تناولت صحيفة كوميرسانت" الاجتماع الطارئ، الذي عقد في باريس بحضور 20 دولة عضوة في الائتلاف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة المكرس لوضع استراتيجية لمواجهة "داعش". جاء في مقال الصحيفة: الائتلاف الدولي لم يجد الوسائل اللازمة لمواجهة "داعش"، فعلى خلفية تواصل تقدم مسلحي التنظيم في العراق، ناقش ممثلو 20 دولة عضوة في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في الاجتماع الطارئ الذي عقدوه في باريس، استراتيجية الوقوف بوجه المتشددين. كشف هذا الاجتماع الطارئ عن وجود خلافات جدية بين المشاركين في الاجتماع، لذلك لم يتوصلوا الى اتفاق بشأن الخطوات الواجب اتخاذها لتحييد انصار "الجهاد العالمي". انعقد هذا الاجتماع برئاسة وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ورئيس وزراء العراق حيدر العبادي بعد ايام على سيطرة " داعش" على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبارالعراقية، التي تبعد حوالي 100 كلم عن العاصمة بغداد. انطلاقا من هذا اتهم العبادي دول الائتلاف بعدم اتخاذ الاجراءات اللازمة وعدم ادراكها للأوضاع. وقال "يجب على بلدان الائتلاف القيام بنشاط سياسي كبير. نحن نريد ان نستوضح لماذا هذا العدد الكبير من الارهابيين من العربية السعودية ودول الخليج ومصر والبلدان الأوروبية. إذا كانت المسألة ترتبط بالوضع السياسي في العراق، لماذا يقاتل الأمريكيون والفرنسيون والألمان في العراق". من جانبه قال بروفيسور قسم الدراسات الدفاعية في كلية لندن الملكية، رود تورنتون، "ان قوة "الدولة الإسلامية" تكمن في أولا- إنها تمكنت من جمع قوة كبيرة مدربة وفعالة ومسلحة جيدا. القسم الأكبر من هذه الأسلحة استولت عليها او سرقتها من القوات النظامية في سورياوالعراق. ثانيا – إنها تملك وسائل واساليب متطورة لكسب انصار جدد، على استعداد لتحقيق مشروع ما لإعادة بناء العالم. وهذه فرصة للتضحية بالنفس من أجل المذهب والدين من جانب ومن جانب آخر هي فرصة للفقراء لكسب المال. وأخيرا هي بالنسبة للشباب المهمش في الغرب فرصة للبحث عن مكانه في الحياة". يتفق المحلل السياسي ناصر بن غيث من الامارات العربية مع هذا الرأي ويقول ""الدولة الإسلامية" تدهش الجميع. ولفهم هذه الظاهرة من الضروري يجب ان نميز بين "الدولة الإسلامية" كمنظمة وبين "الدولة الإسلامية" كأيديولوجيا. ان القوة الرئيسية ل "الدولة الإسلامية" لا تكمن في إمكانياتها التنظيمية، أو باستراتيجيتها العسكرية الصحيحة، بل في شعاراتها التي تجذب الكثيرين، الداعية الى مقاومة الاستبداد والظلم في العالم. هذا يسمح لها بكسب انصار جدد من مختلف البلدان، بحيث اصبحت حركة عالمية". ويضيف ناصر بن غيث "يمكن مقارنة "داعش" بالحركة النازية في أوروبا، التي جذبت في حينها ليس فقط الشباب الألماني بل والقسم الأعظم من النخبة الألمانية، لذلك تحولت من حركة راديكالية صرفة الى بناء امبراطورية جديدة". أما بروفيسور قسم التاريخ في الجامعة الروسية للعلوم الإنسانية، غريغوري كوساتش، فيلفت النظر الى:" اننا نلاحظ في الشرق الأوسط ازمة شاملة للأنظمة الحاكمة، حيث ينظر الى النخبة الحاكمة على انها فاسدة، وخرجت عن قواعد الشريعة، وانها متواطئة مع المصالح الأمريكية والاسرائيلية. فمثلا كتب على العلم العراقي "الله أكبر" ولكن للعديدين لا يوجد شيء مشترك بين سياسة حكومة بغداد وهذا الشعار. وحسب رأيه، ان مسألة مكافحة المتطرفين أمر صعب، ويقول: "الوسائل العسكرية تجلب نجاحات مؤقتة، ولكن للقضاء على هذه المشكلة لا بد من اعادة بناء الأنظمة السياسية والحياة الاجتماعية في البلدان العربية، وهذا ما لا تعترف به الأنظمة الحاكمة. وهذا يعني ان "داعش" ستبقى قوة من الصعوبة وقفها".