د. ليلى عبدالمجيد: ماسبيرو طلب الإعتذار من MBC لأنها غير مصرية د. فاروق أبو زيد: "أسعد الله مسائكم" خالف المعايير المهنة ومن حق ماسبيرو الرد ببرنامج مماثل محمود علم الدين: ماسبيرو رمز قومي وإهانته إهانة لمصر عصام الأمير: على MBC الإعتذار وإلا سنلجأ لشكوى رسمية رئيس قطاع الإنتاج: لا يصح ما حدث من MBC والإعتذار واجب أكرم حسني يرد: كفانا مزايدات MBC في بيان رسمي: نُكِّنْ كل الإحترام الكامل والمتواصل ل"إتحاد الإذاعة والتلفزيون" البرامج الساخرة، دائمًا ما تواجه عواصف رعدية، من جانب مَنْ يسخر منهم، رغم أننا شعب يعشق النكتة ولديه روح الدعابة وربما يكون هو السبب الرئيسي في إستمرار السخرية، ولكن في الفترة الأخيرة أصبحنا نتكيء على ظروف البلد وأحوالها كي نبتعد عن حلول لمشاكلنا رغم أن السخرية هدفها في النهاية الإصلاح وتسليط الضوء على مشكلة ما، وفي هذا الصدد تطرح "الفجر الفني" رؤى عديدة من بين اساتذة الإعلام حول ما حدث مؤخرًا من الإعلامي أكرم حسني، في برنامجه الشهير "أسعد الله مسائكم من جديد"، وسخريته من ماسبيرو وقياداته العاملين به. في البداية قالت: د. ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، البرامج الساخرة مثل الكاريكاتير تقدم بشكل مبالغ فيه وتبعث على الضحك ولكنها تصلح الوضع القائم من حيث تقديم نقد لاذع ومبالغ فيه، وهدفه ليس الضحك فقط ولكن الهدف النهائي هو الإصلاح أو التغيير فهو فن معروف ومتداول، ونحن متعودون على الكاريكاتير الذي كان ينتقد الرؤساء وكانوا يتحملون وأدى إلى تغيير رؤساء وتسبب في مشاكل لأصحابه. وتابعت قائلة: ليس مقبولًا أن تت السخرية من "ماسبيرو"، في وسيلة إعلام غير مصرية رغم أن هناك برامج في نايل كوميدي ساخرة للأوضاع، والإستفزاز ولد لأن السخرية تمت عبر وسائل إعلام مصرية، فتم من مصري عبر وسيلة إعلام غير مصرية، والمشكلة هي أن التلفزيون المصري حسَّ بأنه جريح وشخص يضرب فيه، وهناك مبالغة من ردْ الفعل. وأضافت، نحن لدينا روح الدعابة والنكتة شيء أساسي لدينا، ولو إعترض مسئول على هذا فربما يأخذ عليه فيما بعد، وماسبيرو طلب الإعتذار لأنها قناة غير مصرية، فأكرم حسني، ظهر في ماسبيرو وهو من صنعه، وماسبيرو حدث له مشكلة في الآداء، في الفترة الأخيرة وليس معنى هذا أن نزيد الجراح. ةإستكمل د. فاروق أبو زيد، أستاذ الصحافة قائلًا: الموضوع من حيث المبدأ ومن حيث ميثاق الشرف الصحفي تمنع مثل هذا التهجم من الإعلاميين على بعضهم والإتهامات المتبادلة بينهم مرفوضة لأنها تقلل من قيمة المهنة وتقلل ثقة الجمهور فيهم، ومن حيث الواقع تحدث السخرية كثيرًا، سواء لإختلاف الإتجاهات الفكرية أو السياسية أو المصالح حول الإعلانات ورغم هذا هي مخالفة للميثاق. وأضاف، المشكلة التي لا يعيها البعض أن البرنامج في قناة مصرية خالة ما دامت تبث من مصر، حتى ولو كان مالكها سعودي، وأكرم