قال الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته اليوم الخميس، خلال حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، أرحب بأشقاء مصر المخلصين وأصدقاءها الأوفياء، الذين أرادوا أن يشاركوا شعب مصر العظيم فرحته، وخرج السيسى عن النص المكتوب، قائلا: اسمحوا لى أن اتكلم معكم كمواطن مصرى، مؤكدا على أن مصر دولة عظيمة، قدمت مبادئ وقيم واخلاقيات تناغمت مع الرسالات والأديان السماوية، ولم تتعارض معها. كل المصريين فى البداية قال النائب البرلمانى السابق الدكتور جمال زهران، استاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن الرئيس حين قال إن المصريين عنده لهم الأولوية، فهو يؤكد للعالم حرص مصر الجديدة على مبدأ المواطنة، من خلال اعتزاز رئيس الجمهورية بالإنسان المصرى، وبالانسانية ككل. التصدى للإرهاب وأضاف زهران إن حديث الرئيس عن أن المصريين تصدوا لأخطر فكر متطرف إرهابى، لو تمكن من الأرض لحرقها، يحمل رسالة مفادها أن المصريين هم شعب محتضر يعلى قيمة الأخلاق والمبادئ، ويفهم الأديان السماوية كمنظومة قيم وحضارة إنسانية متكاملة، ومن ثم قال أن مصر قدمت للعالم التنمية والرخاء والتقدم، كما تصدت لتجديد الفكر الدينى، ولم تقدم العنف والدم والإرهاب. الظروف الأمنية والإقتصادية ومن جانبه قال اللواء مهندس فؤاد الجيوشى، الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن حديث الرئيس عن العناصر المتطرفة التى يسميها "أهل الشر"، الذين حاولوا عرقلة تقدم العمل، كما يحاولون عرقلة تقدم مصر بشكل عام، تشير إلى أنه ينبه المصريين، ويدق صافرات الانذار؛ لأن الحرب على الارهاب مازالت مستمرة، وأضاف الخبير العسكرى أن الرئيس بشر الشعب المصرى، بتأكيده على يقينه كما نثق جميعا، بأن مصر ستنتصر بفضل الله، وبجهد كل المصريين الذين حققوا هذا الانجاز. أول خطوة من ألف خطوة وأوضح اللواء مهندس إن قناة السويس الجديدة، كما قلنا وكررنا، ليست مجرد مشروع هندسى، ولكن كان لابد أن يشعر المصريين بمزيد من الثقة، والتخلص من التشكك والاحباط، وأن يثبتوا للعالم أنهم ما زالوا قادرين على الفعل. وشدد الجيوشى على أهمية الاصطفاف والتلاحم بين صفوف الشعب المصرىن بمسلميه وأقباطه، موضحا أن الرئيس حين ضرب المثل بجلوس شيخ الأزهر وقداسة البابا، فإنما يعلم الجميع أن المواطنة فى عهد السيسى تختلف عما كان قبله، لأنها ليست مجرد مقاعد متجاورة فى الاحتفالات، وتصوير أمام الكاميرات، ولكنه رئيس حقق المواطنة بمعناها الحقيقى، حين ثأر لشهداء مصر الأقباط فى ليبيا، وزار الكاتدرائية فى قداس عيد الميلاد المجيد. أرواح الشهداء وأوضح القيادى بإئتلاف العسكريين المتقاعدين أن السيسى قاد ومازال يقود حربا على الارهاب اختطت فيها دماء الجندى محمد بأخيه كيرلس، كما اختلط عرق رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بعرق إخوانهم من عمال الشركات المدنية التى شاركت فى حفر قناة السويس، مع الهيئة الهندسية العسكرية، ومن هنا حيا السيسى أرواح الشهداء، أكثر من مرة وأهدى لهم هذا الإنجاز. مصر الجديدة وفى سياق متصل قال الكاتب الصحفى والمؤرخ السياسى حلمى النمنم، أن ذكر الرئيس لمقولة المفكر الكبير جمال حمدان، إن "قناة السويس جزء من مجد مصر، وعلينا أن نطمئن، بأن مستقبل قناة السويس مشرق، بشرط أن نقبل بالتحدى وأن نتصدى للخطر، باليقظة والاصرار، ثم بالتخطيط الدؤوب"، إنما يؤكد على إيمان الرئيس بأننا فى حالة حرب للدفاع عن مجدنا وحضارتنا وأرضنا وسيادتنا، وقناة السويس جزء من تلك الجغرافيا التى صنعت التاريخ والحضارة والمجد فى الماضى وتتأهب الآن لتكون جزء من مستقبل مصر المشرق دائما، كما يتطلع اليه المصريين رئيسا وشعبا. هدف إنساني وأضاف النمنم إن الحديث عن مبادئ الكرامة والعدالة والاستقرار فى ظل دولة مدنية ديموقراطية حديثة، هى دولة القانون القادرة على أن تجذب الاستثمار وتحقق النمو، كان من الضرورى ربطها بإرادة الجيش والشرطة وقدرتهم على هزيمة الارهاب ودحره؛ عملا بشعار "يد تبنى ويد تحمل السلاح"، الذى يؤمن به المصريون. جغرافيا الوجود وتاريخ البشرية وشدد المؤرخ السياسى على أهمية الاشارة لقناة السويس بوصفها،همزة الوصل بين الحضارات من العصر الفرعونى مرورا بالإغريقى والإسلامى، ووصولا للعصر الحديث، لافتا إلى أن رسالة قناة السويس الجديدة، هى إننا ننتصر على الارهاب بالحياة وعلى الكراهية بالحب. ليست بلد المشروع الواحد وعلى الصعيد الاقتصادى قال الدكتور عمرو صالح أستاذ الاقتصاد السياسى بجامعة عين شمس، ومستشار البنك الدولى سابقا، إن إشارة الرئيس وتأكيده على أن هذا المشروع هو بداية لحزمة مشروعات، إنما يحمل رسالة ترويج لتلك المشروعات القادمة، وللسوق المصرى الواعد الجاذب للاسثمارات بشكل عام، وفى مقدمتها مشروع تنمية محور قناة السويس، الذى ستشرع الحكومة على الفور فى تنفيذه، بتطوير ميناء شرق بورسعيد، والظهير الصحراوى له، و تنمية مناطق الاسماعيلية والقنطرة والعين السخنة؛ بهدف انشاء منطقة اقتصادية لوجيستية عالمية، تحق زيادة التبادل التجارى بين مصر ودول العالم. وأضاف صالح إن الرئيس قدم بشرة خير للمصريين، حين تحدث عن شبكة الطرق والمليون فدان وإنشاء مدن صناعية تستوعب الزيادة السكانية وتدشين عدد من الموانى، الى جانب إقامة دولة العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والمواطنة. ثورتى 25 يناير و30 يونيو وأوضح أستاذ الاقتصاد السياسى أن تلك المطالب لا تنفصل على اهداف ثورتى يناير ويونيو، فلا عدالة اجتماعية ولا كرامة انسانية ولا عيش كريم بدون دولة قانون، قوية إقصاديا تملك قرارها وقوتها وحريتها وسيادتها .