بعد مرور أربع سنوات على إسقاط الظلم والفساد بعهد "مبارك" في ثورة 25 يناير مازالت أيادي الفساد تطيح بالشعب المصري دون رقابة ولا مسئولية تلاحق مرتكبيه، وفي حلقة جديدة من مسلسل الفساد والظلم الذي لم تنتهي حلقاته حتى اليوم، جاء رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان يسطر صفحات فساده في مسلسل الفساد الذي لم ينتهِ، ليكشف لنا سكان عمائر عصفور الجنة بالتجمع الأول عن فساد الهيئة التابعة لها "العمارة". استغلال المناصب والوظائف ففي البداية أكدت مدام ابتسام أحد سكان "عمارات العصفور" بالتجمع الأول، التابعة لهيئة تعاونيات البناء والإسكان، أن سكان تلك العمارات يعانون من الكثير من المشاكل التي تهدد حياتهم بسبب جشع وفساد مدير الهيئة، الذي قام بتعريض حياة أفراد للخطر بسبب تعنته في عدم استكمال كمبوند "عصفور الجنة" كما كان متفق عليه، مشيرة إلى رئيس مجلس الإدارة الذي يستغل وظيفته السابقة ك"لواء جيش متقاعد"، وعلاقاته وصلته بوزير الإسكان ورئيس الوزراء التي كشفها موظفين الهيئة للسكان، التي تمكنه من استغلال سكان كومبوند عصفور الجنة.
وأضاف أحد سكان العمارة، أن رئيس مجلس الإدارة قام بالكثير من المحاولات لعدم تسليم شقق عمارات عصفور الجنة لمستحقيها، التي قاموا بالتعاقد عليها منذ عام 2005، ومن أكثر المواقف التي توضح ذلك هو طلبه لفارق 25 ألف جنية في الشقة الواحدة، مشيرة إلى إنه بالرغم من ذلك الطلب إلا إن سكان العمارات قاموا بتنفيذ ذلك الطلب، إلا أن رئيس مجلس الإدارة ورئيس الهيئة رفضوا طلب السكان في تأمين حياتهم ببناء سور ووجود أمن وبوابات حول الكومبوند.
استغلال البلطجية وملجأ للدعارة وأكد آخر أن عدم بناء السور حول العمارات تجعلنا محط أنظار للبلطجية، الذين يقوموا بمساومتنا مقابل حراستنا، مشيرة إلى أنهم يضطروا للرضوخ لهم ليحصلوا على جزء من الأمان الذي يفتقدوه، كما أن تلك العمارات تعاني من وجود ملاجئ كثيرة بها لممارسة الدعارة حيث أن غياب الأمن يجعلهم بدون رقيب ويُسهل لهم ممارسَتِهم البذيئة التي تضر بسمعة المكان، مشيرة إلى حوادث السرقة الكثيرة التي أصبحت عادة بالمكان، فيوجد الكثير من السرقات للمنازل والسيارات.
أساليب تطفيش السكان وأشار، أن الهيئة قامت بصرف أموال ضئيلة للمقاولين الذين قاموا بتشطيب الشقق، مما تسبب في وجود إهمال جسيم بالكهرباء، موضحة أن الكابلات التي تقوم بتعذية عواميد الإنارة رفض جهاز الكهرباء استلامهم نظراً للوضع السيئ لتلك الكابلات.
كما أكد أن الكومبوند يعاني أيضاً من غياب الأشجار والزرع، حيث أن الهيئة رفضت دفع الأموال للمهندسين الذين يصمموا الأشجار حول الكومبوند، كما رفضت دفع تأمين للشركة القابضة للمياه لدخول المياه العكرة لسقي الزرع، كما أن مياه الشرب أيضاً بها مديونيات بقدر مالي 2 مليون جنية، يقومون على إثرها بالضغط على السكان لدفعها دون وجه حق.
وأضاف، أن الغاز أيضاً قاموا بالتلاعب في بنوده حيث أن الهيئة عند تعاقدها مع المواطنين أكدوا أن الغاز تكلفته خاصة بالهيئة،ولكن الآن يطالبون السكان بدفع التكاليف لدخول المدينة، مؤكدة أن كل تلك المحاولات ليتنازل السكان عن شققهم كما يرغبون، ويقومون بالكثير من تلك الأساليب لتطفيش السكن حسب كلامه.
التلاعب على الحكومة وأكد أحد سكان مدينة عصفور الجنة، أن الهيئة تقوم بالتلاعب على الحكومة، وبالقانون حتى لا يتم مقاضاتهم، حيث أنهم في البداية قاموا بالضغط على سكان العمارة بتسليمهم الشقق مقابل بنود بعقود للشقق السكنية تمنح لهم فرصة استغلال المساحات الخضراء بين العمارات التي تستخدم كمتنفس هواء للسكان.
ومن بعد ذلك قامت الهيئة بعمل تراخيص لحضانات على جميع المساحات الخضراء بالمدينة، ثم يقوموا بعد استخراج التصاريح تغيير المشروع من حضانة إلى أي مشروع آخر، موضحاً إنه ليس لأصحاب لسكان العمارات ولكن لمواطنين آخريين، مؤكداً أنهم قاموا برفع قضية على الهيئة ورؤساء مجلس إدارة المدينة إلا أنهم قاموا بتهديدهم بتلفيق قضايا لهم حال عدم تنازلهم، مما جعل السكان يقومون بالتنازل، والمسئولين يتمادون في فسادهم مستغلين نفوذهم.