فى الوقت الذي ساءت فيه حالة التعليم فى مصر وتراجع البحث العلمى، نجحت إسرائيل عبر استراتيجية منظمة ومحددة الأهداف للبحث العلمي فى شتى مجالات المعرفة مكنتها من الانتقال من كيان استيطاني يعتمد على الزراعة إلى دولة ترتكز بنيتها العسكرية والصناعية على اقتصاد المعرفة, وفى الجهة المقابلة، لم تكن هناك حركة بحث علمي حقيقية فى مصر والدول العربية، ولذلك اتسعت الفجوة بيننا وبين إسرائيل. وأعدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تقريرًا عن حالة التخبط والعشوائية اللذان يسيطران على التعليم في مصر، رصد من خلاله حالة طلاب الثانوية العامة وانتظار قبولهم بالجامعات الحكومية، كما رصد التقرير ميزانية التعليم فى مصر التى تمثل 4% من الناتج المحلي القومي بنحو 11 مليار دولار، وهذه الميزانية التى توحى بمجانية التعليم فى مصر، إلا أن الطلاب يلجاون إلى الدروس الخصوصية، حيث يبلغ سعر المادة الواحدة لطالب المدرسة في الفصل الدراسي الواحد نحو 800 جنيه، ولطالب الجامعة من 500 إلى 1000 جنيه للمادة الواحدة.
التعليم فى إسرائيل
حظيت الجامعات الإسرائيلية بمراكز متقدمة على المستوى العالمي حسب التصنيفات الدولية، وخاصة الجامعة العبرية التي احتلت المركز 64 على مستوى العالم، بينما لم يرد ذكر أي من الجامعات العربية في الخمسمائة جامعة الأولى.
كما تمتلك إسرائيل 55 مؤسسة للتعليم العالي منها 8 جامعات هي: "التخنيون، حيفا، تل أبيب، بار إيلان، بن غوريون، العبرية، معهد وايزمان، الجامعة المفتوحة"، و23 مؤسسة لتأهيل المعلمين، و24 كلية أكاديمية، وتدرس هذه المؤسسات أكثر من 500 تخصص، وعدد طلاب مؤسسات التعليم العالي يزيد عن 270 ألفا، يتعلم 37% منهم في الجامعات، و44% فى الكليات، ويشارك 19% بدورات مختلفة في إطار الجامعات المفتوحة، ويبدأ الطلاب دراستهم الأكاديمية في سن ال21، بعد 3 سنوات من الخدمية الإلزامية في الجيش وسنتين للنساء.
وتحتل إسرائيل المرتبة ال15على العالم من جهة أبحاثها المنشورة في العلوم البحتة والتطبيقية، وتحتل الجامعات الإسرائيلية مراكز متقدمة في أبرز التصنيفات العالمية للجامعات كتصنيف معهد شنغهاي وتصنيف كيو إس وتصنيف ويبوماتركس، وتنفق إسرائيل ما مقداره 4.7%من دخلها القومي على البحث العلمي.
كما تنفق إسرائيل على البحث العلمي ضعف ما تنفق مصر، وبلغ مجموع ما أنفق في إسرائيل على البحث العلمي غير العسكري ما يعادل حوالي 9 مليار دولار حسب معطيات 2008، وتنفق إسرائيل حوالى 4.7% من انتاجها القومي على البحث العلمي، وهذا يمثل أعلى نسبة انفاق في العالم، بينما تنفق الدول العربية ما مقداره 0.2% من دخلها القومي.
التعليم في مصر تحتل مصر المراكز المتأخر فى جميع الإحصائيات التى تصنف حالة التعليم فى العالم، نظراً لما تشهده منظمة التعليم سواء كان تعليم جامعى أو بالنسبة للمدارس، وأصبحت المنظومة التعليمية فى مصر ضحية القرارات المركزية والمناهج القديمة المتخلفة، إضافة إلى تدني مستوى تأهيل المعلمين، وضعف رواتبهم. ونظام التعليم فى مصر لا يجد الطالب فيه فرصة لاختيار مجال الدراسة بشكل مرتبط بالقدرات والمهارات التى يفضلها ويجيدها الطالب، ناهيك عن سوء حالة مبانى ومرافق معظم المدارس والجامعات المصرية.