أصيب بائعو الصحف والمجلات وأهالي منطقة محطة الرمل بوسط الإسكندرية، حالة من الصدمة والحسرة، عقب قيام هيئة النقل العام بحملة إزالة مفاجئة لمحلين بيع جرائد وأشهر محلات الفشار "جوجو" ، وإغلاقهما ووضع حولهما حاجز يمنع الوصول إليهم، وذلك لإعادة طرحهم، والانتفاع بهم، الأمر الذي أصيب المواطنين بحالة من الصدمة، لتواجدهما منذ أكثر من 50سنة في الشارع السكندري، وكونهم جزء أصيل من الجانب السياحي والثقافي بالمحافظة. وقال محمد مصطفى أحد المسئولين بمحل"جوجو"، إن المحل من سنة 1956، وأنهم ملتزمون بدفع الإيجارات والمياه والكهرباء، وتجديد الرخص، وأنهم دفعوا إيجار المحل صباح أمس، إلا أنه عقب الدفع بساعتين، تفاجأوا بحملة إزالة تلقى بالثلاجات والمستلزمات خارج المحل، ولم يتم الإعلان عن القرار، وأنه تم توجيه الاتهام لهم بإن تلك المحلات تسرق الكهرباء، على الرغم من إصدار مجلس الدولة قرار بعدم إزالة تلك المحلات. وتابع قائلًا: "نحن ليسوا مخالفين، وكيف يمكن أن يأخذوا مننا الإيجار صباح يوم الإزالة، وعدم تدخل محافظ الإسكندرية، لأزمتنا حتى اليوم"، وقد حصلت"الفجر" على صورة دفع إيجار المحل يوم 7أكتوبر 2015ودفع استهلاك الكهرباء والمياه داخل المحل. وأضاف أحمد صالح صاحب محل جرائد ومجلات ل"الفجر" أنه تفاجئ أمس بحملة إدارية من هيئة النقل العام وليس تنفيذية، بإزالة المحل الخاص به، بحجة أن العقد انتهى، وأنه سيتم دخولهم في مناقصات وإعادة طرح المحلات، لرفع الإيجارات، وأنه عندما تم توضيح أن بيع الجرائد والمجلات لا يحقق ربح عالي، لكي يتم ارتفاع الإيجارات، جاء ردهم بإن يحولوا المحلات"كشري وكبدة"، قائلاً: "احنا مش بنبيع مخدرات، احنا بنبيع ثقافة، وذلك وصمة في عهد وزير الثقافة الحالي، وأن سكوت المثقفون والصحفيون يعتبر وصمة في حقهم، ولم يتدخل أي مسئول حتى الآن، عما حدث". وأضاف أنه تم غلق محلين كتب وصحف ومجلات ومحل"جوجو"أشهر محلات وسط البلد، الذي ارتبط أسمه بالاتجاه السياحي للمحافظة، منوهاً: "طوال فترة عملنا كنا مهددين، لأن الرخصة القديمة للمحل كانت متر في متر ونصف، لأن الإصدارات كانت ضعيفة، أما اليوم فهناك إصدارات عديدة للصحف والمجلات، ونحن نريد تدخل من وزارة الثقافة". ومن جانبه أكد"أحمد فوزي عبد الله"متعهد صحف ومجلات والشهير"سونة" أنه منذ أكثر من 45 عامًا- يعمل متعهد صحف، وأنه توارث المكان من والده الذي ورثه من جده، وأن تلك الحادثة الثانية في عهد محافظ الإسكندرية"هاني المسيري"، فمنذ شهرين كان هناك تهديد لمتعهدي الصحف بإزالتهم، وأن المحافظ قدم اعتذار لهم، وقد التقط صورة تذكارية معهم، لإثبات حسن النية، إلا أنهم تفاجئوا أمس بحملة إزالة، قائلاً: "رئيس هيئة النقل العام اتهمنا بالبلطجة، وأننا نريد حرق منطقة محطة الرمل، على الرغم من حمايتنا للمنطقة من الإخوان، وتم حماية الترام في عهد الانفلات الأمني، عندما كان المسئولين في بيوتهم يجلسون في التكييف، وهيئة النقل العام تريد تحويل محلات الكتب إلى مطاعم كشري وكبده، فنحن نغذي العقول وليس البطون، ويريدون قلبها ثقافة الكبدة والكشري، ونحن لن نسمح لهم بذلك". فيما قال أحد المواطنون المترددين بمنطقة وسط المحافظة: "محطة الرمل مشهورة طوال عمرها بمحلات الكتب والجرائد والفشار، والسائحين الأجانب يترددون دائماً على تلك المحلات، ومحافظ الإسكندرية غير مهتم بما حدث، وأنه على رئيس الجمهورية العلم بإن هناك مسئولين يخربون في الدولة"، فيما قالت سيدة: "طوال عمرنا منذ طفولتنا، نرى متعهدي الصحف والمجلات في محطة الرمل، والآن يريدون إغلاقهم عقب سنوات طويلة، ويريدون تشريد الأسر". وقد رد اللواء خالد عليوة رئيس هيئة النقل العام بالإسكندرية في بيان رسمي له أمس أن ما يتردد بازالة أكشاك جرائد وكتب محطة الرمل بإن هذه أقوال لا اساس لها من الصحة مطلقاً، وأن قرارات الإخلاء صادرة منذ عام 2014، وأن الهيئة صادر لهم تراخيص بالانتفاع لمدة عام وفقاً لأحكام قانون المزايدات والمناقصات الخاص بالانتفاع بأموال الدولة، وأن هذا التراخيص لوضع مدرج لبيع الجرايد والمجلات ولمدة سنة واحدة وقد انتهت المدة منذ فترة طويلة، وتم أخطارهم بتسليم الأماكن إلا أنهم امتنعوا فتم اخطارهم أكثر من مرة بتسليم الأماكن، وأنخ لا توجد تراخيص باكشاك، هو مخرجين اثنين فقط عرض الواحد متراً بارتفاع متر ونصف دون شغل أو إعاقة رصيف المحطة الذى قد يهدد حياة الركاب، وأنه بعد صدور قرارات الإخلاء حضروا بإشخاصهم أو عن طريق البعض وطلبوا استمرارهم ولا مانع لديهم من أي زيادة مقابل الترخيص". وأضاف أنه لم يتم عرض اي كلام عن أي تغيير للنشاط حيث أنه مخالف للقانون، فضلاً عن أن مدة الترخيص عام واحد وأن قانون المزايدات والمناقصات حدد أنه في جميع الأحوال لا تزيد مدة الترخيص عن ثلاث سنوات ويجب أن يعاد الطرح في مزايدة علنية مرة أخرى، ولهم الحق في دخول المزايدة، إلا أنهم كانوا يرفضون ذلك مهددين لكل من يقترب منهم بإحراق المحطة بالتزين، فضلاً عن محل الفشار كان يستخدم حوالي ستة أنابيب بوتاجاز داخل المكان وهي من المواد الخطرة جداً. وأكد أنه سيتم إعاده الطرح بعد تخطيط مناسب من مكاتب متخصصة لإعادة الوجه الحضاري واستكمالا للمنظومة التي بدأت، بنقل نقطة الشرطة إعاده النافورة واللوحة القديمة ونظافه المباني التاريخين هناك وإزالة إعلانات مخالفة علي المباني واصلاح السلالم الكهربائية، وإعاده المجمع الاستهلاكي في النفق".