"عيش حرية عدالة اجتماعية"، كانت أولى الهتافات التي سمعها "عم سيد" وظلت راسخة في عقله ووجدانه حتى يومنا هذا، فمنها استنشق أول أنفاس الحرية، الذي كان بالكاد يتذكر إحساسه ومذاقه داخل النفس ، ومن "عيش حرية عدالة اجتماعية"، إلى "الشعب يريد إسقاط النظام"، إلى قنبلة خطاب التنحي الشهير، في الحادي عشر من فبراير، بصوت اللواء الراحل عمر سليمان، وصولًا لانتخابات واشتباكات وفض اعتصامات، يظل "عم سيد" هو الشاهد على العصر. فمنذ ذلك التاريخ الشهير وهو 25 يناير عام 2011 الذي استيقظ فيه عم سيد الرجل الطيب ، ذو الملامح السمراء، والتجاعيد المرسومة التي تحكي حدوتة لكل زمن، ليصبح أشهر بائع جرائد شاهد على أهم وقائع في كتب التاريخ الحديث، حيث أنه بات مرافق دائم لصوت الرصاص، ولصراخ المصابين، ولرائحة قنابل الغاز، التي باتت صديقة غير مرغوب فيها على الإطلاق . كما أن الرماد المتطاير من حرق كتبه وجرائده، صعد إلى السماء ومعه قصص وحكايات من قلب تلك الاشتباكات الشهيرة في شارع محمد محمود . وأخيرا تمنى عم سيد من موقعه الشهير في الشارع الأشهر، بأن تمطر السماء عيش وحرية وعدالة اجتماعية، كالذي سمعه صباح يوم الثورة، وأن يتم القصاص لكل شهيد وصاحب حق.