إخوان كندا هم الحلقة الأقوى فى التنظيم الإرهابى.. والفرع تأسس على يد الأخوات كندا هى المقر البديل للتنظيم الدولى.. وبها المئات من النقاط الآمنة التى احتمت بها الجماعة فى الستينيات هرباً من عبدالناصر مزيد من الحصار والعزلة يواجهان الجماعة المحظورة وتنظيمها الدولى حاليًا، فحلفاؤها على مستوى العالم بدأوا فى التخلى عنها واحدًا تلو الآخر بعد حوادث الإرهاب الأخيرة التى شهدتها مصر، وخشية أن تنتقل تلك العمليات إلى أراضيها، وهو الأمر الذى دفع الحكومة الكندية لتشكيل لجنة للتحقيق فى أنشطة الإخوان داخل أراضيها بهدف التأكد من مدى توافقها مع القانون، بعد ورود معلومات تفيد بارتباك الجماعة بمنظمات إرهابية تجند الشباب الكندى للسفر إلى سوريا للقتال هناك، ومن ثم العودة إلى البلاد مرة أخرى محملين بالأفكار المتطرفة.
أثناء زيارته للقاهرة، أعلن بوب ديشيرت الأمين البرلمانى لوزير العدل والمحامى العام الكندى، أن بلاده دعمت ولا تزال تدعم جهود الحكومة المصرية لمكافحة الإرهاب فى سيناء، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى لن يقف وحيدا فى حربه ضد الإرهاب، وهو الأمر الذى دفع التنظيم الدولى للقلق، خاصة أن هذا الإجراء قد يضر بالمخططات التى وضعت للضغط على مصر خلال الفترة المقبلة. ويقول القيادى الإخوانى المنشق محمد الشريف، إن لجماعة الإخوان جذورًا داخل كندا لن تنتزع بسهولة، فيكفى أنها المقر البديل للتنظيم الدولى وبها المئات من النقاط الآمنة التى احتمت بها الجماعة فى أواخر الستينيات هرباً من نظام عبدالناصر، ما يؤكد صعوبة اقتلاع الإخوان من هناك بعكس ما تخيله المحامى العام الكندى، خاصة فى ظل وجود منظمة «إسنا» التى تعتبر الذراع السياسية لإخوان كندا، والذى استخدمته الجماعة للتحكم فى مفاصل المؤسسات على مدار السنوات الماضية، فمن خلاله تم تهجير عدد كبير من شباب التنظيم إلى هناك، كما أن هذه المنظمة وراء وضع مخطط التنظيم الدولى الذى يهدف إلى إحداث عملية إحلال وتجديد للمجتمع الكندى، واستبدال مقوماته وقوانينه بأخرى تسمح لإخوان كندا بالوصول إلى السلطة التشريعية من خلال أعضائها المجنسين بالجنسية الكندية، وهو المشروع الذى أقره إخوان كندا أواخر السبعينيات.
«الصباح» حاولت الإجابة عن السؤال الصعب، وهو كيف وصل الإخوان إلى مراكز صنع القرار الكندية؟ والآليات التى اعتمدوا عليها لتحقيق ذلك؟ ووفقاً للمعلومات التى حصلنا عليها من القيادى المنشق محمود الوردانى، فقد سهلت الجمعية الإسلامية بأمريكاالشمالية الكثير من مهام الإخوان، علاوة على التسهيلات التى حصلوا عليها خلال الفترة الماضية، من خلال الوساطة القطرية لدى السفير الكندى السابق لدى مصر للضغط على النظام المصرى لحين الإفراج عن قيادات الإخوان المحبوسين. ويتابع الوردانى تصريحاته قائلاً: «كندا تعتبر الدولة الحاضنة لنشاط الإخوان بجانب لندن، والتى تمثل الوطن البديل لهم، لما توفره من ترحيب ووظائف للمغتربين وغيره، وهو الأمر الذى استغله الإخوان وقاموا بتهجير العشرات من أبناء القيادات بحجة استكمال التعليم هناك، سعيًا لتشكيل قوة ضغط دولى على مصر من خلال تظاهر ذويهم أمام السفارة المصرية هناك.
