شنت أمس مقاتلات تركية ولأول مرة منذ 3 سنوات غارات جوية على مواقع لتنظيم «داعش» في سوريا، وبدأت حملة قصف لمخيمات لناشطي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وتأتي هذه العملية بعد أسبوع من أعمال عنف سقط فيها قتلى واتهمت السلطات التركية التنظيمين بالوقوف وراءها. وأعلنت الحكومة التركية، في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أحمد داود اوجلو، أن المقاتلات التركية قصفت 7 أهداف لحزب العمال الكردستاني في قواعده الخلفية في شمال العراق. وأكد المسئول الاعلامي للجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني بختيار دوجان قصف الطائرات التركية مواقع الحزب في الشريط الحدودي مع قصف مكثف للمدفعية. وأشار الى أن مقاتلات تركية حلقت أيضاً في أجواء جبل قنديل شمال محافظة أربيل التي تضم عاصمة الاقليم، من دون أن تشن غارات. وأكد البيان أن العمليات العسكرية الجوية ضد تنظيم «داعش» تواصلت أيضاً، دون أن يحدد عدد الأهداف التي ضربت. وقال رئيس الوزراء التركي إن العمليات الأمنية ضد تنظيم «داعش» والمتمردين الأكراد ستستمر، طالما استمر التهديد ضد تركيا. وقال «أوجلو»، في مؤتمر صحفي في أنقرة، إن هذه العمليات ليست على مرحلة واحدة، وستستمر طالما بقي التهديد ضد تركيا. وأكد «أوجلو» أيضاً أن الشرطة التركية اعتقلت في جميع أنحاء تركيا 590 شخصاً متهمين بالارتباط بالتنظيم المتطرف أو حزب العمال الكردستاني، مشيراً إلى أن تركيا شهدت 121 هجوماً مسلحاً و281 عملاً إرهابياً بينها 15 عملية خطف منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من يونيو الماضى. ومن جهة أخرى، أعلنت وسائل الاعلام التركية أن الشرطة التركية قامت لليوم الثاني على التوالي وفي العديد من مدن البلاد بحملة اعتقالات شملت تنظيم «داعش» وحزب العمال الكردستاني. وقالت وكالتا الأنباء دوغان والاناضول ان حملة الاعتقالات جرت في اسطنبولوأنقرة واضنة وقونية ومانيسا، وخصوصا، وكانت شرطة مكافحة الإرهاب شنت بمشاركة آلاف العناصر عملية كبيرة ضد ناشطي حزب العمال الكردستاني والتنظيم المتشدد واليسار المتطرف. وكانت شبكتا «سي ان ان تورك» و«ان تي في» الاخباريتان التليفزيونيتان أكدتا ان مقاتلات إف-16 أقلعت من القاعدة الجوية في دياربكر لشن سلسلة غارات ثانية على مواقع المتشددين في سوريا. وفي وقت سابق قال مسئول الإعلام في منظمة المجتمع الكردي ل«سكاي نيوز عربية»، إن القصف الذي استهدف مناطق الزاب ومتينان وقنديل وغارة وخنيرة وزاغروس شمالي العراق، لم يسفر عن وقع إصابات. ومن ناحية أخرى، بررت الحكومة التركية غارات سلاح الجو على مواقع «داعش» في سوريا برسالة إلى الأممالمتحدة، قالت فيها إنها أقدمت على هذه الخطوة لأن الحكومة السورية إما غير قادرة وإما غير مستعدة لمواجهة «داعش». وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ولمجلس الأمن الدولي، أشارت تركيا إلى المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة، التي تعطي الدول بشكل منفرد أو بشكل جماعي حق الدفاع عن النفس في مواجهة الهجمات المسلحة كمبرر لعملها. وتشكل الضربات التركية ضد التنظيم منعطفاً في سياسة الرئيس رجب طيب أردوجان الذي واجه انتقادات تتهمه باتباع سياسة غض الطرف عن المنظمات المتطرفة التي تقاتل في سورياوالعراق، وابرزها تنظيم «داعش». وكانت الحكومة التركية أكدت تزامناً مع الغارات وحملات اعتقال، انها لن تتهاون مع المتمردين الأكراد، خصوصاً بعد تبني حزب العمال قتل شرطيين تركيين عثر على جثتيهما قرب الحدود السورية، وذلك رداً على هجوم انتحاري دموي وقع الاثنين الماضى في مدينة سوروتش التركية، واستهدف ناشطين يساريين مؤيدين للقضية الكردية. واتهم المسئولون الأتراك تنظيم «داعش» بالوقوف خلف التفجير الذي أوقع 32 قتيلاً.