حقيقة وفاة الأمين العام سريريا المرشد الخفى للجماعة من داخل نظام الخومينى الإيرانى مازالت الأنباء تتضارب حول وفاة حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبنانى سريريا، داخل مستشفى الرسول الأعظم بحنوب لبنان، حيث تؤكد المعلومات المتداولة أن الرجل أصيب بجلطة، ونقل على إثرها إلى المستشفى، ومازال يرقد هناك حتى الأن. وفى هذا السياق تبرز علامات إستفهام حول من يقود الحزب حال مرضه أو غيابه، وما هو مستقبل الصراع السياسى داخل لبنان، والصراعات المسلحة فى المنطقة حال رحيل السيد- كما يطلقون عليه- وإلى أى مدى ستلعب إيران دورا فى إختيار من سيخلفه. فى البداية قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر لدى سوريا سابقا، إن حزب الله اللبنانى حزب حديدى، تنظيمى وله قيادات صف ثانى وثالث، ومؤخرا تابعنا تصريحات لنعيم القاسم، نائب زعيم الحزب هاجم فيها "عاصفة الحزم"، وإنتقد الضربات السعودية لمعاقل الحوثيين فى اليمن، وهو ما يؤكد أن الكيانات الشيعية تتحرك وفقا لبوصلة إيرانية موحدة، تحاول أن تقحم نفسها فى شئون الدول العربية. ووصف الخبير الدبلوماسى حزب الله بأنه ركيزة إيران فى جنوبلبنان، بينما الحوثيين هم ركيزة لنفس الدولة الفارسية فى شمال اليمن، وبالتالى تأتى تصريحاتهم ومواقفهم جميعا، نابعة من طهران وتابعة لها. وأضاف بدر إن لحزب الله قائد أخر هو هاشم صفى الدين، وإن كان غير معروف للإعلام بشكل كبير، وهو إبن خالة حسن نصر الله، ويعد لخلافته منذ عدة سنوات، حيث يشغل منصب رئيس المجلس التنفيذى للحزب، ويدير إستثمارات الكيان وكل ملفاته السرية والحساسة. ومن جانبه تحدث الكاتب الصحفى والمفكر السياسى حلمى النمنم، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، مشككا فى نبأ وفاة "نصر الله"، واصفا إياه بأنه من القيادات التى مازالت شابة؛ لكونه من مواليد 1962، مشيرا إلى أن بقاء وتوجيه حزب الله اللبنانى ليس مرتبطا إرتباطا كاملا بكاريزما الأمين العام، رغم أن له كاريزما كبيرة. وأوضح النمنم أن التنظيمات الشيعية والنظام الشيعى بشكل عام، عنده الرتب والترتيب الهيراركى موجود، وفى نظام الخومينى نفسه، هناك الأئمة متدرجون إلى 12 رتبة، ومن ثم حينما مات الخومينى، لم يقع نظام الثورة الإيرانية. وشدد المؤرخ السياسى على أن الفكر الشيعى قائم على السرية، ومن هنا لديهم معتقدات مثل "فقه التقيه" و" الإمام الغائب"، حتى أنهم مازالوا ينتظرون عودة الحاكم بأمره، الذى قتل فى أحد دهاليز قصره بالقاهرة منذ مئات السنين، ويؤمنون بأنه رفع إلى السماء وسيعود إلى الأرض، لينشر العدل وليحكموا به العالم، مشيرا إلى أن لكل جماعة أو حزب شيعى يوجد مرشد علنى ومرشد خفى، على غرار جماعة الإخوان عندنا. وأشار رئيس مجلس إدارة دار الهلال سابقا، إلى أن الدعم اللوجيستى والمالى من إيران لحزب الله ، لن يتوقف برحيل "نصر الله" أو غيابه؛ لأن نظام الخومينى يمول ويسلح الكيانات الشيعية وعلى رأسها هذا الحزب منذ إنشاءه، كما تدعمه عناصر من الحرس الثورى الإيرانى.