طالبت السلطة المنتخبة فى ليبيا بضرورة تدخل القوة العربية المشتركة فور تشكيلها ، أو إنتقال قوات " عاصفة الحزم " بعد إنجاز مهمتها فى اليمن ،إلى ليبيا لدحر الجماعات الإرهابية هناك ، وحماية الحكومة الشرعية ، التى تعترف بها مصر وجامعة الدول العربية ، ومن هنا برزت تساