قال الدكتور هشام حسين، الأثري بمنطقة آثار سيناء إنه بداية من القرن السابع قبل الميلاد توسعت علاقات مصر الخارجية وبات من الضروري تنفيذ المشروع القومي لربط البحرين رغبة في تسهيل التجارة وتأمين حدود مصر البحرية، ولذلك تم تنفيذ أول مشروع مصري لربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض عن طريق النيل خلال عصر الملك نكاو الثاني حوالي 608 قبل الميلاد، وكانت تلك القناة تتسع لمرور سفينتين وتستغرق رحلة عبورها حوالي 4 أيام. وأضاف حسين، في تصريحات اليوم، أن المؤرخ هيرودوت ذكر وصفا تفصيليا مطابقا للواقع بأن الملك نكاو الثاني أرسل بحارته في رحلة استكشافية بحرية انطلقت عبر البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وعادوا عن طريق جبل طارق، وأوضح هيرودوت أن البحارة أصابتهم الدهشة من أن الشمس دائما كانت تشرق من على يسارهم بينما خلال الرحلة أشرقت من على يمينهم ولم يجدوا وقتها تفسيرا لذلك. وأكد أن لموقع مصر الجغرافي المتميز في قلب حضارات العالم القديم خلال العصور الفرعونية أهمية بالغة في توجيه اهتمام الحكومة المصرية للاستفادة من السواحل الممتدة بطول البحر المتوسط والبحر الأحمر، مشيرا إلى أن الفراعنة عرفوا السفن وتطورت مهارتهم في صناعتها وبرعوا في الملاحة البحرية والنهرية مما جعلهم على دراية تامة بركوب البحر، وذلك قبل بداية الأسر. وأشار حسين في تصريح له اليوم إلى أنه منذ ما يقرب من 4500 عام تقريبا أنشأت الموانئ البحرية والنهرية حيث كشفت البعثات الأثرية عن عدد من الموانئ الموسمية المهمة التي تؤرخ بداية من عصر الملك خوفو وسنوسرت الأول وهي (ميناء العين السخنة وميناء بمنطقة أبوزنيمة وميناء بوادي جرف، بالإضافة إلى ميناء مرسي الجواسيس شمال مدينة سفاجا، موضحا أن تلك الموانئ كانت تستخدم لربط مصر ببلاد بونت وبمناطق مناجم النحاس والفيروز بسيناء . وأوضح أنه بالنسبة لموانئ البحر المتوسط، فكانت تقع على ضفاف فروع النيل الشرقية وبمناطق قلاع طريق حورس وتربط مصر ببلاد الشام، وأهمها ميناء عاصمة الملك رمسيس الثاني بشرق الدلتا مدينة برمسيس، والميناء الذي تم الكشف عنه بتل حبوة، لافتا إلى أنه تم الكشف في أحد قلاع طريق حورس عن إناء يحمل اسم أحد السفن الملكية أو ربما اسم أحد الوحدات من القوات البحرية التي كانت ترسو بالقرب من تلك القلاع خلال عصر الملك سيتي الأول.