قال السفير جمال بيومى أمين عام اتحاد المستثمرين العرب أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الأممالمتحدة كانت ناجحة على كل المستويات خاصة فيما يتعلق بتصدير صورة حديثة للدولة المصرية تعتمد على ركائز القانون والفصل بين السلطات والحرية والديمقراطية. واضاف بيومى فى تصريحات خاصة " للفجر " أن اللغة التى استخدمها الرئيس السيسى نجحت نجاحا كبيرا فى مخاطبة المجتمع الدولى خاصة الأوروبى بالثقافة التى يفهمها وجعلته يرى مصر وفق الصورة التى تتوافق معه من جانب والمغايرة لما حاول البعض تصديره عن مصر من جانب ثانى، مؤكدا أن السيسى نجح فى تصدير مصر كدولة تسعى إلى السلام مع كل الشعوب وتسعى للضلوع فى ادوار غاية فى الأهمية لاستباب الاستقرار والسلام فى المنطقة وكل هذه القيم والمعايير تحظى باهتمام بالغ لدى المجتمع الدولى وخاصة اطرافه الفاعلة والمؤثرة وتزيد من أهمية مصر ودورها المتميز الذى لا غنى عنه فى نظرهم الأمر الذى سيكون له تداعيات ايجابية على صعيد اتساع افق الحوار بين مصر والمجتمع الدولى كما يعزز الأرضية المشتركة من التفاهم وتبادل المصالح ينبنى عليها مزيد من التقارب فى وجهات النظر ين مصر والاطراف الفاعلة والمؤثرة فى المجتمع الدولى.
و اكد بيومى أن أهم ما قيل فى كلمة مصر التى القاها الرئيس السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هو تحيا قيم التسامح والتعايش المشترك حيث اختصر بهذه الكلمات بسيطة الالفاظ عميقة المعانى الكثير من الجهود من اجل تعزيز قيم حوار الحضارات والثقافات التى باتت قيما لا غنى عنها من اجل عالم اكثر سلاما واستقرارا ، مؤكدا أيضا أن السيسى لم يغفل وهو يصدر تلك الصورة البديعة عن مصر التأكيد على السلام المبنى على العدالة الشاملة واسترداد حقوق الشعب الفلسطينى طبقا للقانون الدولى وقرارات الأممالمتحدة الأمر الذى يساعد ولحد بعيد فى تعزيز ثقافة الالتزام بالشرعية الدولية من جانب وضرورة بذل مزيد من الجهود من اجل حل عادل للقضية الفلسطينية من جانب ثانى كما اكد على أن قيم السلام والعدالة والعيش المشترك مهددة بسبب التنصل من حل عادل للقضية الفلسطينية من جانب ثالث.
كما اكد بيومى على أن خطاب السيسى فى الأممالمتحدة كشف عن فهمه العميق لعبقرية المكان المصرى من حيث تنوع دوائر انتماء مصر وتنوعها الثقافى من حيث كونها إفريقية وعربية وأورومتوسطية ، موضحا أن تضمين الخطاب دوائر انتماء مصر المتنوعة ساهم فى تصدير صورة مصر المنفتحة على العالم ذات الأرضيات المشتركة مع عدد من الاطراف الأمر الذى سيكون له انعكاس طيب على مستوى الحوار اولا وعلى مستوى المصالح الاقتصادية والسياسية ثانيا خاصة فيما يتعلق باستخدامه لعبارة مصر مهد حضارة المتوسط لأن ذلك يعزز من فكرة القواسم المشتركة بين مصر وأوروبا ينبنى عليها مزيد من التقارب فى وجهات النظر ستلقى بظلالها على كافة المستويات، مشيرا إلى أن استخدام تعبير مشروع قناة السويس هدية الشعب المصرى إلى العالم من شأنه أن يعزز فكرة اهتمام العالم بثراء الموقع الجغرافى لمصر وبالتالى الأدوار الفاعلة والمؤثرة ايجابا التى يمكن لمصر أن تلعبها على صعيد حركة التجارة العالمية الأمر الذى يزيد من التقارب والترابط بين مصر وبين المصالح الحيوية لهذا العالم سنجد صداها على مستويات مختلفة .
وحول لقاء القمة بين الرئيس السيىسى واوباما فاكد بيومى على الرغم من تنافر وجهات النظر المصرية و الأمريكية الا أنه مازالت هناك مساحات من الاتفاق بين الجانبين تنبنى على مكانة مصر المستمدة من موقعها الجغرافى وتاريخها ومركزية دورها الاقليمى وهى معايير لا يمكن للولايات المتحدة أن تتجاوزها ، موضحا أن قواعد النظام الدولى تغيرت كثيرا ولم نعد نعيش فى اطار الهيمنة الأمريكية ونظام القطب الاوحد التى خصمت كثيرا من النفوذ الأمريكى اضافة لما تعانى منه الادراة الأمريكية من ضغوط حادة من قبل المنافسين من أعضاء الحزب الجمهورى الأمر الذى يؤثر سلبا على المركز التفاوضى لاوباما ، مشيرا إلى ضرورة فتح قنوات تواصل مع عدد من الجمهورين لتوقيع المزيد من الضغوط على الادارة الأمريكية .
وحول لقاء السيسى بعدد من رجال الأعمال خاصة أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية اكد بيومى أن هذا كان على رأس انجازات الزيارة وذلك للادوار الايجابية التى يستطيع هؤلاء رجال الأعمال لعبها على صعيد مزيد من التقارب فى وجهات النظر بين الجانبين المصرى والأمريكى.
واختتم بيومى حديثه قائلا : لقد نجحت مصر فى تخطى خطوة بالغة الأهمية فى تجاوز المرحلة المريرة السابقة كما استطاعت أن تثبت اقدامها فى عالم جديد وفق معاييره ومتطلباته دون انفصال عن محددات الموقف المصرى ومعايير الأمن القومى المصرى والعربى ودون أن تفقد توافقها مع هذا العالم الذى بات يتطلع إلى مصر الجغرافيا والتاريخ بقدر كبير من التقدير والاهتمام البالغ لدورها الاقليمى.