قالت إسرائيل إنها قتلت خمسة نشطاء فلسطينيين على الأقل في ضربة جوية بمرتفعات الجولان السورية أمس الجمعة ردا على ضربها بصواريخ انطلقت من هناك مما أثار أعنف قصف إسرائيلي منذ تفجر الحرب الأهلية السورية قبل أربع سنوات. وقال مسؤول دفاع إسرائيلي إن القتلى الذين سقطوا في الضربة الجوية أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي التي تدعمها إيران. وأضاف "نعرف الآن أن خمسة أو ستة فلسطينيين من إرهابيي الجهاد الإسلامي قتلوا". بحسب "العرب اللندنية" من ناحية أخرى صرح مصدر بالجيش السوري بأن الضربة أصابت سيارة في قرية بمرتفعات الجولان السورية وأدت إلى مقتل خمسة مدنيين. ونقل التلفزيون الرسمي عن المصدر قوله إنها وقعت قرب القنيطرة بالقرب من الجزء المحتل من الجولان. وجاء الهجوم بعد ليلة شهدت ضربات قوية شنتها إسرائيل على مواقع للجيش السوري في المنطقة الحدودية قائلة إن ذلك رد على قيام حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ عليها من سوريا. ونفت حركة الجهاد الإسلامي اشتراكها في إطلاق الصواريخ أمس وقالت إن من قتلوا في الضربة الجوية لا ينتمون إليها. ووصف داود شهاب المتحدث باسم الحركة الرواية الإسرائيلية بأنها محض أكاذيب وقال إن الجهاد الإسلامي ليس لها وجود مسلح خارج فلسطين، في إشارة إلى إسرائيل والضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة. ويقع مقر قيادة الجهاد الإسلامي في دمشق ولها أنصار بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا. وقال المصدر العسكري السوري إن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل جندي سوري وإصابة سبعة وإن بدا هذا أعنف قصف إسرائيلي منذ سنوات، وشنت فيه عشرات الغارات على أهداف سورية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القوات الإسرائيلية "ضربت الفرقة التي نفذت إطلاق الصواريخ والقوات السورية التي مكنتها من ذلك". كما ألقى على إيران مسؤولية إصدار أمر إطلاق الصواريخ على إسرائيل مما يبرز قلق بلاده من تداعيات الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية الست. وقال نتيناهو في بيان "تلك الدول التي تهرول لاحتضان إيران يجب أن تعرف أن قائدا إيرانيا هو الذي رعى وأعطى التوجيهات للفرقة التي أطلقت النار على إسرائيل". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له وخبراء دفاع يتابعون الحرب السورية إن الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل الخميس على عدد من القواعد العسكرية الكبرى في المنطقة كانت أعنف غارات تتعرض لها أهداف تابعة للجيش السوري منذ بدء الأزمة في سوريا عام 2011. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تبادل إطلاق النار الذي حدث شمل أول قصف من سوريا لأهداف إسرائيلية منذ حرب 1973 وأشد قصف إسرائيلي لسوريا منذ ذلك العام أيضا. واستهدفت هجمات سابقة في الأساس طرق إمدادات ومستودعات أسلحة تخص حزب الله اللبناني داخل سوريا والمتحالف مع الرئيس السوري بشار الأسد. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون بأن القصف الصاروخي من سوريا كان نتيجة سياسة إيرانية أكثر عدائية في أعقاب الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الغرب والذي تقول إسرائيل إنه جرأ عدوتها اللدود. وطالب الوزير الإسرائيلي إيران بألا تختبر "عزمنا"، وأضاف "ما شهدناه مقدمة لما سيحدث بعد التوقيع على الاتفاق النووي ورفع العقوبات. إيران قادرة على ضخ المزيد من المال والسلاح لمنظمات إرهابية تعمل ضد إسرائيل والمصالح الغربية في المنطقة". من جهة أخرى قال الجيش الإسرائيلي إن القصف الجوي والمدفعي أصاب 14 موقعا عسكريا سوريا في الجولان السورية. واحتلت إسرائيل غرب الجولان في حرب عام 1967 ثم ضمته في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني إن الغارات الإسرائيلية استهدفت اللواء 90، وهو من أكبر قواعد الجيش السوري، بوابل من الصواريخ. وينشر الجيش السوري جزءا كبيرا من قواته البرية وقوات المدفعية في جنوبسوريا وفي هضبة الجولان وشيد دفاعات قوية ضد إسرائيل.