كشف تقرير نشرته صحفية "لابراس" الكندية، عن معلومات شديدة الخطورة، حول نشاط الجماعات والمراكز الإسلامية، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين فى كندا، وكيف تحولت إلى معامل لتفريخ الشباب المتطوعين، للإنخراط فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى.
وأشارت الصحيفة إلى أن أبرز تلك الكيانات هو "مركز الصحابة"، الذى يديره عادل الشرقاوى، الذى كان عضوا فى الجماعات الإسلامية المغربية فى شبابه، ثم هاجر إلى كندا، وتم إتهامه عام 2003 بالتورط فى تفجيرات الدار البيضاء بالمغرب، ثم تفجيرات العاصمة الإسبانية مدريد عام 2004.
والجدير بالذكر، أن الشرقاوى تم إعتقاله فى كندا لمدة عامين على خلفية إتهامه بدعم وتمويل الإرهاب، ورحلاته إلى باكستان وعلاقاته بالجماعة الإسلامية هناك.
وفى سياق متصل كشفت التقارير عن علاقة عادل الشرقاوى، بالمصرى سلام المنياوى، المقيم أيضا فى كندا، ومؤسس المجلس الإسلامى فى كندا، الذى إستقر هناك عقب هروبه من مصر عام 1980، ووجهت له السلطات الكندية أيضا تهمة، تهريب قطع ومكونات تدخل فى إطار الصناعة النووية من كندا إلى باكستان.
والأخطر أن المخابرات الكندية رفضت رفع السرية عن الوثائق التى تملكها، والتى تكشف تورطه فى أنشطة إرهابية، خشية الإضرار بالجهاز، و بأجهزة مخابرات لدول كبرى، تحصل على معلوماتها، وتنفذ أهدافها، عن طريق عملاء مزروعين داخل التنظيمات الإسلامية.
فى البداية علق الكاتب الصحفى والمؤرخ حلمى النمنم، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، على تلك المعلومات، مؤكدا أن المشروع الغربى الأمريكى الأوربى فى المنطقة العربية قام أساسا بهدف إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين، الذى صدر به وعد "بلفور"، وكان لتمرير المشروع الصهيونى القائم على إقامة دولة دينية لليهود، لابد من إقامة دويلات دينية للمسلمين.
ومن ثم دعمت أجهزة المخابرات البريطانية والألمانية ثم الأمريكية والكندية قيام التنظيمات المتطرفة، لتكون أداة لتقسيم الدول العربية طائفيا ومذهبيا، ووفرت بيئة حاضنة لقياداتها الهاربين من مواطنهم، بهدف إختراق وتوجيه الكيانات نفسها، وإستغلالها فى التجسس على دولها، لصالح الدول الغربية.
وأضاف النمنم إنه لذلك وفى عام 1947، الأممالمتحدة أصدرت قرارين للتقسيم، الأول لتقسيم فلسطين، والثانى لتقسيم الهند، إلى الهندوباكستان، بحيث تكون باكستان دولة للمسلمين فقط، وأن تكون إسرائيل دولة لليهود فى فلسطين، بحيث لو إعترض المسلمين، يقولوا لهم" لقد أقمنا لكم دولة فى باكستان".
ولنفس السبب تم السماح لباكستان بإمتلاك القنبلة النووية، فى مقابل غض الطرف عن النشاط النووى لإسرائيل، ومن ثم ليس غريبا أن المتأسلمين فى الغرب، ساعدوا باكستان فى نشاطها النووى، برعاية أجهزة المخابرات نفسها.
وأوضح المؤرخ والمفكر السياسى، أن يوسف ندا القيادى بالتنظيم الدولى للإخوان، ومسئول ملف التمويل، ورئيس بنك التقوى الشهير، المقيم فى سويسرا هو أحد مؤسسى الجمعية الإسلامية فى أمريكا الشمالية، التى ترأسها رجل أعمال يدعى سيد سعيد، بدأ نشاطه فى مجال المطاعم الحلال، ومكاتب تزويج المسلمين المقيمين فى أمريكا الشمالية، ومن خلال هذه الأنشطة والخدمات الإجتماعية توغل أعضاء التيارات الإسلامية فى المجتمعات الغربية، وسيطروا على الأسر وأبناءها منذ طفولتهم حتى شبابهم.
وأشار النمنم إلى أن تلك الجمعية أنشأت فيما بعد كيانات عديدة، من بينها الجمعية الطبية الإسلامية وإتحاد العلماء والمهندسين المسلمين، ومنظمة الوقف الإسلامى لأمريكا الشمالية، وجمعية المعلم المسلم، ومؤسسة الأوقاف الإسلامية.
ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، و رئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية بالمركز القومى لبحوث الشرق الأوسط، إنه تم إستبدال إسم جماعة الإخوان فى كندا بمصطلح الحركة الإسلامية.
مشيرا إلى أن جماعة الإخوان فى مصر ظلت تنكر علاقاتها بهذه الكيانات، حتى عام 2003، وبعد أحداث 11 سبتمبر، قامت السلطات الأمريكية بتفتيش منازل قيادات المؤسسات الإسلامية هناك، وعثروا فيها على وثائق تحمل خطة العمل والمذكرة التفسيرية لتنظيم الإخوان داخل أمريكا.
وكشف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية عن أسماء بعض مؤسسى الجماعات المتأسلمة فى الولاياتالمتحدةوكندا، ومن بينهم محمد رشدان الأمين العام لإتحاد الطلاب المسلمين، ومؤسس الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، والفاروقى وهو إخوانى فلسطينى هاجر إلى كندا، وجمال الدين عطية المتخصص فى البنوك الإسلامية، وهناك أيضا خورشيد أحمد قائد الجماعة الإسلامية فى باكستان، وأحمد العسال رئيس الجماعة الإسلامية الدولية فى إسلام أباد.
وأوضح فهمى أن هؤلاء إلتقوا مع يوسف ندا فى منزله، وعقدوا عدة إجتماعات ومؤتمرات أسفرت عن تأسيس المعهد العالى للفكر الإسلامى، واصفا هذا المعهد بأنه من أهم مراكز تفريخ الدعاة، وغرس الأفكار المتطرفة لدى الشباب الأمريكى والكندى والأوروبى، من ذوى الأصول العربية والمسلمة.
وأكد الخبير السياسى على أن هؤلاء أسسوا أيضا الجماعة الثقافية فى الولاياتالمتحدةوكندا، وزعموا أنها تهدف لنشر وتعميق الثقافة الإسلامية، ثم تبين أنها تدرس للطلاب فقه وفتاوى الجهاد، وكتب سيد قطب وبن لادن، كما قامت بتنظيم معسكرات طلابية حاشدة، كلها كانت نواة لتدريب الشباب على ما يسموه بالجهاد الإسلامى.
ومن منظمات تفريخ الجهاديين أيضا هناك الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية وجمعية الشباب العربى المسلم والمجمع الفقهى لأمريكا الشمالية، وجمعية رجال الأعمال المسلمين، المنوط بها تمويل الأنشطة وتحويل الأموال للخارج.
لافتا إلى أن مؤسسة " الأرض المقدسة" التابعة لحركة حماس، والتى كان مقرها فى الولاياتالمتحدة، أغلقتها إدارة جورج بوش، عام 2001، لينخرط معظم أعضاءها وقياداتها ضمن كيانات أخرى أبرزها الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، وإتحاد الطلاب المسلمين.