رسائل المسئول الإيطالى خلال زيارته للقاهرة، عقب تفجير القنصلية يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الإثنين وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، الذى يزور القاهرة فى أعقاب حادث التفجير الذى تعرض له مبنى القنصلية الإيطالية القديم بمنطقة وسط القاهرة.
فيما إعتبر الخبراء أن تلك الضربة هدفها إرهاب إيطاليا قبل مصر؛ لإيقاف جهودهما فى دعم الجيش الليبى فى مواجهة جماعات التطرف الداعشية فى ليبيا، والتى تصدر الإرهاب عبر الحدود الغربية إلى مصر، فيما رأى أخرون أن القاهرةوروما بصدد تشكيل تحالف "أورو متوسطى" لمحاربة الإرهاب فى ليبيا بقيادة مصر وإيطاليا ودول أخرى.
فى البداية قال أكد الكاتب الصحفى والمحلل السياسى مجدى الدقاق، رئيس تحرير مجلة أكتوبر سابقا، إن العلاقات بين مصر وإيطاليا قوية ومستمرة، لافتا إلى أن زيارة المسئول الإيطالى ولقاءه بالرئيس السيسى، لها أهمية خاصة فى هذا التوقيت، حيث تأتى فى أعقاب الحادث الإرهابى الذى إستهدف المبنى القديم للقنصلية الإيطالية.
وأوضح الدقاق أن تلك الجريمة الإرهابية كان لها هدفين، الأول هدف أمنى، وهو محاولة تشويه الوضع الأمنى فى مصر، وإظهار فشل السلطات فى تأمين السفارات والمبانى التابعة للبعثات الخارجية، وتأمين منطقة وسط البلد المزدحمة والحيوية.
وهدف أخر سياسى وهو الإنتقام من إيطاليا نظرا لدورها، بالتعاون مع مصر فى دعم الجيش الليبى الوطنى، للتصدى لعصابات المتأسلمين التابعة لتنظيم داعش الإرهابى، وجماعة فجر ليبيا وغيرها.
وعن أهم الملفات على أجندة لقاء الرئيس المصرى بالوزير الإيطالى قال الكاتب والخبير السياسى، إنه فى مقدمتها يأتى التنسيق بين القاهرةوروما، فى مجال مواجهة الإرهاب، الذى يجند شباب أوروبا، ثم يعود ليتسلل إليهم عبر البحر المتوسط، وهو ما حذر منه الرئيس السيسى، وأصبح العالم حاليا مهتم بالإستفادة من التجربة المصرية فى مواجهة الإرهاب والفاشية الدينية.
وأضاف أن إيطاليا منشغلة أيضا مثل باقى الدول الأوروبية، بملف الهجرة غير الشرعية، إلى جانب دور مصر فى إحياء عملية السلام والمباحثات الفلسطينية الإسرائيلية، بوساطة فرنسية أوروبية.
وشدد رئيس تحرير مجلة أكتوبر الأسبق، على أهمية العلاقات الإقتصادية والدبلوماسية بين القاهرةوروما، مؤكدا على أن إيطاليا من الدول التى لها إستثمارت ضخمة فى مصر، ونتوقع أن تكون لمشروعاتها مساهمات كبيرة فى الكيانات الإقتصادية العملاقة، وفى مقدمتها مشروع محور تنمية قناة السويس، كما أنها تدرك دور مصر فى المنطقة كدولة محورية تقود عملية السلام، كما تقود الحرب على الإرهاب.
ومن جانبه قال الدكتور مجدى مرشد نائب رئيس حزب المؤتمر والمتحدث الرسمي للحزب علينا ألا نغفل أيضا أهمية حديث رئيس وزراء إيطاليا فى حواره مع قناة الجزيرة، ردا على العملية الإرهابية التى إستهدفت مبنى القنصلية الإيطالية بالقاهرة، وإعلانه أن مصر دولة قوية وإعتزازة بعلاقته وعلاقة بلاده بالقاهرة، وبالرئيس السيسى ومساندة روما لنا فى حربنا ضد الارهاب.
وأشار مجدي، إلى أن تلك التصريحات حملت رسائل، لها أكثر من دلالة غاية فى الأهمية، موضحا أن أهم هذه الدلالات، أولا نجاح الرئيس السيسي وسياسته الخارجية فى تغيير وجهة نظر معظم الدول الغرب الأوربية وتفهمهم لحقيقة الأمور فى مصر، وثانيا فشل محاولات الإخوان فى استخدام لعبة المظلومية فى التأثير على الرأى العام الخارجى بعد أن إتضحت الأمور، وثالثا إدراك الغرب لمدى بشاعة الارهاب وخطورته، واقتناعه بوجوب مجابهته ومحاربته والقضاء عليه.
وأكد نائب رئيس المؤتمر أن رد رئيس وزراء إيطاليا يعد رسالة إيجابية جداً لمصر وقائدها، فيما تعد سلبية جدا لأعداء مصر وحلفاؤهم.