قالت الدكتورة "هالة يوسف" وزيرة الدولة للسكان، إن الوزارة ستبدأ في تنفيذ برنامج للإرتقاء بالخصائص السكانية، بنهاية شهر أغسطس الحالي. وأضافت "يوسف"، في بيان صادرللوزارة اليوم، أن الوزارة ستبدأ فى تنفيذ البرنامج المعلن، فى 40 قرية مصرية بمحافظتى الجيزةوأسيوط، بالإضافة إلى منطقتين حضريتين بمحافظة القاهرة، وهم الدرب الأحمر وعزبة خير الله. وأوضح البيان أن عدد القرى التى سينفذ بها البرنامج يصل إلى 1813 قرية بنهاية السنوات الخمس للخطة، وأن هدف الرئيسي للبرنامج هو الإرتقاء بالخصائص السكانية، وتأتي التوعية على رأس اهتمامات البرنامج ويعد من الركائز الأسياسية للخطة التنفيذية الخمسية الأولى للاستراتيجية القومية للسكان 2015-2030، والتى تم إطلاقها فى نوفمبر 2014، تحت رعاية المهندس "إبراهيم محلب" رئيس مجلس الوزراء. وأوضحت أن البرنامج يتبنى نموذجًا للتدخل المجتمعى على مستوى القرى، مشيرة إلى أنه تم اختباره وأثبت بالفعل فعالية فى تحقيق الأهداف السكانية، من خلال العديد من البرامج والمشروعات التنموية التى تم تنفيذها سابقًا، وكن على نطاقات جغرافية محدودة. وأكدت "يوسف" أن النموذج تم بناءه على ركيزتين أساسيتين، هما التنسيق مع الشركاء من الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص أيضًا؛ لتوفير زيادة المعروض من الخدمات المتعلقة بالقضية السكانية على مستوى القرى، مثل توفير الخدمات ذات الجودة بالوحدات الصحية، وتوفير فصول محو الأمية، بالإضافة إلى توفير مراكز التدريب المهني، وتوفير فصول لتعليم البنات، بالإضافة إلى الاتصال الجماهيرى المباشر على مستوى القرى، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى، لتغيير المفاهيم ورفع الوعى وزيادة الطلب على الخدمات المتعلقة بالقضية السكانية، كخدمات تنظيم الأسرة، والخدمات الهادفة لتحسين خصائص المواطن، مثل التثقيف الصحى والتحفيز على حضور فصول الأمية والتحفيز على حضور التدريب المهنى، بالإضافة إلى تحفيز البنات لاستكمال التعليم.
وأشارت الدكتورة "هالة يوسف" إلى أن البرنامج يهدف إلى المساهمة فى تحقيق التوازن بين معدلات النمو السكانى ومعدلات التنمية، من خلال الإتصال الجماهيرى المباشر مع المواطنين على مستوى القرى المصرية، بهدف رفع الوعى المجتمعى، من أجل زيادة الطلب على خدمات تنظيم الأسرة، مع التنسيق بين الوزارات المعنية، لتوفير هذه الخدمات بجودة عالية، من أجل الحد من النمو السكانى تحسين خصائص السكان من تعليم وصحة وغيره، لتحقيق الإستفادة القصوى الطاقة البشرية المتمثلة ى الشباب الذين يشكلون 60% تقريبًا من السكان، وتحويلهم إلى عناصر فاعلة ومنتجة، تساهم فى رفع معدلات التنمية.