حسني، قدم برنامج به نوع من السخرية وهذا يتنافى مع التقاليد المهنية ومن حق ماسبيرو أن يغضب ويعاتب والإعتذار واجب وإذا الجهة أصرت على عدم التخفيف فمن حق ماسبيرو إذ رأى إساءة لها ولمصالح جمهورها فترفع قضية وتطالب بالتعويض. وأكد أبو زيد، أن البرنامج لا يخضع للمساءلة ولكنه يخالف المعايير المهنية والأخلاقية ومن حق ماسبيرو أن يرد عليه ببرنامج ويرتكب نفس الخطيئة وخاصة أن المحطة سهل الهجوم عليها لأنها تأتي براقصات وأحيانًا كثيرة التقاليد المصرية، وأرى أن الموضوع أتفه وأقل من أن يكون قضية والإعلامي خالد صلاح أثار الموضوع للفت النظر فهو ذكي وهذا موجود في علوم الإعلام بأن يخلق مشكلة أخرى لإبتعاد المشاهدين عن مشكلة ريهام سعيد وهذه كانت وسيلة لتقليل الضغط على الفضائية التي يعمل بها، ونحن متقبلين لفكرة النقد الساخر وبرنامج باسم يوسف، من أنجح البرامج في هذا فهو الذي أزاح الإخوان عن حكم مصر. وتابع د. محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، قائلًا: "ماسبيرو" هو أحد الرموز القومية والثقافية والإعلامية وله تاريخ وتميز، نعم هناك مشاكل وتأخر وبعض السلبيات ولكنه رمز قومي، مثل تجربة الصحافة الحزبية والخاصة ولا يستحق أن يسخر أحد منه أو يهينه بهذه الدرجة. وتابع قائلأً: نوعية البرامج ضخمة ولكن العرض ليس جذاب ولكن تذهب تسخر من كل شيء ونحن نعلم أن هذه القناة الدعوة MBC تشتري الفنانيين بأموالها وتبث محتوى غير ملائم للتقاليد، فمن تهاجم، هذا ليس حرية تعبير، رغم أنها حاولت منذ عام ونصف أن تستفيد من التلفزيون وتأخذ مكتبة التراث فمن أين في كل هذا التاريخ الذي تريد وأين هي الآن من الهجوم، فهذا نوع من الإهانة ويأتي من قناة منافسة وهذه القناة حدث منها الكثير من المشاكل للقنوات الخاصة. وأضاف علم الدين، ماسبيرو رمز تاريخي عاوز تهده أمام الرأي العام، فهذا وضع راهن وتوزيعنا في الصحافة مثلًا محدود ولا أستغل أزمة طارئة وأهين بلغة وقحة في قناة منافسة الكل يعلم أنها تجلس على بئر من الأموال وتتواجد لتحقيق أغراض معينة، ولابد من إجراء مع أكرم حسني، من خلال الإعلاميين والقنوات للتعامل مع إبداعاته، وأؤكد أن القنوات العربية في مصر لابد أن تتعامل بقدر من المسئولية فمصر ليست مستباحة فهناك قانون وسيادة وكرامة مصرية وهناك أظافر ستثأر ممن ينهش مصر. من جانبه قال عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن حملة الهجوم التي تقودها MBC ضد التليفزيون المصري أثارت حالة غليان وسط أبناء ماسبيرو بسبب البذاءات والسخرية من التليفزيون المصري، واصفًا ما حدث بأنه تجاوز، وتساءل الأمير هل نرد بالمثل؟ في الوقت الذي من المفترض أننا نحاول فيه أن نحافظ على العلاقات المصرية السعودية، ولكن تلك الحالة من السخرية المريرة والتي لم تحترم أي معايير تستوجب التقدم بشكوى رسمية إلى المنطقة الحرة الإعلامية مرفق معها شريط الحلقة، لأن ما قام به مقدم الحلقة يعد تجاوزًا للمهنية، وسأطالب المنطقة الحرة باتخاذ إجراءات فاعلة ضد القناة لأننا أعضاء في مجلس الإدارة. وأضاف الأمير أنه في إنتظار إعتذار رسمي من إدارة MBC مستنكرًا بشدة ما حدث، مشيرًا إلى أن التليفزيون المصري لا يستطيع أحد أن ينكر دوره في الثقافة العربية، فهم يتحدثون عن أقدم تليفزيونات المنطقة ويصل عمره إلى 55 عاما، أما الإذاعة المصرية عمرها 81 عام وإعلاميينا هم الذين أسسوا وأطلقوا إذاعات في الدول العربية، ولا أظن أن ما خرج فى هذه الحلقة يرضى أحدًا من الأخوة الأشقاء السعوديين المسئولين عن القناة. كما أكد المخرج أحمد صقر، رئيس قطاع الإنتاج بالتلفزيون المصري، أن البيان الذي أصدره عصام الأمير، رئيس إتحاد الإذاعة والتلفزيون يكفي لما يريد ماسبيرو أن يرد به على MBC والإعلامي أكرم حسني، واصفًا الأمير، بأنه قام بالواجب ونحن متضامنين منه، وأضاف قائلًا: لا يصح ما حدث من أكرم حسني، وبصرف النظر عن ما سيحدث في اليام القادمة لكن الإعتذار واحب وحتمي. وفي أول ردْ فعل من جهة الإعلامي أكرم حسني، قال: كفانا مزايدات والاعتذار واجب على من أوصل ماسبيرو لما هو عليه الآن مؤكدًا أنه لم يتفاجأ بكم الهجوم الذي تعرضت له الحلقة، وأضاف "كفانا مزايدات لا معنى لها، وكفانا دفنا لرؤسنا في التراب، نعم فتح الجرح أمر مؤلم وموجع ولكنه يطهره إذا فكرنا بإيجابية وبحثنا عن حلول، كنت أنتظر أن نجد من يستقبل ما قدمناه بعين الباحث عن الحلول والمعترف بالأزمات، بعين من يريد أن ينهض بمبنى عريق وعظيم وكان طوال الوقت ممبرا لعباقرة الإعلام في مصر والوطن العربي، ليعود لمكانته ونستغنى أخيرا عن كلمة كان ونغمة كانت التي لا معنى للجملة بدونها". وأتم قائلًا: بعدما أنهيت دراستي في كلية الشرطة كنت أتلقى كورسات بكلية الإعلام وتتلمذت على يد صلاح الدين مصطفى أحد أبناء ماسبيرو، وأنا مدين لهم جميعا لأني تربيت على إعلام عباقرة التليفزيون المصري، وكل هدفنا أن ننتهي من المزايدات ونبحث عن حلول. وفي بيان رسمي من إدارة MBC جاء فيه: "تكُن شبكة قنوات MBC مصر وإدارتها الإحترام الكامل والمتواصل لإتحاد الإذاعة والتلفزيون في مصر، وقيادته وكافة العاملين فيه، كما تثمّن تاريخه المشرّف، ودوره الطليعي، والمسؤوليات الملقاة على عاتقه، على كافة الصعد والمستويات. وفي السياق ذاته، تعتز MBC مصربعلاقتها المهنية الوطيدة مع الإتحاد، والتي تمتد لعقود طويلة، وتستمر حاضرًا ومستقبلًا، وبرنامج "أسعد الله مساءكم من جديد" هو كوميدي ساخر بامتياز وناجح جماهيريًا وبالتالي، لا يجوز تحميل فقرة وردت فيه أكثر ممّا تحتمل، والسعي عن سابق قصد وتصميم، ولأهدافٍ مشبوهة إلى تضخيم تلك الفقرة، أو وضعها خارج سياقها الكوميدي الفني الطبيعي، أو اعطائها مدلولات لا تحملها أصلًا، وذلك خدمة لغايات باتت معروفة من الجميع.