لقى جنديان تركيان مصرعهما أمس وأصيب 4 آخرون، جراء انفجار سيارة مفخخة عند مرور قافلة عسكرية في محافظة دياربكر ذات الغالبية الكردية جنوب شرقي البلاد. ويأتي هذا الهجوم غداة قيام الجيش التركي بقصف قواعد خلفية لمسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وكان حزب العمال الكردستاني أعلن انهيار عملية السلام مع الحكومة التركية، بسبب الحملة العسكرية التي يشنها الجيش التركي على مواقعه شمالي العراق، فضلا عن اعتقال المئات من المنتمين له في عدة مدن تركية. من جانب آخر، رحب البيت الأبيض، بتزايد تركيز وجهود تركيا للتصدي لتنظيم «داعش « ووصف حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة «إرهابية». وجاءت هذه التصريحات خلال إفادة صحفية لأحد مسئولي البيت الأبيض في نيروبي خلال زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكينيا. وبررت الحكومة التركية عملياتها العسكرية في سورياوالعراق بأنها «حرب على الإرهاب»، وذلك باستهدافها داعش والمقاتلين الأكراد بعد عمليات تفجير داخل تركيا، فيما يبدو نشاطا مفاجئا لأنقرة التي ظلت مترددة في محاربة داعش لفترة طويلة. وقال دلشاد ملا، الصحفي والناشط الكردي، إن العملية العسكرية ضد داعش في سوريا اتخذتها تركيا ذريعة لتوسيع عملياتها لتشمل حزب العمال الكردستاني، خاصة في ظل الظروف الداخلية التي أعقبت فوز حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في الانتخابات البرلمانية التركية. وأعرب ملا، في حديث مع «سكاي نيوز عربية» من أربيل، عن خشيته من إعلان حالة الطوارئ، بشكل رسمي، في المناطق الكردية، وخلط الأوراق لإجراء انتخابات مبكرة في تركيا من الممكن أن تؤدي إلى صدامات دامية في عموم البلاد، بحسب ملا. ويرى أن حكومة حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، وضعت الدولة في ورطة لخلقها اضطرابات ترى أنها تصب في مصلحتها، مضيفا «تركيا استجلبت الدعم الأمريكي ضد الأكراد مقابل السماح للتحالف باستخدام قواعدها الجوية ضد داعش». وأشار إلى موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية سابقا، الذي كان يتحفظ كثيرا في ضرب أهداف لحزب العمال الكردستاني. وكانت اتهامات قد انهالت سابقا على الحكومة التركية بدعم داعش، وتسهيل دخول أعضائه إلى سوريا. ووصف الناشط الكردي القصف التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق ب«المتشعب»، قائلا : «هذه هي المرة الأولى التي تلتقي فيها خطة إيرانية سورية تركية معا»، مضيفا أن أنظمة الدول الثلاثة مستفيدة من القصف. وأوضح أن القصف التركي يتركز على مناطق حدودية مثل قرى متينا وحفتنين، لكن أكثر هذه المناطق انسحب منها مقاتلو حزب العمال نحو عمق أكثر تحصينًا.