قال نشأت الديهي الخبير في مجال العلاقات الدولية، إن الصين ترقب المشهد السياسي على الخريطة الدولية بدقة، كما تقدم الدعم السياسي لحليفتها روسيا فيما يتعلق بتطورات المشهد في الأزمة السورية، عقب الضربات الروسية على تنظيم داعش الإرهابي، موضحًا أنه على الرغم من ذلك فإن الصين لن تغامر بالتدخل العسكري بجوار روسيا. وأضاف "الديهي" - في تصريحات لبوابة "الفجر" - أن الصين تدرك جيدًا أنها أصبحت مصدرًا للإنزعاج الأمريكي، كما تدرك أيضًا القلق الذي تشعر به الولاياتالمتحدة، نتيجة تغيرات الواقع الدولي والتي قلصت كثيرًا من النفوذ الأمريكي وقدرته على فرض قراره على المجتمع الدولي، وإتاحة فرص لأقطاب دولية أخرى على رأسها الصينوروسيا للعب أدوار فاعلة خصمت كثيرا من الهيمنة الأمريكية، ومن ثم فالصين تدرك أن هناك معركة سياسية كبيرة بينها وبين الولاياتالمتحدة في إطار الخطة الأمريكية "نقل مركز الثقل الاستراتيجي الأمريكي إلى شرق آسيا" ولكن الصين لا تنتوي الدخول في مواجهات حادة مع الولاياتالمتحدة وتفضل سياسة الاحتواء. وأكد "الديهي" أنه في إطار الصراع المحتدم بين روسيا من جانب والولاياتالمتحدة من جانب آخر، والذي ينعكس جليًا على الأزمة السورية، فإن الصين تعتبر عاملًا رئيسيًا، في إحداث التوازن المطلوب، بل وأكثر من ذلك خطورة تستطيع الصين أن تغير من تلك الموازين مرجحة كفة حليفتها روسيا حال مشاركتها في المواجهات العسكرية إلى جانب موسكو، ولكن بكين لا تضع في حساباتها الدخول في صراع عسكري سافر مع واشنطن وتكتفي بتقديم الدعم السياسي لموسكو، وذلك على غرار التفاهمات الصينية الروسية بشأن استخدام حق الفيتو ضد مشروع القرار الذي حاولت واشنطن استصداره من مجلس الأمن، لترخيص استخدام القوة العسكرية ضد الجيش السوري. وأوضح "الديهي" أن الصين تفضل شغل الولاياتالمتحدة بعدوها التقليدي روسيا في الوقت الراهن، كوسيلة لكسر حدة الاهتمام الأمريكي بها أو على الأقل إرجاء المواجهة بينها وبين واشنطن. واختتم حديثه قائلا: نعيش حالة من السيولة الشديدة في موازين القوى ومن الصعب التكهن بدقة عن المستقبل القريب ولكننا نستطيع أن نلحظ أهم ملامح المستقبل وهي أن الولاياتالمتحدة لم تعد تسيطر على القرار الدولي في الوقت الذي يتنامي فيه الدور الروسي.