قال اللواء طلعت موسى الخبير العسكرى والمستشار باكاديمة ناصر العسكرية أن لقاء القمة بين الرئيسين السيسى واوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء فى سياق زمنى تشهد فيه الولاياتالمتحدة مرحلة تراجع وافول عقب سنوات عجاف من الهيمنة بسبب انهيار الاتحاد السوفيتى . واضاف موسى فى تصريحات خاصة " للفجر " أن مصر تملك الكثير من اوراق الضغط فى مقابل تقلص تلك الأوراق لدى الجانب الأمريكى وذلك لسببين رئيسيين ، يتعلق الأول بالقواعد الجديدة للنظام الدولى الذى جنحت به إلى عالم متعدد الاقطاب لما شهده من صعود تكتلات اقتصادية وسياسية فرضت نفسها على الواقع الدولى وعلى رأسها مجموعة بريكس الاقتصادية هذا بخلاف استعادة روسيا لمكانتها الدولية وضلوعها فى ادوار فاعلة ومؤثرة فى النظام الدولى علاوة على الصين وما تمثله من قوة اقتصادية صاعدة فى الوقت الذى الذى تعانى فيه الولاياتالمتحدة تراجعا اقتصاديا حادا مقابل التقدم المطرد للإيوان الصينى وعجز الادارة الأمريكية لتقديم خطة للاصلاح الاقتصادى تتفادى تلك الاخفاقات ، مشيرا إلى أن كل هذه العوامل اثرت وبشكل جذرى على الخريطة الدولية وقلصت من المساحات الكبيرة التى كانت تتحرك فيها الولاياتالمتحدة عقب انهيار القطب المنافس لها وهو الاتحاد السوفيتى. وتابع موسى: السبب الآخر متعلق بالدائرة المحيطة لاوباما والتى باتت تتقلص يوما بعد يوم وذلك بسبب الضغوط الكبيرة التى يمارسها الجمهوريون على الادارة الأمريكية على خلفية ما يعتبروه عجز وفشل اوباما والديمقراطيين فى ايجاد تصور محدد وواضح للخريطة الدولية على وجه العموم وللمنطقة العربية على وجه الخصوص إزاء التطورات الجسيمة والمتلاحقة التى شهدها الواقع الدولى ، الأمر الذى يجعل الادارة الأمريكية ذات قرارات متخبطة غير قادرة على مواكبة التطورات الدولية . واكد موسى أنه استنادا إلى ما سبق الاشارة إليه فإن الولاياتالمتحدة والادارة الأمريكية فى اكثر مراحلهما ضعفا وافولا الأمر الذى يؤثر سلبا على حيوية التحركات الأمريكية التى تبدو فاترة وباهتة وبدلا من اعداد خطة واستراتيجية محكمة لمواجهة هذا العالم الجديد نجدها تصر بغطرسة على تجاهل الواقع الدولى وتشن حربا كاذبة على الإرهاب وكأنها مازالت الولاياتالمتحدة منذ ثلاثة عشر عام حينما احتلت أفغانستان والعراق الأمر الذى يدفعها لمزيد من الانهيار . وطالب موسى السلطات المصرية باستثمار هذه الظرفية التاريخية التى تميل فيها موازين القوى لصالح الاطراف العربية لما تتيحه من آفاق باتت اكثر رحابة لهامش الحركة فى اطار عالم متعدد الاقطاب يؤثر ايجابا على تعدد الخيارات التى تتمخض عنها القرارات فى الوقت الذى يعانى فيه الجانب الأمريكى من الانكماش . وحول زيارة الرئيس السيسى إلى الأممالمتحدة لاقاء كلمة مصر أمام الجمعية العامة فى دورتها التاسعة والستين، أكد موسى أن مصر استطاعت فرض محددات الموقف العربى والمصرى على المجتمع الدولى كما نجحت فى طرح استراتيجيتها إزاء الملفات الحيوية وهى رفض السلوك الأمريكى فى العدوان على الشرعية الدولية ورفض المعايير الانتقائية الأمريكية فى التعامل مع قضية الإرهاب وتبنى الحل السياسى للأزمتين السورية العراقية واقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يوينة وعاصمتها القدسالشرقية . واختتم موسى حديثه قائلا: نجح الرئيس السيسى فى تصدير صورة مصر السلام الملتزمة للقانون وللشرعية الدولية كما نجح فى ابراز مكانة مصر والادوار الفاعلة التى يمكن أن تلعبها إزاء أهم الملفات على طاولة المجتمع الدولى الإرهاب والقضية الفلسطينية الأمر الذى سيكون له انعكاس ايجابى على تخطى المجتمع الدولى المرحلة المريرة السابقة والتطلع إلى مصر الجديدة للمساهمة بفاعلية فى استقرار وسلامة المنطقة من جانب وللمساهمة أيضا فى حركة التجارة العالمية بكل ما تمثله من ثقل فى العلاقات الدولية من خلال قناة السويس " هدية الشعب المصرى إلى العالم " من جانب ثانى.