وصف الخبير العسكرى اللواء عبد الرافع درويش، فعاليات زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الأممالمتحدة بالمحطة الرئيسية فى التاريخ المصرى والتى وضعت مصر فى الاطار الذى تستحقة طبقا لمكانتها التاريخية ودورها الاقليمى . وأضاف درويش، فى تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن مصر استطاعت عبر الكلمة التى القاها الرئيس السيسى أن تطرح رؤيتها تجاه الملفات التى تهم المجتمع الدولى وفق محددات الموقف المصرى ومصالحها الحيوية والاقليمية ، موضحا أن هذه المحددات هى رفض المعايير الانتقائية الأمريكية إزاء ملف الإرهاب وتبنى الحل السياىسى للأزمتين السورية والعراقية والحفاظ على سلامتهما الاقليمية ووحدة أراضيهما واقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونية 1967 وعاصمتها القدسالشرقية .
وأكد الخبير العسكري، أن أهم انجازات الزيارة هى تدويل قضية الإرهاب ووضعها فى الاطار العريض والشامل الذى يتضمن جميع التنظيمات الإرهابية وليس داعش فقط وفق الطرح الأمريكى والذى يستهدف الجيش السورى الوطنى طبقا للمختطات الأمريكية فى تقسيم سوريا والقضاء على الدولة عقب تدمير الجيش العراقى .
وحول لقاء القمة الذى عقد بين الرئيس السيسى وأوباما، أكد درويش أنه على الرغم من تنافر وجهات النظر بين الجانبين الا أن مصالح الدول لا تنبنى على مجرد مواقف مهما كانت ، وإنما هناك معايير أخرى للمصالح المتبادلة أهمها الموقع الجغرافى المصرى الذى يؤهلها للعب أدوار فى محيطها الاقليمى وهذا وفق ما اعلنه الجانب الأمريكى بأن مصر هى ركيزة أساسية للسلام وأنه لا غنى عن الدور المصرى ، مؤكدا على أن مكانة مصر الاقليمية واستشعار المجتمع الدولى بهذه القيمة سينعكس ايجابا على محنة مصر ويساعدها على تجاوز تلك الظروف الصعبة .
وحول اللقاءات الثنائية التى عقدها الرئيس السيسى على هامش فعاليات الدورة التاسعة والستين للأمم المتحدة ، قال الخبير العسكري، أن هذه اللقاءات كانت فى غاية الأهمية حيث قابل شخصيات سياسية على مستوى رفيع خاصة المفكرين الأمريكيين وعلى رأسهم هنرى كيسينجر ومادلين اول برايت وكونداليزارايس ، موضحا أن هذه الشخصيات من الركائز الاساسية للقرار الأمريكى منذ سبيعينات القرن الماضى وتحديدا عقب حرب اكتوبر المجيدة حيث سطر الموقف العربى ملحمة تاريخية عن طريق ورقة النفط وهو ما استدعى بعض المفكرين الامريكيين وعلى رأسهم كيسنجر لرسم الاستراتيجية الأمريكية والصهيونية التى تتجلى ملامحها بوضوح الآن منذ ذلك الوقت على ضوء ما اسموه " تصحيح خطأ الإله " ويعنى أن اللة أخطأ حين منح الوطن العربى الثورات النفطية وجاء وقت تصحيح هذا الخطأ من خلال اعداد استرايتيجية لتقسيم الوطن العربى إلى دويلات متناحرة حتى لا يصبحو قوة اقليمية وذلك من اجل سلامة إسرائيل ، مؤكا أن لقاء الرئيس بمثل هذه الشخصيات دلالة على استشعارهم أهمية السيسى ويدل أيضا على نهمهم فى دراسته واختباره عن قرب .
وتابع درويش أن لقاء الرئيس السيسى التقى الجانب الإثيوبى والسودانى بكل ما تمثله الدولتان من مصالح حيوية بالنسبة للأمن القومى المصرى سيكون له مردود طيب على المصالح الحيوية المصرية .
واختتم حديثه قائلاً: أن زيارة الرئيس السيسى إلى الأممالمتحدة كانت ناجحة بكل المقاييس وضعت مصر على الطريق السليم وتجاوزت مرحلة سابقة مريرة لم يعد لها مكان فى المحفل الدولى والجميع يتطلع إلى مصر باعتبارها دولة محورية مركزية قادرة على التأثير بفاعلية فى محيطها الاقليمى الذى يؤثر ايجابا على المجتمع الدولى .