍ يُعِدُّهُمَا لِلْخُرُوجِ إِذَا أُذِنَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُ إِحْدَى الرَّاحِلَتَيْنِ، فَقَالَ: خُذْهَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَارْتَحِلْهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ أَخَذْتُهَا بِالثَّمَنِ".
وَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مُوَلَّدًا مِنْ مُوَلَّدِي الأَزْدِ، كَانَ لِلطُّفَيْلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَخْبَرَةَ، وَهُوَ أَبُو الْحَارِثِ بْنُ الطُّفَيْلِ، وَكَانَ أَخَا عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَعبد الرحمن بن أبي بكر لأُمِّهِمَا، فَأَسْلَمَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَهُوَ مَمْلُوكٌ لَهُمْ، فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَعْتَقَهُ، وَكَانَ حَسَنَ الإِسْلاَمِ. فَلَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، كَانَ لأَبِي بَكْرٍ مَنِيحَةٌ مِنْ غَنَمٍ تَرُوحُ عَلَى أَهْلِهِ، فَأَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ عَامِرًا فِي الْغَنَمِ إِلَى ثَوْرٍ، فَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَرُوحُ بِتِلْكَ الْغَنَمِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْغَارِ فِي ثَوْرٍ، وَهُوَ الْغَارُ الَّذِي سَمَّاهُ اللهُ فِي الْقُرْآنِ، فَأَرْسَلا بِظَهْرِهِمَا رجلاً مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ حَلِيفًا لِقُرَيْشٍ مِنْ بَنِي سَهْمٍ، ثمَّ آلِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، وَذَلِكَ الْعَدَوِيُّ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، وَلَكِنَّهُمَا اسْتَأْجَرَاهُ وَهُوَ هَادٍ بِالطَّرِيقِ، وَفِي اللَّيَالِي الَّتِي مَكَثَا بِالْغَارِ كَانَ يَأْتِيهِمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حِينَ يُمْسِي بِكُلِّ خَبَرٍ بِمَكَّةَ، ثمَّ يُصْبِحُ بِمَكَّةَ وَيُرِيحُ عَامِرٌ الْغَنَمَ كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَحْلِبَانِ، ثمَّ يَسْرَحَ بُكْرَةً فَيُصْبِحُ فِي رُعْيَانِ النَّاسِ وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ، حَتَّى إِذَا هَدَأَتْ عَنْهُمَا الأَصْوَاتُ، وَأَتَاهُمَا أَنْ قَدْ سُكِتَ عَنْهُمَا، جَاءَهُمَا صَاحِبُهُمَا بِبَعِيرَيْهِمَا فَانْطَلَقَا، وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا بِعَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ يَخْدِمُهُمَا وَيُعِينُهُمَا، يُرْدِفُهُ أَبُو بَكْرٍ وَيَعْقُبُهُ عَلَى رَحْلِهِ، لَيْسَ مَعَهُمَا أَحَدٌ إِلاَّ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَأَخُو بَنِي عَدِيٍّ يَهْدِيهِمَا الطَّرِيقَ...".
وعَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها، قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ، حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى المَدِينَةِ، قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ، وَلاَ لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ، فَقُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: "وَاللَّهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُ بِهِ إِلاَّ نِطَاقِي". قَالَ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ، فَارْبِطِيهِ: بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ، وَبِالآخَرِ السُّفْرَةَ. "فَفَعَلْتُ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ".
من الروايات السابقة يتبيَّن لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ في تنفيذ خُطَّته بسرعة؛ فقد خرج من الظهيرة مُتَّجِهًا إلى بيت الصديق رضي الله عنه، وهو وقت تخفُّ فيه حركة الأقدام في قيظ مكة، وزيادة في التخفِّي فإن الرسول صلى الله عليه وسلم غطَّى رأسه ببعض الثياب، فلو رآه أحد من بعيد ما أدرك بسهولة أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ دخل على الصديق رضي الله عنه في هذه الساعة التي ما جاء فيها إليه من قَبْل طَوَال الأعوام السابقة، حتى إن ذلك لفت نظر الصديق رضي الله عنه، فقال كما تحكي عائشة رضي الله عنها: "فِدَاءٌ لَهُ أَبِي وَأُمِّي، وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلاَّ أَمْرٌ".
إلى هنا والصديق رضي الله عنه لا يعلم أنه سيُهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم طلب النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم من أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه أن يُخْرِجَ مَنْ عنده زيادة في الحذر، فطمأنه الصديق رضي الله عنه أنه ليس بالبيت إلا ابنتاه عائشة وأسماء رضي الله عنهما، فهنا أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم صديقه بأمر الهجرة!
كان أول ما شغل الصديق رضي الله عنه هو السؤال عن صُحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الهجرة، فلمَّا بشَّره الرسول صلى الله عليه وسلم بالصحبة كان ردُّ فعل الصديق رضي الله عنه عجيبًا إذ إنه بكى من شدَّة الفرح! تقول عائشة رضي الله عنها: "فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ"!
هذه الفرحة الطاغية كانت لأنه سيخرج في هذه الهجرة الخطرة؛ بل شديدة الخطورة! ولا شكَّ أن الصديق رضي الله عنه كان يُقَدِّر خطورة هذه الرحلة، ولا شكَّ أنه كان يعلم أنه سيكون من المطلوبين بعد ذلك، وقد يُقْتَل؛ لكن كل ذلك لم يُؤَثِّر فيه مطلقًا، فهو يُحِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حبًّا لا يُوصف، وكان هذا حبًّا حقيقيًّا غير مصطنع، لازمه في كل لحظة من لحظات حياته؛ منذ آمن وإلى أن مات رضي الله عنه، وبهذا الحبِّ وصل الصديق رضي الله عنه إلى ما وصل إليه.
