رحل الأمير سعود الفيصل وزيرخارجية السعودية السابق عن عالمنا أمس الخميس، تاركا إرثا ثمينا وثريا من المواقف النبيلة، والقرارات الشجاعة، وتاركا جيلا من الدبلوماسيين السعوديين والعرب، تعلموا فى مدرسته كيف تكون الوطنية والعروبة، وكيف تحقق الدبلوماسية الهادئة الأنيقة أهداف الأمم، وتنتصر لمصالح الدول، بقوة الحق والحجة وبفصاحة اللسان و قبلها حصافة الرأى. فى البداية قال السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، ورئيس إتحاد المستثمرين العرب، إن مواقف سعود الفيصل تجاه مصر، ليست قاصرة على رحلته إلى باريس عقب ثورة 30 يونيو مباشرة، رغم التأكيد على أنه بمجرد سفره نجح فى إيقاف المد المضاد لمصر فورا، مشيرا إلى أن تلك هى السياسة السعودية الراسخة، والتى تنجح دائما بفضل جاذبيته وشخصيته المتميزة والمحبوبة والمقدرة من الجميع.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن فضل سعود الفيصل طوال عهده الذى إستمر حوالى 40 عاما، هو أنه خلق الدبلوماسية السعودية خلقا، لافتا إلى أن السفراء فى الماضى كانوا يختارون من أبناء الباشوات" والناس اللى بتلعب إسكواش"، ولكن الفضل الأول فى تحديث وتطوير الدولة ككل، يرجع للملك عبدالله رحمه الله، منذ أن كان وليا للعهد.
كما أنه قاد سياسة للتحديث والتنمية البشرية بشكل رائع، وطبق سعود الفيصل هذه السياسة وهو وزير حيث إعتمد على تدريب وتعليم الشباب السعوديين فى الخارج، وفقا لأحدث وأرقى نظم التعلم وتدريب الكوادر الدبلوماسية فى العالم، وهو ما حقق طفرة فى مستوى الدبلوماسية السعودية والعربية، على غرار محمد على حينما قرر بناء دولة مدنية حديثة، من خلال الإهتمام بالتعليم والتنمية البشرية وإرسال البعثات للخارج.
وأوضح رئيس إتحاد المستثمرين العرب إنه يحترم فى الأمير الراحل دبلوماسيته الهادئة الواثقة، حيث كان ينتمى لمدرسة الدبلوماسية الهادئة القوية بالحجة، وهى أرقى مدارس الحوار، لأن الصوت المرتفع دليل على ضعف الموقف.
وشدد الخبير الدبلوماسى على أن الملك عبد العزيز أل سعود رحمه الله، أوصى جميع أولاده وأبناء أسرته، بالتحالف مع مصر، لافتا إلى أن التحالف العظيم الذى جمع بين الملك فيصل والرئيس السادات، خلق جيلا من المصريين والسعوديين يدركون قيمة التحالف بين هاتين الدولتين تحديدا، وإستمرت العلاقات تقوى وتزداد تقاربا حتى الأن.
وأوضح بيومى أن الأمير الراحل سعود الفيصل، كان صديقا شخصيا قريبا للغاية للسيد عمرو موسى، وكانت علاقتهما أقوى من علاقة الأخوة والصداقة، مشددا على أهمية تلك الدبلوماسية الأنيقة فى تحقيق التقارب وتعزيز الروابط والعلاقات الحقيقية بين الدول.
ومن جانبه نعى الربان عمر المختار صميدة رئيس حزب المؤتمر سمو الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية السابق متقدما بخالص التعازى نيابة عن كل قيادات وأعضاء الحزب وقواعده، للملكه العربيه السعوديه شعبا وقيادة فى وفاة المغفور له، كما تقدم رئيس المؤتمر بخالص عزاءه لجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين فى الفقيد الكبير.
وأكد رئيس المجلس القومى للقبائل العربية والمصرية أن الأمة العربية خسرت قطباً سياسياً ودبلوماسياً كبيراً نادراً تكرار وجوده، وقال صميدة إن الفيصل رحمه الله، هو رجل وقف بجانب مصر ولا ننسى رحلاته المكوكيه لدعم مصر خارجياً عقب ثورة 30 يونيو مباشرة، من أجل شرح ما حدث بمصر من ثورة للعالم الغربى ، مشيراً إلى عظمة المواقف العروبية والقومية التى تنير تاريخ الفقيد.