خلصت المشاورات التي أجراها المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مع الحكومة الشرعية والأطراف الأخرى المعنية بالأزمة، إلى إقرار هدنة بدت هشة، بالنظر إلى التحفظات التي أبدتها المقاومة وممثلو القبائل في الميدان. وقالت الأممالمتحدة أمس نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إنها تتوقع أن تبدأ اليوم هدنة إنسانية غير مشروطة في اليمن لمدة أسبوع من أجل السماح بتوزيع المساعدات الإنسانية اللازمة، وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون «يتطلع إلى التزام كل أطراف الصراع ببدء هدنة إنسانية غير مشروطة عند الساعة 23:59 بالتوقيت المحلي وحتى نهاية شهر رمضان». بدوره، صرح وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، بأن الهدنة التي أعلنتها الأممالمتحدة «هي دعوة منهم، وليست من الحكومة اليمنية». وقال ياسين: «إن على الأطراف المتحاربة على الأرض، أن تلتزم بالهدنة وعدم إعاقتها، وأولهم الحوثيون وحلفاؤهم»، مضيفا أن الحوثيين وحلفاءهم من أتباع صالح، قدموا ضمانات «غير واضحة» للمبعوث الأممي. وتابع قائلا: «اليوم كان هناك قصف على مدينتي عدن وتعز، من قبل الميليشيات الحوثية، وأتباع الرئيس المخلوع صالح بالصواريخ (الكاتيوشا)، والمقاومة الشعبية تتجه للعمل في الدفاع عن أراضيها». وأكد وزير الخارجية اليمني أن الحكومة اليمنية ليست ضد أي هدنة إنسانية، بل إن هدفها الأساسي هو إغاثة الشعب اليمني، وإنما نشدد على ضرورة ألا يستغل الحوثيون هذه الهدنة من أجل انتشار قواتهم وتعزيز مواقعهم. وذكر ياسين أن الهدنة ستستمر إلى نهاية شهر رمضان «وفي حال ظهور جدية في التعامل من قبل الحوثيين وحلفائهم، ربما ستمدد». من جانبه، قال المتحدث باسم قيادة مجلس المقاومة في عدن علي الأحمدي إن الهدنة التي يتم التشاور حولها حاليا، لا تعني المقاومة في حال استمر الحوثيون والمقاتلون الموالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح، متمركزين في المدينة، مشددًا على أن «مطلب المقاومة هو انسحاب القوات المعتدية بشكل كامل». كذلك، قال ممثلون عن القبائل اليمنية الموالية للشرعية، إن استمرار المواجهات العسكرية والدخول في مزيد من المعارك مهما كانت التبعات سيكون أفضل من القبول بهدنة تبقي على مكتسبات التمرد على الأرض كما هي دون تغيير. وقال عبد الواحد الواحدي شيخ منطقة الواحدي في محافظة شبوة، إن «القبائل قادرة على الصمود في المواجهات مع الميليشيات الحوثية المتمردة والقوات التابعة للرئيس السابق، وإنها (القبائل) انتصرت في الكثير من المعارك، وتمكنت من أسر المئات من عناصر القوات الباغية». في غضون ذلك، قالت مصادر سياسية يمنية في صنعاء، إن «القيادة العسكرية المشتركة» لميليشيات «الحوثي - صالح» أعدت خططًا لحشد مزيد من المتطوعين من المحافظات الشمالية ونقلهم إلى الجبهات بهدف السيطرة الكاملة على محافظتي مأرب وشبوة المنتجتين لكميات كبيرة من النفط والغاز. من جهة أخرى، دعا نائب رئيس الجمهورية رئيس الحكومة اليمنية المؤقتة خالد بحاح إلى «تدخل عربي سريع في اليمن»، وقال خلال زيارة له إلى عمان حيث أجرى محادثات مع المسؤولين الأردنيين، إن «الحرب في اليمن لم تعد حربا داخلية فحسب، وإنما أصبحت حربًا إقليمية لا بد من سرعة الحسم فيها». وأضاف بحاح خلال لقائه رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور أن «ما يجري في اليمن هو وجود ميليشيات بحاجة لأن تعود إلى جادة الصواب، ونحن نتمنى أن يكونوا جزءا من تكوين دولة يمن المستقبل».