وقبل أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وسيلة الانتقال إلى المدينة، إذا بالصديق رضي الله عنه يقول: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هاَتَيْنِ. كان الصديق رضي الله عنه يشعر ويتمنَّى أن يكون صاحبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة؛ فاشترى راحلة أخرى غير راحلته، وبدأ يعلف الراحلتين استعدادًا للسفر الطويل، فلما جاء ميعاد السفر كان الصديق جاهزًا تمامًا، لم يُجَهِّز نفسه فقط؛ بل جهز راحلتين، له ولرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم رفض أن يأخذ الراحلة إلا بثمنها، فَقَالَ: "بِالثَّمَنِ".
نَعَم الصديق رضي الله عنه أنفق معظم ماله على الدعوة؛ ولكن كان ذلك لإعتاق العبيد، وللإنفاق على الفقراء، أمَّا الرسول صلى الله عليه وسلم فمع كونه يقبل الهدية فإنه وجد أن هذه هدية متكلَّفة باهظة الثمن، وهو صلى الله عليه وسلم قد توافر له ثمنها؛ فلم يقبل حينئذٍ أن يأخذها من الصديق رضي الله عنه إلا بالثمن؛ وذلك حتى لا يُثقل عليه؛ خاصةً أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس محتاجًا لهذا العطاء.
وقفة مع الصديق رضي الله عنه
وأنا أريد أن أقف هنا مع ردِّ فعل الصديق رضي الله عنه لقرار الهجرة.. فقد كان رضي الله عنه مستعدًّا استعدادًا كاملاً لهذه المهمَّة الكبيرة، وهو استعداد في الواقع يلفت النظر!
كان الصديق رضي الله عنه مستعدًّا استعدادًا نفسيًّا للرحيل وتَرْك الديار والبلاد، دون اعتذار بأي ظرف معوِّق، ولا شكَّ أنه كعامَّة الناس له ظروف تحكم حياته، ولا شكَّ أنه تاجر، وأنه أب، وأنه زوج، وأنه ابن، وأنه.. وأنه.. لا شكَّ أن عنده أمورًا كثيرة تعوقه كبقية البشر؛ ولكنه رضي الله عنه كان يُعطي العمل لله عز وجل قدره الحقيقي؛ ولذلك كان يهون إلى جواره أي عمل آخر.
وكان رضي الله عنه مستعدًّا استعدادًا ماديًّا يُناسب المهمَّة؛ فقد أعدَّ راحلتين مناسبتين؛ حتى دون أن يُطلب منه، وعلفهما بشكل جيِّد ليتمكَّنا من قطع الرحلة الطويلة بأمان. وكان رضي الله عنه مستعدًّا استعدادًا عائليًّا؛ فقد أَهَّلَ بيته لقبول فكرة الهجرة، وأخذ القرار ببساطة مع أنه سيترك خلفه في مكة بناتٍ صغارًا. وكان رضي الله عنه مستعدًّا استعدادًا ماليًّا؛ فقد ادَّخر خمسة آلاف درهم للإنفاق على عملية الهجرة، ولتأمين الطريق، وقد أخذها بكاملها عند خروجه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يترك لأهله شيئًا من المال، ولسان حاله يقول كما اعتاد دومًا: تَرَكْتُ لَهُمُ اللهَ وَرَسُولَهُ.
لقد كان الصديق رضي الله عنه رجلاً يعيش تمامًا للقضية الإسلامية، وحياته كلها في خدمة هذا الدين، وأوراقه كلها مُرَتَّبة لمصلحة الإسلام، وأولوياته واضحة، وأهدافه جلية، وطموحاته عالية ..
هذا هو الصديق أبو بكر رضي الله عنه!
والجميل أن الصديق رضي الله عنه استطاع أن يزرع هذه المعاني السامية، وهذه الروح النبيلة في أولاده وبناته؛ فنرى جلَّهم يشتركون في إنجاح عملية الهجرة، كما نراهم يَقْبَلون بالتضحية الكبيرة التي فعلها أبوهم بإنفاق المال كله على الدعوة؛ بل نجدهم يبتكرون الوسائل التي تُقنع مَنْ حولهم بأهمية ما يفعله الصديق رضي الله عنه من أجل الدين، وما أجمل موقف أسماء رضي الله عنها وهي تُسكِّن الشيخ الكبير أبا قحافة والد الصديق رضي الله عنه عندما فُجِع بترك الأولاد والبنات الصغار دون مال ..
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنها، قَالَتْ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ احْتَمَلَ أَبُو بَكْرٍ مَالَهُ كُلَّهُ، وَمَعَهُ خَمْسَةُ آلاَفِ دِرْهَمٍ أَوْ سِتَّةُ آلاَفٍ فَانْطَلَقَ بِهَا مَعَهُ. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيْنَا جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لأَرَاهُ قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ. قَالَتْ: قُلْتُ: كَلاَّ يَا أَبَتِ إنَّهُ قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرًا. قَالَتْ: فَأَخَذْتُ أَحْجَارًا فَوَضَعْتُهَا فِي كُوَّةٍ فِي الْبَيْتِ الَّذِي كَانَ أَبِي يَضَعُ مَالَهُ فِيهَا، ثمَّ وَضَعْتُ عَلَيْهَا ثَوْبًا، ثمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ ضَعْ يَدَكَ عَلَى هَذَا الْمَالِ. قَالَتْ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: لاَ بَأْسَ، إذَا كَانَ تَرَكَ لَكُمْ هَذَا فَقَدْ أَحْسَنَ، وَفِي هَذَا بَلاَغٌ لَكُمْ. وَلاَ وَاللهِ مَا تَرَكَ لَنَا شَيْئًا، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُسْكِنَ الشَّيْخَ بِذَلِكَ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.