قال حازم حسن- رئيس مؤسسة حازم حسن KPMG للاستشارات المحاسبية - إن هناك حالة من التفاؤل تشهدها الشركات العائلية في مصر تجاه المستقبل, والتي تعكسها الاهتمام بطلب المشورة المهنية للتطوير والتأهيل لاستمرار الإدارة بين الأجيال القادمة, مما يمثل ظاهرة إيجابية تشهدها مصر تصب في صالح الشركات و الاقتصاد. وأضاف في كلمته ضمن المؤتمر الذي عقدته المؤسسة حول مستقبل الشركات العائلية تحت عنوان ( الشركات العائلية نشأت لتستمر )، إن اقتصاد أوروبا بدأ يشهد قفزاته المرتفعة عندما قررت الشركات العائلية الاستمرار للأجيال القادمة، ونبهت الحكومات إلى أهميتها على الاقتصاد فتدخلت لمساعدتها على حل مشاكلها ومساندتها على الاستمرارية لتنمو مع الوقت الكثير من الشركات العائلية في أوربا وتتحول إلي شركات عالمية, ولفت إلي أن الشركات العائلية في مختلف دول العالم نمت واستمرت مدعومة ببرامج الدعم المهني للأعمال العائلية التي في إمكانها مساعدة الشركات العائلية المصرية على الاستمرار والتطوير .
وأوضح حسن، أن المؤسسة بادرت بالاستجابة لرغبة الشركات العائلية التي طلبت التعرف علي إمكانيات التطوير والاستمرارية للأجيال القادمة، مشيرا إلى أن الشركات العائلية، تمثل أساس الأعمال وقاطرة التنمية .
حيث تفيد التقارير الدولية إلى أن 90% من الشركات في منطقة الشرق الأوسط شركات عائلية تساهم بنحو 80% من الدخل القومي وتشكل نحو 75% من نشاط القطاع الخاص , وتوظف 70% من حجم العمالة , إلا أن الشركات العائلية في منطقة الشرق الأوسط ومصر شأن الشركات في كل دول العالم تتفق في إن استمرارها وتطويرها ينحصر في فترة حياة المؤسس بينما تبدأ فرص الاستمرار ومعدلات الأداء تقل مع الأجيال التالية للأسرة , حيث تشير البيانات الدولية إلي إنه من بين كل 100 رجل أعمال، هناك 30 رجل أعمال تستمر إعمالهم بعد الوفاة , بينما السبعين الأخريين تختفي أعمالهم بوفاة المؤسس, ومع ذلك فان الشركات التي تستطيع الاستمرار حتي الجيل الرابع والخامس فإن نسبتها لا تزيد عن 3% من الشركات التي صمدت بعد وفاة المؤسس, الأمر الذي جعل الدول المتقدمة تتنبه إلى الخطر من عدم استمرار الشركات العائلية على اقتصادياتها , وبدأت البحث في أسباب عدم الاستمرار للشركات العائلية ومخاطره على الاقتصاد وساعدتها على الاستمرار ضمانا لاستمرار نمو اقتصادها بالعديد من المساعدات التي منها تخفيض الضرائب والمشاركة في تكلفة برامج الدعم لاستمرار الشركات العائلية وغيرها.
علي الجانب الأخر قال المحاسب حاتم منتصر الشريك الرئيسي بمؤسسة حازم حسن KPMG، إن الشركات العائلية تمثل أساس الأعمال في مختلف دول العالم, و كثير من الشركات العالمية الكبرى بدأت كشركات فردية ثم تطورت إلى شركات عائلية ثم شركات عالمية.
وأضاف أن مصر لم تختلف عن غيرها من دول العالم فعلي مر العصور ارتبطت الأعمال في مصر بالعمل العائلي ممثلة بحجم أعمال لا بأس به , فيما عدا فترة ما بعد التأميم حيث أنحصر العمل العائلي, إلا انه عاد من جديد للمشاركة بنسبة مرتفعة في الاقتصاد حاليا, متوقعا أن تنعكس حالة التفاؤل بالمستقبل لدي الشركات العائلية الحالية والتي يترجمها طموحها في الاستمرار والتطوير في سرعة تحقيق أهداف الدولة من زيادة معدلات نمو الاقتصاد المصري بمعدلات تتعدي نسبة 8% خلال سنوات معدودة , إلا إنه يري أن طموح الشركات العائلية للاستمرار وحده غير كاف، ما لم يواكبه تخطيط مسبق للاستمرار للأجيال التالية منذ اليوم الأول من عمر الشركة يقوم به المؤسس وليس الأبناء , مشيرا إلي أن الندوة لفتت إلى أن الشركات التي نجحت في الاستمرار وتحولت مع تعاقب الأجيال إلي شركات عالمية هي الشركات التي نجحت في تخطت مرحلة الخلافات في كافة مراحل انتقال الإدارة من جيل لأخر وكان لدي كل من المؤسس والأبناء الرغبة في الاستمرار , لافتا إلي أن كثير من الشركات العالمية في أوربا تتفاخر بأن بدايتها كانت شركة فردية أو عائلية وتبرز هذا الفخر على اللوجو الخاص بالشركة .
وأكد حاتم منتصر على حرص مؤسسة حازم حسن على أفادت الشركات المصرية التي طلبت الخبرة للاستمرار والتطوير بعقد تلك الورشة التي دعى إليها عدد من الخبرات المعروفة دوليا في مجال الدعم للإعمال العائلية، حيث شارك في ورشة العمل كريستوف برنادر شريك رئيسي عن مؤسسة KPMG العالمية، والمسئول عن قطاع استشارات العمل العائلي علي مستوي أوربا والشرق الأوسط وأفريقيا و جيسياس كاسادو السكرتير العام للاتحاد الأوربي للعمل العائلي والتي تضم في عضويتها أكثر من 9 آلاف عائلة مالكة لشركات أعمال في أوربا , والذي تم دعوته خصيصا للاستفادة من خبرته في إمكانية تكوين إتحاد للشركات العائلية في مصر بشراكة مع المنظمة الأوربية، و تبادل الخبرات بين النشاط العائلي في مصر والنشاط العائلي في أوربا , للمزيد من النجاح والاستمرار للشركات العائلية، واستمرارا لنمو الاقتصاد القومي المصري .