عادت الحرب من جديد بين تركيا وحزب العمال الكردستاني بعد عامين من وقف إطلاق النار، حيث قام الأكراد بقتل جنديين جنوب شرق تركيا ردًا على قصف تركي بالأسلحة الثقيلة لمواقعهم. ويتهم الأكراد الولاياتالمتحدة بالتسامح مع الحكومة التركية بقصف مواقعهم من جديد في مقابل السماح لها باستخدام قاعدة "انجرليك" التركية لضرب داعش والتي تبعد نحو 60 ميلًا فقط عن مواقع التنظيم المتطرف كما تُسهل عودة الأنبار العراقية. وصرًح كرمان قرضخاي مسؤول سابق من أكراد العراق لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن الأمريكيين ليسوا أذكياء في حساباتهم بخصوص هذا الشأن، ربما ظنوا أن تركيا أكثر جدوى من الأكراد في قتال داعش وقرروا التخلي عنا. نفت أمريكا إعطائها الضوء الأخضر لتركيا قصف الاكراد في مقابل استخدام قواعدها الجوية، أو أي علاقة تربط بين حربها على داعش بعد تسرب متشددين داخل الأراضي التركية عبر سوريا، وبغض النظر عن نية أمريكا، فإن تركيا تبدو أكثر انتقامًا من الأكراد سواء في أراضيها أو سورياوالعراق من رغبتها في ضرب داعش، والتي كانت من قبل علاقتها أكثر تسامحًا وليونة من قبل تركيا وكثيرًا ما أخلت سبيل متهمين بالانضمام لداعش من سجونها وفقًا لتصريحات المسؤول الكردي. وأضاف "أن النتيجة هي أن الولاياتالمتحدة ربما وجدت نفسها بذلك تساعد على زعزعة الاستقرار أكثر في تركيا وتوريطها في حروب داخلية وفي العراقوسوريا كذلك بدون أية مؤشرات على قرب تحقيق النصر ضد داعش في كلا البلدين. وتابع قائلًا، إن النتيجة كلك على غرار اعتراف أم ريكا بأن أكبر أخطائها في الشرق الأوسط هي حرب العراق 2003 اعتقادًا بأنها كذلك أبعدت صدام حسين عن الحكم وجاءت بحكومة حليفة. كما أوضحت الصحيفة، أن الأوضاع غير المستقرة في تركيا والعنف وفشل أردوغان في تحقيق أغلبية مطلقة لحزبه الإسلامي في الانتخابات الماضية ربما يكون ترجمة للتطورات الحالية وهجومها على حزب العمال الكردستاني فهو يسعى للفوز في انتخابات مبكرة ربما قبل أواخر العام ورفضه التعاون مع الأكراد بعد صعودهم للبرلمان التركي لأول مرة.