وصف اللواء أركان حرب سمير بدوى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، تحركات ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان والتى شملت مؤخرا روسياوفرنسا، بالمحاولات السعودية الجادة للفكاك من أسر السياسة الأمريكية، وذلك لما اعتبرته السعودية فشلا أمريكيا فى حمايتها من الخطر الإيراني وكرد مناسب على التقارب الإيراني الأمريكي الذى تنظر إليه بعين القلق. وأضاف مستشار أكاديمية ناصر "للفجر" أن سياسة اوباما فشلت فى احتواء القلق والغضب الخليجي المتنامى نتيجة اتفاق لوزان بين السداسية الدولية وإيران حول برنامجها النووي فصلا عن الاتفاق التاريخى والنهائي إزاء ذات الموضوع المزمع التوقيع عليه نهاية يونيو الجارى، الأمر الذي افقد الإدارة الأمريكية مصداقيتها لدى الخليج على الرغم من قوة العلاقات التاريخية بينهم، مما دفع السعودية إلى البحث عن مصالحها بعيدا عن الفلك الأمريكي.
وأكد اللواء بدوى أن الفشل الأمريكي فى طمأنة دول الخليج دفع بالأقطاب الفاعلة فى الخريطة الدولية إلى استثمار ذلك الفراغ لصالحها وعلى رأس تلك الأقطاب روسياوفرنسا اللتين تنظرا إلى المنطقة العربية خاصة الدول ذات الثقل وعلى رأسهم مصر باعتبارها منطقة حيوية لتنمية نفوذها وباعتبار مصر الدولة المحورية التى ستفتح لهما المجال المنشود، فضلا عن الدور المتنامى للسعودية التى تمر بأزمات وتهديدات خطيرة فى التوقيت الحالي، وكان من أبرز المحطات فى ذلك الشأن صفقة طائرات الرافال بين الجانبين المصرى والفرنسى .
وحول لقاء الأمير محمد بن سلمان الرئيس الروسى فلادمير بوتين على هامش قمة بطرسبورغ الاقتصادية الأسبوع الماضى، قال اللواء بدوى إن ما تم الاتفاق عليه فى هذا اللقاء من حيث التعاون الروسى السعودى فى مجال التكنولوجيا النووية يمثل نقلة نوعية فى السياسة الخارجية السعودية وهو الرد المنطقي على ما تعتبره السعودية تسامح المجتمع الدولى مع البرنامج النووي الإيراني وعدم اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتقويض التهديدات الإيرانية المحتملة، مشيرا إلى أن السعودية عبر الاتفاق مع روسيا فى مجال التكنولوجيا النووية هو رد شديد اللهجة إلى الإدارة الأمريكية حيث لم تعد السعودية تنطلي عليها الوعود الأمريكية الكاذبة وأدركت أن إيران ليست أكثر من خدعة أمريكية .
وحول لقاء الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الفرنسى فرنساه اولاند، اليوم قال اللواء بدوى إن السعودية تبحث عن علاقات متوازنة مع كل الأطراف الفاعلة فى الخريطة الدولية بعيدا عن الهيمنة الأمريكية، خاصة مع دولة مثل فرنسا لها ثقل سياسى ولها شخصيتها المستقلة وتوجهاتها المتقاربة مع الرؤى العربية وأحد الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن ومتقدمة فى مجال صناعة الأسلحة، موضحا أن فى المقابل تنظر فرنسا للسعودية باعتبارها دولة مهمة فى محيطها تتطلع إلى اتخاذ كافة التدابير والإجراءات لحماية أمنها القومى المهدد الآن، ومن ثم فإن آفاق التعاون السعودى الفرنسى رحب ومنتظر مزيد من التعاون فى مجالات عديدة .
واختتم اللواء بدوى حديثه قائلا : أصبح للسعودية شخصيتها المستقلة وقراراها النابع من حساباتها الخاصة وعلى رأسها حماية أمنها القومى ومن الصعب تصور احتواء الإدارة الأمريكية لتلك التحركات فى دلالة جديدة على سوء سياسات الإدارة الأمريكية.