ما زالت الحضارة المصرية القديمة مليئة بالألغاز والغموض، ورغم أن الباحثين حاولوا اكتشاف بعض الأسرار المرتبطة بالقبور والكهنة والفراعنة القدامى، إلا أن هذه الحضارة العريقة ظلت يحوطها الغموض الذي أعجز كبار العلماء والأثريين عن تفسيره أو فك لغزه. خصلة شعر تكشف مومياء أعظم ملكة، في البداية عند دخول قبر "كي في 55" الذي اكتشف سنة 1907 عثر على اسم الملكة "تي" زوجة الملك امنحتب الثالث، ووالدته الملك أخناتون مسجل بصورة كبيرة جدا داخل القبر، ما يؤكد أن المومياء الخاصة بها كانت هنا. لم يتوقع أحد أن مومياء الملكة اكتشفت بالفعل قبل اكتشاف هذه المقبرة بتسع سنوات، ففي سنة 1898 تم اكتشاف مقبرة الملك امنحتب الثاني التي كانت خبيئة لمومياوات ملوك الدولة الحديثة فعندما سرقت المقابر قديما قام الكهنة بجمع مومياوات الملوك التي تعرضت مقابرهم لسرقة وقاموا بوضعها داخل مقبرتين مقبرة في الدير البحري، اكتشفت سنة 1881 ومقبرة أخرى في وادي الملوك. ومن ضمن المومياوات وجد العلماء ثلاث مومياوات في غرفة جانبية واحدة عثر بداخلها على ثلاث مومياوات (السيدة العجوز)، والأخرى لصبي صغير، والثالثة لفتاة صغيرة، وتم حفظ المومياوات ولم يدرسها أحد إلى أن حدث اكتشاف مقبرة "كى فى 55"، هنا ربط البعض بينها وبين تلك المومياوات الثلاثة وقالوا ان مومياء المرأة الكبيرة في السن تعود إلى الملكة" تى". ويعتقد قديما عندما انهار حكم الملك اخناتون حدث وفاة لباقي العائلة بصورة مريبة، ربما قتلوا بطريقة سريعة فتم دفنهم فى تل العمارنة،ولكن القبور نهبت وسرقت،فأمر الملك توت بنقل مومياوات عائلته إلى وادي الملوك ليكونوا بجواره، فتم نقلهم ووضعهم فى مقبرة "كى 55 "ولكن المقبرة تعرضت لسرقة فى عهد الملك رمسيس التاسع،فقام الكهنة بعملية النقل الثالثة ونقلوهم إلى مقبرة امنحتب الثاني كى في 35. وظلت المومياوات مجهولة فمنهم من قال إن المرأة الشابة هي نفرتيتي ولكن ظهر من كذب الأمر حيث إن المرأة المسنة توفيت عن عمر يقارب الخمسين عامًا، وهو ما جعل العديد من العلماء يعتقدون أن تلك المومياء هي للملكة "تي" أم الملك إخناتون. ودعم نظرية نسب هذه المومياء للملكة الشهيرة تي هو عمرها المتقدم والوضع الملكي المحتمل ليديها حيث الذراع اليسرى مضمومة علي الصدر والذراع اليمني مستقيمة بجوار الجسد. بالإضافة إلى ذلك فقد قام الأمريكي جيمس هاريس (والذي قضي وقتا طويلا في دراسة المومياوات الملكية ونشر كتابا عن أبحاثه وكان ثالث من قاموا بفحص مومياء توت عنخ آمون) بعمل دراسة مقارنة في عام 1977 لمقارنة خصلة من شعر مومياء السيدة العجوز مع خصلة أخري عثر عليها داخل صندوق صغير منقوش عليه اسم الملكة تي في مقبرة الملك توت عنخ آمون واستنتج وجود توافق بين الخصلتين، خصلة الشعر المكتشفة فى مقبرة الملك توت مع شعر المومياء.