قال اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى وأمين الإعلام لحزب حماة الوطن، إن الزيارة الناجحة لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى إلى المملكة المتحدة غلبت عليها لغة المصالح المتبادلة، حيث محت لندن كل ما يعكر صفو العلاقات الثنائية المصرية البريطانية وأولت اهتماما كبيرا للقواسم المشتركة التى تجمعها بالقاهرة سواء السياسية أو الإقتصادية، وذلك على اعتبار العلاقات الحميمة التى تجمع المملكة بالولايات المتحدة والتنظيم الدولى للإخوان المسلمين. وأضاف الغباشى ل"الفجر"، أن السيسى بتلك الزيارة قد عبر جسرا صعبا بالعلاقات المصرية الخارجية، حيث كانت لندن لوقت غير قليل منبرا لتوجيه الانتقادات غير المقبولة للنظام السياسى المصرى متجاهلة الارادة الشعبية المصرية التى اختارته، ومنحازة إلى مصالح الأمريكيين والتنظيم الدولى للإخوان، موضحا أن المملكة المتحدة تدرك جيدا قيمة مصر ودورها الفريد فى حفظ الاستقرار فى منطقة "الشرق الأوسط"، وخاصا والمنطقة تشهد حالة غير مسبوقة من الاضطرابات يمتد تأثيرها لا محالة إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط. وأوضح أن قوة موقف القيادة السياسية المصرية والثبات على الهدف القومى للعبور بمصر من هذا المنعطف الخطير وعزيمتها فى تحقيق الارادة الشعبية، قد اجبرت المجتمع الدولى بما فى ذلك المملكة المتحدة لاحترام خيارات الشعب المصرى ونبذ كل الاعتبارات التى تعبر عن مصالح الجماعة الإرهابية، ومن ثم اصبح التشكيك فى شرعية النظام المصرى دربا من الماضى. وأشار الغباشى إلى أن الانتقادات التى وجهت إلى الرئيس السيسى فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان وهى انتقادات فارغة مورست ارضاء للتنظيم الدولى للإخوان بسبب نفوذهم الإقتصادى فى البلاد، منوها أن كثيرا من الأسئلة الصحفية التى وجهت إلى الرئيس والمرتبطة بسجناء الرأى أو المعتقلين إنما تعبر عن ازدواجية معايير الصحافة البريطانية، حيث أن تلك الممارسات التى استوجبت أحكاما قضائية غير مقبولة فى المملكة المتحدة ومن يمارسها يضع نفسه تحت طائلة القانون البريطانى، مؤكدا أن الانتقادات المتعلقة بسقوط الطائرة الروسية ليست اكثر من ضغوط لن تؤتى ثمارها. وحول فشل الجماعة الإرهابية فى الحشد ضد الرئيس السيسى لافشال زيارته أو احراجه، أكد الغباشى أن ذلك دلالة على انهيار قدرة التنظيم الدولى للإخوان المسلمين على النيل من القيادة السياسية فى آخر معاقلهم، على الرغم من الأموال الطائلة التى انفقتها الجماعة الإرهابية على شركات العلاقات العامة وبعض المؤسسات الإعلامية بهدف تشويه النظام المصرى وتقليب المجتمع الدولى عليه، قائلا: إن الارادة الشعبية المصرية اسقطت الإخوان وجاء نجاح الخارجية المصرية التى استطاعت بحنكة واقتدار تجاوز المحنة التى تعرضت إليها الدولة المصرية لترفع ما تبقى من انقاض جماعة إرهابية لم تقدم إلى مصر دولة وشعبا الا القتل والتخريب.