تهديدات تتصاعد، وخطر يتنامى، ودائرة خوف تتسع لتشمل الجميع دون استثناء، من مشارق الأرض إلى مغاربها، ويدفع الجميع دون استثناء نحو ترسانة من القوانين والإجراءات التى تعلى من قيمة «الأمن» على قيمة «الحرية» تحت شعار واحد الحرب على الإرهاب. اننا بحاجة إلي تقوية جدار الصد ضد كل ما هو دخيل علي أفكارنا ومعتقداتنا القافية والروحية ودون أن يجيء ذلك علي حساب ضرورات استمرار انفتاحنا علي العالم وتوسيع مساحة الإطلال علي كل ما يجري حولنا لكي نأخذ منه ما يتفق مع مصالحنا ولا يتعارض مع عقائدنا التي لا تحظر التقاء الحضارات!
لابد أن نعترف بأننا نعاني منذ سنوات من أزمة فكرية وثقافية تفوق في مخاطرها حزمة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, وأن أحد أهم أسباب هذه الحزمة من الأزمات ليس بعيدا عن جوهر الأزمة الفكرية والثقافية التي تعاني منها الأمة منذ أن بدأت لعبة خلط الدين بالسياسة.
لقد آن الأوان لكي تفيق الأمة من غفلتها.. و ذلك لا يتحقق إلا بإعادة الاعتبار للفكر الصحيح والثقافة المستنيرة بدلا من الخواء الفكري والفراغ الثقافي و الدجل العقائدي الذي استشري وسمح للجهلاء والمغرورين أن يكون لهم صوت مسموع ومؤثر!
أن السبيل الوحيد لنهوض أي أمة يبدأ بتقوية جدران الثقافة والفكر علي أسس متينة وراسخة.. حتي يمكن توحيد الجهود باتجاه البحث عن حلول ناجحة للتحديات الثقافية والفكرية التي تدهمنا وأهمها التحدي المتعلق بكيفية المواءمة بين حتمية استمرار الانفتاح علي العالم.
وتطوير الأمن الوقائي لتقليل الخسائر في العمليات الإرهابية بقدر المستطاع, من اجل مجتمع أكثر أمانا واستقرارا لكل المصريين. ويجب عدم الاكتفاء بمواجهة الإرهاب بشكل أمني فقط, بل هناك ضرورة لاقتلاع جذور التطرف والإرهاب, فالمطلوب اتباع سياسات تساعد الدولة علي تجفيف منابع التطرف, ومواجهة الأسباب الحقيقية التي تخلق من المواطن البسيط شخصية متطرفة تعمل علي مهاجمة المجتمع ومحاولة تقويض نظامه.