أعلن المجلس الأعلى للأثار المصرية الأربعاء أن بعثة مصرية حققت إنجازات كبيرة في استكمال الكشف عن أكبر مدينة محصنة وأضخم مجمع عسكري بمصر والذى يقع شمال سيناء منذ عصر الأسرتين ال 18 وال 19. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار زاهي حواس إن "البعثة المصرية العاملة في تل حبوة (30 كلم شرق قناة السويس) كشفت عن معالم أكبر مدينة أثرية مصرية محصنة منذ عصر الدولة الحديثة وكانت بمثابة العاصمة للإقليم 14 في مصر القديمة". وأوضح أن الاكتشاف تم "أثناء أعمال التنقيب الأثري عن قلاع طريق حورس الحربي القديم بين مصر وفلسطين الذي بدأ العمل به منذ عام 1986". وأكد حواس أن البعثة عثرت للمرة الأولى على نقش للملك تحتمس الثاني (1516 - 1504 قبل الميلاد) مما يشير الى أنه قام بتشييد منشآت حربية في هذه المنطقة الى جانب العثور على بقايا قلعة من عصر رمسيس الثاني (1304 - 1237 قبل الميلاد) مشيدة على مساحة 500 متر طولا وبعرض 250 مترا". وكان قد تم الكشف في نفس المنطقة العام الماضي عن أثار موجات المد المعروفة باسم تسونامي والتى ضربت الشواطىء الشرقيةوالجنوبية لحوض البحر المتوسط عام 1530 حيث غطت مياه البحر شمال مصر وكل فلسطين والأردن وشمال السعودية إثر انفجار بركان جزيرة ثيرا اليونانية والتي رأى بعض علماء مصر أنها توضح بعض مظاهر الطبيعة التي رافقت الخروج اليهودي من مصر. ومن جهته صرح رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري محمد عبد المقصود أن البعثة "عثرت أيضا في هذا الموقع على أضخم وأول معبد يعود الى عصر الدولة الحديثة شيده رمسيس الثاني". وقال عبد المقصود إن المعبد "يضم أول نقوش عثر عليها لرمسيس ولوالده سيتي الأول بالإضافة الى جدارية تصور الاله حورس الذي شيد المعبد خصيصا له و ذلك بجانب الإشارة الى الهة أخرى نقشت صورها على اكتاف العتب في المعبد" ، أشار الى أن "المعبد شيد فوق إحدى القلاع التي بنيت في عصر الأسرة ال 18 حسب ما أظهرت الحفريات". واستخدمت قلعة رمسيس الثاني التي تعتبر أكبر القلاع التي عثر عليها حول المدينة المكتشفة كمقر لقيادة الجيوش المصرية على طريق حورس الحربي منذ عصر الدولة الحديثة (1569 - 1081 قبل الميلاد) حتى العصر البطلمي (305 قبل الميلاد الى 31 ميلادية). وبلغ سمك جدران القلعة 13 مترا كما أنها تحوي أبراجا وصل ارتفاعها فوق الأسوار 4 أمتار وطولها 20 مترا حيث تصل مساحتها الى 1115 فدانا في حين كنا نعتقد أنها مجرد قلعة كبيرة على طريق حورس الحربي في بداية الكشف عنها". وكانت المدينة مشيدة على ضفتي الفرع البيلوزي (الفرع الشرقي من فروع النيل الستة التي كانت تصب في البحر في تلك الفترة التاريخية) وكان يصل في ما بينها قنطرة شيدت فوق النهر وكانت محمية ببوابات حصينة على الضفة الغربية للمدينة. وعثر أيضا على مخازن للغلال والأسلحة والعربات الحربية مقامة على مساحة 3000 الاف متر مربع بجدران سميكة وتحيط بها أفران وعثر بالقرب منها على اختام وأواني فخارية يحيط بها مجتمعة سور ضخم يشكل تحصينا إضافيا لها. يشار الى أن حماية الحدود الشرقية لمصر شكلت أهم نقاط استراتيجية الأسر المصرية الحاكمة خصوصا وأنها شكلت طريق الغزاة الى مصر مثل الغزو الهكسوسي لها في العصور القديمة والغزو الفارسي واليوناني والروماني. واستخدم طريق حورس الحربي لإقامة الإمبرطورية المصرية في عصر الدولة القديمة في حملة القائد وني في عصر الملك بيبي الأول من الأسرة السادسة وحملة تحتمس الأول من الأسرة 18 الذي وصل بحملته الى جنوب العراق مشيدا الأمبرطورية المصرية في أسيا التي وصلت الى أوجها في عصر تحتمس الثالث وانحسرت في عصر إخناتون وخلفائه. يذكر أنه تم الكشف عن 5 من القلاع ال 11 التي يتشكل منها طريق حورس الحربي وهي ثارو وتل البرج و المعروفة بقلعة عرين الأسد وتل الحير (مجدول) وبئر العبد والخروب قرب العريش. (ا ف ب)