"للكبار فقط" زاوية يقدمها الفجر الرياضي كل أربعاء تناقش قضية رياضية مع أصحاب العقول الراقية... لا يغفل أحد أن الحدث المسيطر على الساحة الكروية في مصر، هو صراع الصفقات الجديدة التي يستعد كل فريق لإبرامها في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، ولكن الصراع له مذاقاً خاصاً بين الناديين الأكبر الأهلي والزمالك. موسم الانتقالات في العالم كله يجذب الجميع بإثارته، ولكن هنا في مصر يختلف الوضع قليلاً فهو مثير ولكن مع لاعب يوقع لناديين وأحياناً لثلاثة.. مع نادي يدخل في صفقة لمجرد رفع السعر على منافسه، وإن حدث وتعاقد مع اللاعب فيكون لمجرد حرمان المنافس من خدماته. في السنوات الأخيرة كان الأهلي مسيطراً على موسم الانتقالات، فهو ملاذ كل اللاعبين "فلوس جاهزة وشهرة واستقرار"، لذلك خطف الأهلي معظم الصفقات من الزمالك فالجميع يتذكر محمد ناجي "جدو" مهاجم الاتحاد السكندري السابق وكيف خطفه الأهلي من الزمالك والأمثلة كثيرة. فترة الانتقالات الماضية الأمر اختلف كثيراً، فالزمالك حقق لأول مرة منذ سنوات مراده من معظم الصفقات التي دخل فيها الأهلي منافساً، وتعاقد مع 18 صفقة دفعة واحدة. هذا ما حدث في فترة الانتقالات الماضية، ولكن ماذا يحدث لفترة الانتقالات المقبلة؟ الأهلي دخل في مفاوضات لضم صالح جمعة فانبرى الزمالك في مخاطبة اللاعب وناديه إنبي، رغم أن اللاعب أعلن رغبته في الأهلي ولكن الزمالك يتواجد بالصفقة رغم عدم الحاجة الملحة لخدماته.. ولكن هذا ما فعله الأهلي مع الزمالك فترة الانتقالات الماضية، فهل باتت "خد وهات"؟ لا ينكر أحد أن صراع الأهلي والزمالك يمثل متعة وإثارة في كل فترة انتقالات، ولكن إلا من الممكن أن يتفق الأهلي والزمالك اتفاق "جنتل مان" على عدم دخول في صفقة لا يحتاجها والمنافس في حاجة لها مع الوضع في الاعتبار المعيار السوقي للاعبين؟ أسعار اللاعبين في مصر وصلت لمرحلة الخطر، فلا يوجد لاعب في مصر يساوي كل هذه الملايين في ظل تقراب المستوى الرهيب بين كل اللاعبين في جميع الأندية إلا أصحاب المواهب الخاصة الذين يستحقون التمييز، ولكن 80% من لاعبي مصر لا يختلفون عن بعضهم! إلى الأهلي والزمالك.. "ما دمت لا تحتاج للصفقة وفريقك يمتلك لاعب أو أكثر مثله.. فدع منافسك يحصل عليه أو على الأقل إذا كنت تريده، فتفاوض بالمعيار السوقي ولا تخلق سوقاً جديداً".