بعد صنفرة الأول قدمه على الهواء وحمل الثانى «فخدة ضانى» على كتفه الخروج عن النص على الهواء مباشرة أو القيام بتصرفات صادمة للجمهور من الظواهر التى انتشرت مؤخراً فى الإعلام المصرى، بل يتفنن كل إعلامى فى القيام بشىء يميزه عن غيره من زملائه، مثلا كقيام المذيع شريف مدكور بصنفرة قدمه على الهواء أثناء استضافة إحدى خبيرات التجميل، وارتداء جابر القرموطى زياً خاصاً فى كل حلقة ليعبر عن قضيته التى يناقشها، إلخ. من جانبهم رفض خبراء الإعلام هذا الأسلوب فى توصيل الرسالة الإعلامية بهذا الشكل وأكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، أن الخروج عن النص أو التفنن فى فعل تصرفات صادمة للفت انتباه الجمهور، قد ينظر له الجمهور من زاوية «البساطة»، لكنها ترى أن مثل هذه التصرفات يجب أن يكون محلها البرامج «الساخرة» والكوميدية التى تهدف إلى التسلية والترفيه، وليس فى البرامج الاجتماعية أو برامج «التوك شو»، وعلى سبيل المثال ما فعله شريف مدكور من «صنفرة» ساقيه على الهواء، أو ارتداء جابر القرموطى لملابس «غريبة» كل حلقة على الهواء مكانه برنامج «عزب شو» وليس برنامجاً إعلامياً هادفاً، ووصفت هذه الأفعال ب «المختلة» وتفقد الرسالة الإعلامية قوتها وتبعد المشاهد عن جوهر ما يناقشه هذا الإعلامى من قضايا، وهو ما يؤدى إلى تقديم إعلام مهلهل غير مقبول. وأضافت عبد المجيد إن هذه الظاهرة قديمة منذ أن أبدعت الإعلامية هالة سرحان فى نوعية البرامج التى تقوم فيها المذيعة بالتفاعل مع الضيف سواء مطرب أو راقصة أو غيرهما بالضحك أو الرقص، وهو ما تعتبره عبد المجيد غير مناسب للمشاهد، لأن مهنة الإعلامى لها أصول. وصرح د. صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة بأن كل ما يتم حالياً من مظاهر فهو خروج عن المهنية، واستعان «العالم» بعدة أمثلة وأهمها ارتداء المذيع ملابس غير لائقة أحياناً وهو ما يفعله «شريف مدكور» الذى يرتدى ملابس تشبه الملابس «الحريمي» على حد تعبيره، إضافة الى «تقليد» المذيع لمهن معينة مثل ما يفعل جابر القرموطى، وقال «العالم»: «كل ده ملوش لازمة»، وأضاف إن «تلفظ» المذيع بألفاظ «غير لائقة» على الهواء مثلما يفعل توفيق عكاشة وأحمد موسى وعمرو أديب، تأتى ضمن تصرفات «المختلين إعلامياً». وأكد «العالم» أن انفعال المذيع الزائد عن الحد غير مقبول أيضاً، حيث إن «نبرة» صوت المذيع إذا ارتفعت تتسبب فى ازعاج وتشتيت المشاهد، بالإضافة إلى عدم احترام المذيع للضيوف أو تحيزه لرأى معين، مثلما يقوم به أحمد موسى فى أغلب الوقت، ما يمثل «خروجاً عن المهنية». وقال الإعلامى مفيد فوزي: «المذيع مذيع والممثل ممثل لا ينبغى الخلط بين الاثنين، إلا إذا ذهب المذيع إلى بلاتوه السينما وقام بالتمثيل بعد عقد بينه وبين الشركة المنتجة»، وتابع: «لا يعقل أن أقدم برنامجاً اسمه «حديث المدينة» على مدى 23 عاماً وهو مجموع أعمار كل عمل الإعلاميين فى مصر ولا أظهر إلا بعدساتى والموضوع، ولم أحمل فى مرة «فخدة ضاني» ولم ألبس فى حياتى «لبس كوميديان». وتحدث عن جابر القرموطى وأشار إلى أنه يتمتع بالإخلاص فى القول إلى حد يصل صوته إلى درجة الاختناق وليس فى حاجة مطلقاً لهذا «الهذل»، وقال: «عندما أراه فى صورة غير المذيع يحمل شيئاً مثل «أنبوبة البوتاجاز» فهو لا يفيد قضيته التى يناقشها. وافقته الرأى الإعلامية إيناس جوهر وقالت «بلاش قلة أدب»، وأكدت أن من يتصرف مثل هذه التصرفات على الهواء لا يعتبرون مذيعين ولا يمكن وضعهم فى مقارنة مع بقية الإعلاميين خاصة الإعلاميين الذين يكشفون عن ساقهم مثل شريف مدكور ومن يجلسون فى ثلاجة ويرتدون «فروة خروف» مثل جابر القرموطى. وأكدت جوهر أن الإعلام له دراسته واحترامه ومبادئه وعاداته وتقاليده، وأن هؤلاء صحفيون استطاعوا أن يتقمصوا الشخصية الإعلامية، ورغم ما يفعله كل من عمرو أديب وتوفيق عكاشة وهالة سرحان ويوسف الحسينى وتامر أمين فى برامجهم، إلا أنهم «فاهمين» إعلام على حد تعبيرها، لكن بقية الإعلاميين حالياً يفعلون هذا من أجل «المنظرة» و«الشهرة»، وهى ضد ذلك تماماً..