قال أحمد رشاد محمد، المدير التنفيذي لمشروع تطبيق للكشف عن الأدوية المغشوشة، إنه في الآونة الأخيرة أصبحت الأدوية المغشوشة في مصر ظاهرة تتفاقم يوميًا، وتهدد آلاف المرضي الذين يلجئون إليها نظراً لانخفاض سعرها، وذالك في ظل انخفاض الأحوال الأمنية في الفترة السابقة والتي أدت إلي انتشار نسبة غش الدواء في مصر إلى 10٪ لتصل في بعض الأدوية إلي 30٪ . وأضاف في تصريحات للفجر، أن هناك إحصائيات تشير إلى أن مصر وحدها تحتل نصيب 7٪ من سوق الأدوية المغشوشة في العالم و ذالك لمكانة مصر في صناعة الأدوية و المستحضرات الطبية من بين دول الوطن العربي، حيث إن مصر تملك أكثر من 120 مصنعا لإنتاج و تعبئة الدواء، وأن سوق الأدوية في مصر يقدر بقيمة 27 مليار جنيه مصري وذلك طبقا لأخر التقارير لمبيعات الأدوية في الجزء التأني من عام 2014 و يقدر نسبة الإنفاق علي الأدوية المغشوشة المستهلكة في السوق أكثر من أربعة مليارات جنيه من أدوية مغشوشة تماما أو المعاد تدويرها إي المنتهية الصلاحية، علي إن يتم بيعها مرة أخري في السوق علي هيئة أدوية جديدة والتي قد تئودي إلي مشاكل صحية كبيرة علي صحة المريض و المجتمع مما يضعف قوة الجهات المعنية في إحكام الرقابة على مصانع الدواء ومخازن الأدوية والصيدليات وتراخيصها ومراجعتها دوريًا، وتشديد العقوبة على المخالفين، ولاسيما إن المسألة تتعلق بصحة وأرواح المواطنين في مصر"
وقال: الأدوية المغشوشة تجارة رائجة ولها سوق ومافيا متخصصة، وأكثر ألوان هذا الغش انتشارًا هي التقليد المطابق للمستحضر في المواصفات الخارجية بداية من الشكل واللون إلي التغليف النهائي للعبوة, ولكن المشكلة الحقيقة تكمن في الغش بالمادة الفعّالة للمُستحضر نفسه ويتم استبدال اللون والطعم والرائحة ببعض الصباغات أو بعض المواد التي يمكن إن يكون لها نفس المواصفات الخارجية للمادة الأصلية بغض النظر عن مدي سلامة استخدام تلك المواد واللاتي يتم تدولاها في السوق المصري والتي تتسبب في العديد من المشكل الصحية في صورة أعراض جانبية غير مبررة لاستخدام الدواء أو مستحضر التجميل من حالات تسمم أو مشاكل صحية وخيمة في أعضاء الجسم أو من حبوب وأمراض جلدية و حساسة في حالة المستحضرات التي تستخدم للاستعمال الخارجي فقط. وتابع: كما أن بعض تلك المصانع تُعيد بيع الأدوية والمستحضرات مُنتهية الصلاحية بتاريخ إنتاج جديد زائف و ذالك يودي إلي احتمال الوفاة للمرضي من كبار السن نتيجة لتناول دواء فاسد بعد دراسات وأبحاث عديدة، وتوصل فريق عمل الشركة إلي أنه عادةً ما يستهدف القائمون على صناعة الأدوية المغشوشة شريحة الأدوية غالية الثمن، والتي غالبًاً تكون أدوية السرطان والضغط والسكر ومضادات الالتهابات أو الأدوية المُنشطات الجنسية، مستخدمين في ذلك أساليب متطورة تفنيًا من شانها دفع المستهلك أو المريض إلي عدم التعرف علي العلبة الأصلية من المغشوشة .
وشدد على أنه منذ منتصف عام 2013 بعد رصد المشكلة وتحديد أسبابها وأطرافها، بدأت دراسة حول الأساليب و الطرق و المحاولات المستمرة لتمييز علبة الدواء الأصلية عن المزيفة عند الشراء وذالك لأهمية الوقت بالنسبة للمريض خصوصا أصحاب الإمراض المزمنة و مراعاة عوامل توافر العوامل التكنولوجية و الاقتصادية لتأمين منتجات لتلك الصناعة المهمة ومن هنا جاءت الفكرة تطبيق المشروع، على أن يصبح التطبيق حلقة الوصل بين المُستهلك وشركة التصنيع، بحيث يتمكن التطبيق من ربط الدواء المطروح في السوق بالمصنع الأم، وبالتالي تكون شركة الدواء قادرة علي تتبع منتجها من المراحل الأولي له في السوق حتى وصوله إلي يد المريض، وفي حالة اكتشاف مشكلة ما في الدواء يستطيع المريض عن طريق التطبيق التواصل مع الجهات المختصر أو شركة الدواء مباشرة.
وأوضح رشاد أنهم قاموا باختراع برنامج يتم تنزيله على الهاتف المحمول، أطلق عليه اسم "أصلية-Aslya " ليتناسب مع المستهلك متوسط الثقافة، ولا تتعدي مهام المُستهلك تصوير اللاصق من علي علبة الدواء ثم يقوم التطبيق في الحال بعد ذلك بتحديد المنتج ومحتوياته وتاريخ صلاحيته، كما يُتيح التطبيق للمُستهلك الإبلاغ عن المُنتج والمكان المُباع فيه؛ حال اكتشاف غش في الصناعة بحيث يتعرف المشتري في اللحظة و الحال عن ما إذا كانت علبة الدواء أصلية وتابعة للشركة المصنعة أم أنها مغشوشة في احد المخازن أو المستودعات الغير قانونية والتي تسمي "تحت بير السلم".
وقال إنه تم الانتهاء من تطوير النسخة الأولي للنظام و التطبيق علي أجهزة الاندرويد و مايكروسوفت علي أن تكون الخطوة القادمة كافة أنواع الهواتف القابلة للتشغيل و سيتم طرح التطبيق مجانًا للمستهلكين، للمساهمة الفعالة في خلق حل جذري لمشكلة غش الدواء، بالإضافة للاستفادة من قبل شركات الأدوية في جني الأرباح التي تيم انتقاصها بسبب السوق السوداء للأدوية المغشوشة بالإضافة إلي تهديد واضح على سمعة الشركة وفعالية أدويتها المطروحة، ومما لا شك فيه فإن تطبيق "أصلية" يقي تلك الشركات من خسائر محتملة حال ظهور عينات مغشوشة من أدويته و العامل الاقتصادي للدولة من أموال مهدرة علي أدوية مغشوشة تضر بصحة المواطن في المقام الأول، كما ويوفر تطبيق "أصلية" للشركات المُصنعة لمستحضرات فرصة التواصل مع العملاء ومعرفة تقييماتهم للمنتجات، وهو ما يراه رشاد "ميزة تحتاجها شركات الأدوية سواء محليًاً أو دوليًا".