وأكدت أن وزارة الدولة للسكان نفذت دراسة استرشادية، بتنفيذ بعض الأنشطة المحورية المختارة من حزمة الأنشطة برنامج الإرتاء بالخصائص السكانية، من عدد 3 قرى مختارة من 3 محافظات مختلفة، موضحة أن هذه القرى تعد الأكثر احتياجًا، وهم قرية "بندف" بمحافظة الشرقية، وقرية "روافع القصير" بمحافظة سوهاج، وقرية "جزيرة ساحل سليم" بمحافظة أسيوط. كما أشار البيان إلى أن الهدف من هذه الدراسة هو تقييم مدى قبول المجتمعات فى القرى للأنشطة المخططة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم العقبات التى قد تعترض تنفيذ البرنامج بصورة موسعة، بالتزامن مع عدد كبير من القرى المصرية الأكثر احتياجًا، والتوصل إلى توصيات من شأنها تعديل خطة تنفيذ البرنامج على المستوى القومي؛ لضمان تحقيق اهداف البرنامج بكفاءة وفاعلية وتحقيق الاستفادة القصوى للمواطن المصري.
وأكدت الوزارة فى بيانها، أنها تستهدف طبقًا للخطة الخمسية 2015-2020، تنفيذ البرنامج فى 40% من قرى جمهورية مصر العربية (1813)، الأكثر احتياجًا على مدار السنوات الخمس للخطة، كما أكدت الدكتورة "هالة يوسف" أن برنامج الإرتقاء بالخصائص السكانية يطرح حزمة من الأنشطة التى يتم اختيار ما يتلائم منها وفقًا لاحتياجات كل قرية، لتنفيذها بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى. وأشارت إلى أن النشاط الأول هو برنامج "المرأة المصرية تتكلم"، ويهدف هذا المكون من البرنامج إلى إعداد كادر من المدربات، من الرائدات الريفيات بالجمعيات الأهلية القادرات على تدريب السيدات الريفيات على بعض المهارات الحياتية، مثل مهارات التفاوض و بعض المهارات الإقتصادية كمهارات التسويق ودراسة الجدول لمشروعات صغيرة وكذلك بعض الحرف البسيطة التى يمكن أن تعتمدن عليها لتأسيس مشروع صغير.
أما النشاط الثانى، فهو "أسابيع الشباب السكانية"، و يتم خلالها رفع وعى مجموعة من الشباب فى مراحل التعليم المختلفة على مدار 6 أيام تجاه أهم الموضوعات المتعلقة بالقضايا السكانية وتدريبهم على بعض المهارات الحياتية من خلال عدد من المحاضرات ومجموعة من الأنشطة الفنية والحرفية.
والنشاط الثالث، هو "تدريب رجال الدين"، لرفع وعى خطباء وأئمة المساجد والزوايا المعتمدة بوزارة الأوقاف، ورجال الدين المسيحى بالكنائس والأديرة بالقرى لتحديد أهم القضايا المجتمعية التى تحتاج إلى دعوة دينية للتغيير وتحديد مشكلات الخطاب الدينى الحالية وتجديده ليتلائم مع مقتضيات واحتياجات الواقع بالمجتمعات المحلية.
اما النشاط الرابع، هو "المسرح المجتمعى" ، وتنفيذ دراما مسرحية تتعرض لبعض المواضيع المتعلقة بالقضايا السكانية تعتمد على التفاعل المباشر بين شخصيات الدراما والحضور مما يعزز من الرسائل المستهدف إيصالها للمشاهد.
والنشاط الخامس، وهو "مهارات التفاهم الزوجى"، ويتم خلاله تدريب مجموعة من الأزواج والزوجات فى جلسات مجمعة على مهارات التفاهم الزوجى والتفاوض واتخاذ القرار، وتهدف إلى دعم وتمكين المرأة الريفية على مستوى الأسرة، كما يتم التنسيق مع الشركاء من الوزارات و الجهات الحكومية و مؤسسات المجتمع المدنى لتوفير بعض الخدمات الأخرى بناء على احتياجات المجتمع كمحو الأمية و التوعية للوقاية من الإدمان.
كما أوضحت أن البرنامج يعتمد بشكل أساسي على التنسيق مع الوزارات والجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدنى وقطاع الأعمال والقطاع الخاص لتوفير الخدمات الهادفة إلى تحسين الخصائص السكانية بالمجتمع المصري.