قال اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى وعضو الهيئة العليا لحزب حماة الوطن ،إن أصداء لقاء الرئيس المصرى باوباما والخطاب الذى القاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مستمرة وتحظى باهتمام بالغ لدى الصحف الأمريكية لما تتمتع به مصر من مكانة اقليمية ودولية تؤهلها للعب ادوار مهمة على صعيد المنطقة العربية ولما تضمنته كلمة مصر من معانى وصور خالفت الصور الذهنية التى تكونت لدى بعض الاطراف فى المجتمع الدولى نتيجة التضليل الذى مارسته الجماعة الإرهابية فى اطار تشويهها للدولة وللثورة المصرية فى 30 يوينة . واضاف "الغباشى" فى تصريحات خاصة " للفجر " لقد مارس اوباما تضليلا على المجتمع الدولى وعلى الكونجرس الأمريكى عن حقيقة الأوضاع فى مصر وصدر صور كاذبة عن الحياة السياسية والاجتماعية فى مصر ولكن كلمة الرئيس المصرى التى القاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة استطاعت تصحيح تلك المفاهيم المغلوطة بل واكثر من ذلك ظهر الوجه الحقيقى للمصريين الذين غيروا التاريخ مرتين وقاوموا عبر ثورتين الفساد وحكم الفرد والطغيان باسم الدين تطلعا منهم لقيم دولة القانون والفصل بين السلطات والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، مؤكدا أن تضمين كلمة مصر بتلك المعانى والجمل يساهم فى تدعيم صورة مصر الحديثة وفق معايير ومقاييس الدولة المدنية الحديثة التى تدعى الادارة الأمريكية كذبا أن تلك المعايير مهددة بسبب نظام الحكم فى مصر علاوة على ابراز مصر الانفتاحية المتوافقة ثقافيا مع المجتمع الدولى الأمر الذى يدعم القواسم المشتركة بين مصر والمجتمع الدولى مما سيكون له مردود ايجابى على صعيد الحوار البناء وتفهم وجهات النظر المصرية إزاء مختلف الملفات .
وأوضح "الغباشى"، أن السيسى نجح فى ابراز التنوع الثقافى لحضارة الشعب المصرى المتجزرة فى التاريخ الإنسانى ودوائر انتماءاتها المختلفة عربيا وإفريقيا وأورومتوسطيا ، الأمر الذى يساعد على تصدير صورة مصر ذات الارتباطات الثقافية والحضارية مع عدد من الاطراف الدولية ، مشيرا إلى الدور الفاعل والكبير الذى يلعبه الانسجام الثقافى كبيئة حاضنة ينبنى عليها العلاقات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية وكبيئة داعمة للمصالح الحيوية المتبادلة .
واكد "الغباشى" أن السيسى نجح فى ابراز عناصر القوة لعبقرية المكان المصرى ليس فقط على صعيد تنوع دوائر الانتماء وإنما أيضا على صعيد قناة السويس وما تمثله من ثقل فى حركة التجارة العالمية وذلك حينما قال مشروع قناة السويس هدية الشعب المصرى إلى العالم ، علاوة على الادوار بالغة الأهمية التى تستطيع مصر لعبها بحكم عروبتها فى حفظ السلم والأمن فى المنطقة مما يساهم فى تعزيز الروابط الحيوية بين مصر والعالم كما يعزز القيمة المضافة التى تستطيع مصر تقديمها إلى هذا العالم .
كما أكد "الغباشى" أن مصر نجحت فى وضع كلمة إرهاب فى اطاره العريض والشامل حيث وصفته بممارسة فكرية تبدأ من الفكر الاقصائي الرافض لكل آخر و للحوار كبيئة حاضنة للإرهاب وكمرحلة تسبق الضغط على الزناد للتخلص من المختلف مما يساهم وبشكل فعال فى كسر الاطار الجامد الذى حاولت الادارة الأمريكية وضع الإسلام فيه باعتباره العدو البديل للاتحاد السوفيتى علاوة على ابراز مقاومة الشعب المصرى لهذا الفكر الإرهابى لعقود طويلة بدأت منذ عشرينيات القرن الماضى فى اشارة واضحة لجماعة الإخوان الإرهابية ، مشيرا إلى أن ابراز تلك التجربة يساعد أولا على تفهم المجتمع الدولى لأخطر التحديات التى تواجه الشعب المصري وثانيا يعطى زخما للتجربة المصرية فى مواجهة هذا الملف العالمى وثالثا يمهد الطريق لمصر للضلوع فى ادوار فاعلة لمحاربة الإرهاب الحقيقى ولكن وفق اطاره العريض والشامل طبقا لمعايير الأمن القومى المصرى والعربى وليس طبقا للمعيار الانتقائى الأمريكى .
واشار" الغباشى" أن بدء واختتام الخطاب بتحية الشعب المصرى ساعد على تصدير صورة الرئيس الموظف الذى جاء عبر ارادة شعبية الأمر الذى يساهم ولحد بعيد فى كسر الصورة المغلوطة التى تكونت لدى بعض الاطراف عن الطريقة التى تشكل وفقها نظام الحكم .
وتابع "الغباشى" لقد ختم السيسى خطابه بأروع ما يمكن حين قال تحيا شعوب الأرض المحبة للسلام وتحيا قيم التسامح والعيش المشترك لأنها اشارة واضحة لسعى مصر الحثيث نحو قيم السلام وللأدوار الفاعلة التى يمكن أن تقوم بها فى هذا المجال الحيوى ولكن وفق معايير الأمن القومى المصرى والعربى ووفق قيم ومصالح الحيوية العربية وهى السلام العادل القائم على استراداد الحقوق والالتزام بالشرعية الدولية مما يساهم فى تقويض فرص نجاح الصورة المعاكسة التى تحاول إسرائيل تصديرها وهى السلام مزدوج المعايير القائم على اهدار الحقوق ودهس القانون الدولى والذى يمثل البيئة الخصبة لنمو الفكر الإرهابى .
واختتم "الغباشى" حديثه قائلا :-" لقد حاولت الادارة الأمريكية والجماعة الإرهابية عبر شركات الدعاية وضع مصر وفق " كاتالوج " بالمعايير التى تتناسب لشن هجومها الممنهج على مصر باعتبارها دولة مارقة عن الديمقراطية وقيم الحداثة تحتاج إلى ترويض لاعادتها إلى حظيرة المجتمعات الإنسانية ولكن جاءت كلمة مصر مدوية عبرت عن تاريخ ساهم فى تشكيل ملامح الحياة الإنسانية وجغرافيا قادرة على لعب ادوار فاعلة فى استقرارالمنطقة وحركة التجارة العالمية و شعب قاوم ويقاوم ارهابا يعانى منه العالم متطلعا لقيم الحداثة منسجما مع العالم" .