بصورة مباشرة لا تقبل التأويل، ينخرط من جديد الكيان الصهيوني في الأزمة السورية، حيث يقدم الدعم للمسلحين الذين يعتبرهم صمام الأمان له في الجنوب السوري، دعم تخطى حدود علاج المصابين والجرحى في المستشفيات الصهيونية، أو تمويلهم بالسلاح والمعدات اللوجيستية اللازمة، بل أصبح مشهد ظهور الطائرات الصهيونية في السماء السورية معتاد، لتدك بغاراتها بعض مما عجز عنه المسلحين، وفي كل مرة تخرج السلطات الصهيونية لتبرر انتهاكاتها بحجة واهية. اعتداء صهيوني جديد على سيادة الأراضي السورية، بحجة سقوط 4 صواريخ على الأقل في الجولان المحتل ومناطق مفتوحة في الجليل الأعلى، وهو ما اعتبره الاحتلال الصهيوني "هجوم مدبر"، محملًا مسئوليته لحركة "الجهاد الإسلامي"، وعلى الرغم من نفي "الجهاد" مسئوليتها عن إطلاق الصواريخ إلا ان الكيان الصهيوني أصم أذنه عن التصريحات الفلسطينية، وبدأ اعتداءاته. أغار الطيران الإسرائيلي على مواقع عسكرية باتجاه القنيطرة مساء أمس الخميس، ما أدى إلى سقوط شخص وإصابة سبعة أخرين، وأكدت وسائل إعلام سورية بقيام حوامة إسرائيلية بإطلاق عدة صواريخ مستهدفة 14 موقعًا في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في هضبة الجولان، من بينها مديرية النقل ومبنى المحافظة بالقنيطرة. يأتي ذلك في وقت قال جيش الاحتلال إنه نفذ غارات جوية وقصفًا بالمدفعية على مواقع للجيش السوري، وقال مصدر عسكري إن الجيش الإسرائيلي شن ما بين خمس إلى ست هجمات بالمدفعية والطيران ضد مواقع للجيش السوري في هضبة الجولان، وأضاف أن الجيش الإسرائيلي لا يعتزم في الوقت الراهن نشر تعزيزات في الجولان المحتل، ونقلت مصادر إعلامية إسرائيلية إغارة طائرات الكيان على موقع اللواء تسعين للجيش السوري في منطقة "خان أرنبة" بمحافظة القنيطرة قرب الجولان السوري المحتل. نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، أن الهجوم وقع داخل الأراضي السورية على مسافة 10-15 كيلومترًا من الحدود، وفي منطقة خاضعة لسيطرة الجيش السوري، وهو ما يؤكد دعم إسرائيل للمسلحين ومحاولة تجنب الأماكن التي يسيطرون عليها. سريعًا ومنذ اللحظة الأولى لإطلاق الصواريخ سعى الكيان الصهيوني لتوظيف الحادثة إلى أقصى حد في الحملة على إيران، حيث اتهم وزير الدفاع الصهيوني "موشية يعالون" حركة الجهاد الإسلامي مدعومة بتمويل إيراني بإطلاق الصواريخ، وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن إطلاق الصواريخ جاء بتوجيهات وتمويل إيراني، محملًا سوريا في الوقت ذاته المسئولية الكاملة عن العملية، وذكر "يعالون" أن ما حدث في هضبة الجولان هو مجرد مقدمة لما قد يحدث بعد توقيع الاتفاق النووي اذ سيكون بإمكان طهران تحويل المزيد من الأموال والأسلحة إلى المنظمات الفلسطينية، وذلك في مسعى صهيوني للتأثير على موقف الكونجرس الأمريكي من الاتفاق النووي. زعم موقع إسرائيلي نقلا عن مصدر عسكري أن المدعو "سعيد ايزدي" قائد الوحدة الفلسطينية في قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني يقف وراء اطلاق القذائف الصاروخية من الاراضي السورية باتجاه الجليل الأعلى وهضبة الجولان، وأشار إلى أن "ايزدي" يشرف على تهريب الأسلحة إلى لبنانوسوريا، كما أنه اصدر توجيهاته إلى عناصر "الجهاد الاسلامي" بتنفيذ عملية إطلاق النار، وأضاف أن اطلاق القذائف يندرج في اطار السياسة الإيرانية الهادفة إلى تصعيد الأوضاع الأمنية على الحدود وتحويل الحدود الإسرائيلية السورية إلى جبهة قتال. نفت الحركة هذه الادعاءات الإسرائيلية، وقال مسئول المكتب الإعلامي للحركة "داوود شهاب"، "هذه محاولة مفضوحة وغير بريئة من قبل الاحتلال لصرف الأنظار والتعمية على قضية محمد علان"، وبين "شهاب" بأن "سرايا القدس وجودها وعملياتها وسلاحها داخل فلسطينالمحتلة، والعدو يعرف كيف وأين سترد السرايا عندما تقرر"، وحذر الاحتلال من مغبة اتخاذ هذه الاتهامات ذريعة للمساس بالحركة وقيادتها. في صباح اليوم الجمعة، أكمل الكيان الصهيوني مسيرة اعتدءاته، حيث أفاد التلفزيون السوري بأن الطيران الإسرائيلي نفذ غارات جديدة على منطقة القنيطرة، استهدفت سيارة مدنية في الكوم وقتل 5 مدنيين عزل. اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي "موشي يعالون" بتوجيه الضربة، قائلًا إنها استهدفت سيارة كانت تقل بين 4 إلى 5 عناصر من المجموعة المسئولة عن إطلاق صواريخ على مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية أمس الخميس. الاعتداء الصهيوني على الأراضي السورية هذه المرة سعى إلى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فمن الناحية السياسية، حمل مسئولية إطلاق الصواريخ إلى حركة "الجهاد الاسلامي" للإيحاء بأنها حركة إرهابية تعمل لصالح النظام السوري وليس حركة مقاومة فلسطينية، وتوجيه أصابع الاتهام الرئيسية إلى إيران وحرسها الثوري، للإيحاء بأنها تدعم المجموعات الإرهابية وهو ما سيؤثر بالضرورة على موقف الكونجرس من الاتفاق النووي. أما من الناحية العسكرية فجاء تحميل النظام السوري المسئولية السيادية والسياسية والعسكرية المباشرة عن العملية، لأن الصواريخ انطلقت -حسب زعم القيادات الصهيونية- من منطقة خاضعة لسيطرة الجيش السوري، وبالتالي تحذيره من أنه سيتحمل النتائج المباشرة، وهو ما يعطي شرعية لجيش الاحتلال لضرب الأراضي السورية كلما سنحت لها الفرصة بحجة تهديد الأمن الإسرائيلي، كما جاءت الغارات الصهيونية بحجة أنها ردًا للهجوم عليها بهدف تقديم الدعم والعون للمجموعات المسلحة بعد انهيار صفوفها ومعنوياتها.