تاريخ العلاقة بدأت العلاقة التاريخية بين الإخوان وكندا، بعد تأسيس الجماعة بسنوات قليلة حيث اهتمت جريدة الإخوان اليومية حينها، بالتركيز على الاحتفالات التى نظمتها الجماعة بكندا، وقد اقتصرت تلك الاحتفالات على الأخوات المسلمات واللائى كن يكملن دراستهن هناك، وقد كانت هذه الدراسة بمثابة النواة الأولى للتنظيم الدولى قبل أن يهاجر سعيد رمضان صهر مؤسس الإخوان حسن البنا، إلى المانيا ليؤسس التنظيم الدولى، وحينها أرسلت إحدى الأخوات برسالة إلى البنا تخبره بأنهم افتتحوا مدرسة لتعليم اللغة العربية للأطفال ومدافن خاصة بالمسلمين، ودعته إلى التبرع بمبلغ مالى لينشروا منهج الإخوان فى ربوع أوروبا. وهو الأمر الذى أكده عضو الرعيل الأول لجماعة الإخوان محمد الشريف، والذى تابع قائلاً: «تعتبر الرابطة الإسلامية لأمريكاالشمالية «إسنا»، وهو الاسم المختصر للجهة التى مولت ودافعت عن الإخوان، خاصة أن تأسيسها جاء بالتزامن مع عهد عبدالناصر أواخر الستينيات، حيث ارتبطت جماعة الإخوان والرابطة، بالعديد من المعتقدات والأفكار التى تسعى لتحويل أمريكا إلى أمة إسلامية، ورغم أن الهدف سامى، إلا أن المخطط الحقيقى كان تسكين قيادات الإخوان داخل مراكز صنع القرار- بحسب قوله». تأسيس الرابطة بعد قدوم المئات من الشباب المسلم إلى الولاياتالمتحدة للدراسة، وخصوصا فى جامعات غربية كبيرة فى الينويس، وإنديانا وميتشجن، أسست رابطة شباب المسلمين فى عام 1963.
وفى عام 1981 تحولت إلى الرابطة الإسلامية لأمريكاالشمالية، التى مولت فى حينه من قبل بعض الدول الإسلامية، والتى أسست جزئياً بدورها من قبل جماعة الإخوان، وتم تقديم الدعم لها من قبل قيادات التنظيم الدولى للإخوان، وفى مقدمتهم الشيخ يوسف القرضاوى، وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثانى، بالتعاون مع الأمانة العامة الإسلامية فى أمريكاالشمالية، والتى تسيطر على 80% من مساجد كندا، وهى السيطرة التى سهلت لجماعة الإخوان التحكم فى المساجد، وبالتالى نشر مناهجهم بعيداً عن عيون الأجهزة الأمنية، وقد اعتبرت المنظمة فى مايو 1991 واحدة من الجماعات الموالية للفكر الإخوانى.
ويتابع عضو الرعيل الأول للإخوان والمطلع على شئون التنظيم الدولى محمد الشريف، قائلاً: «تم عمل مجلس تنسيقى بعد زيادة عدد أعضاء الإخوان وانتشارهم فى عدد من المقاطعات وذلك للتنسيق فيما بينهم، وكانت كندا بمثابة رمانة الميزان لأوروبا قبل أن يقع الاختيار على لندن ليقيم بها مقر التنظيم الدولى الدائم وتم اختيار مسمى «الحركة الإسلامية» بدلاً من «الإخوان المسلمين»، لإبعاد شبهة ارتباط اسم الإخوان بأى حركات إرهابية ثم تكونت مجموعات طلابية من طلاب الإخوان المسلمين، ثم ما لبث هؤلاء الطلاب وغيرهم من المقيمين فى أمريكا أن استقروا بها وكونوا جماعة تحت مسمى «الجماعة الثقافية» التى تهدف إلى حفظ الهويات الثقافية والفكرية، لكن كان هذا ستاراً وحفظاً لهم من الاعتقال والتضييق حال أعلنوا انتماءهم لجماعة الإخوان». منظمة إسنا عقب توسع علاقات «إسنا» بالجماعات الإرهابية والمنظمات الإسلامية ذات الفكر المتشدد، اعتبرت «إسنا» فى مايو1991، واحدة من الجماعات الموالية فى التفكير لجماعة الإخوان والتى تهدف إلى تدمير أمريكا، وذلك فى مذكرة صادرة عن الإخوان المسلمين، بشأن الهدف الاستراتيجى العام للجماعة فى أمريكاالشمالية، كما اعتبرتها وزارة العدل الأمريكية منظمة متآمرة تجمع التبرعات لتمويل التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم واعتبارها واحدة من القنوات التى تمر من خلالها التيارات المتطرفة، حيث تصدر مجلة «آفاق إسلامية» التى تمجد فى الميليشيات الإسلامية المتشددة.
ولد فى شمال السودان عام 1965، ووالده كان أحد أهم الأئمة فى إفريقيا وكان مفتى السودان لسنوات، انتقل إلى الولاياتالمتحدة عام 1987 أكمل تعليمه الدينى فى التخصصات الإسلامية المختلفة، وهو باحث مقيم فى معهد المدينةالمنورة وعمل أستاذًا فى تفسير القرآن فى جامعة هوارد فى عام 1997، وأصبح المدير التنفيذى لجمعية المساحة التى تضم مساجد مدينة دالاس، أكمل تعليمه الدينى فى التخصصات الإسلامية المختلفة، وهو باحث مقيم فى معهد المدينةالمنورة وعمل أستاذًا فى جامعة هوارد فى عام 1997.
أقام عدة مشاريع خدمية مثل مشروع الأسر السلمية، والتوءمة السنوية للمساجد والمعابد اليهودية، ومؤتمر الأديان من العاصمة واشنطن ومبادرة الأديان بوكستون، وأقام شراكة مع الحاخام روبرت نوسانشوك لبناء الجسور بين المجتمعات الدينية داخل الولايات. بعد عشرة أيام من هجمات سبتمبر، أغضبه التعامل السلبى مع المسلمين هناك، وصرح لوسائل الإعلام قائلاً: «إننا لا يمكن أن نعتذر عن كوننا مسلمين فى هذا البلد»، وفى عام 2002 داهمت ال «أف بى آى» مؤسسته للاشتباه فى أنهم يقدمون الدعم المادى للإرهابيين، وبعد التحقيق معه خرج من مقر ال «إف بى آى»؛ حيث انتظرته حشود من المسلمين هناك، وصرح «هذه حرب ضد الإسلام والمسلمين»، ويشغل حاليًا منصب رئيس جمعية مسلمى أمريكاالشمالية «إسنا».
عبد الرشيد محمد
اعتنق عبدالرشيد محمد الإسلام فى 1974، بعد انضمامه إلى «أمة الإسلام»، وهى جماعة من المسلمين السود تنادى بالانفصال إلى جانب القومية السوداء، لكنه قرر فيما بعد أنه لا يريد الالتزام بفلسفة الجماعة المتطرفة، لكنه انجذب إلى ما سماه «تركيز المنظمة على المسئولية الفردية والمساعدة الذاتية».
وخلال فترة ارتباط محمد برابطة العالم الإسلامى، نشأت عن الرابطة مؤسسات خيرية كانت لها صلات بالقاعدة وبأسامة بن لادن.
وبدأ التواصل مع رابطة العالم الإسلامى والعمل معها بهدف تشكيل وتطوير حضور إسلامى فعال فى القوات المسلحة الأمريكية، مظهراً اهتماماً بالغاً بالمجلات والمنشورات الأخرى لرابطة العالم الإسلامى ومؤسسات مشابهة لدعم عمله الدعوى.
إنجريد ماتسون
كندية اعتنقت الإسلام، وتحمل شهادة الدكتوراه فى الدراسات الإسلامية، وهى ناشطة سياسية فى أمريكاالشمالية، ولدت فى مدينة أونتاريو ودرست الفلسفة فى جامعة واترلو، وحصلت على الدكتوراه فى الدراسات الإسلامية من جامعة شيكاغو، وتعمل كأستاذة للدراسات الإسلامية ومديرة مركز «ماكدونالد» للدراسات الإسلامية والعلاقات الإسلامية المسيحية فى معهد هارتفورد بولاية كونيتيكت، قضت فترة كمتطوعة فى باكستان لإغاثة اللاجئين الأفغان بين سنتى 1987 و1988، وانتخبت سنة 2001 كنائب رئيس، ثم كرئيس سنة 2006 للجمعية الإسلامية لأمريكاالشمالية، وهى واحدة من أبرز المنظمات الإسلامية فى الولاياتالمتحدة.
وعلى الجانب الآخر، أكد الخبير الأمنى اللواء محمد نور الدين ل «الصباح»، أن ما قامت به الحكومة الكندية هو إجراء محترم من قبل نظام يخشى على مستقبل بلاده من تنظيم إرهابى امتدت أذرعه لتنال من أمن وسلامة مصر، مطالبًا الجميع باتباع منهج كندا بإعلان الإخوان منظمة إرهابية.
فيما رجح الباحث فى الجماعات الإسلامية سامح عيد، أن يكون التنظيم الدولى قد استقبل التحقيقات الكندية بسعادة بالغة، خاصة أن التنظيم يوهم أعضاءه بأنهم يُحاربون من قبل الأنظمة الغربية الكافرة، وبالتالى فما يحدث حرب على الإسلام، وأن مثل هذه التحقيقات تقوى التنظيم أكثر مما تضعفه.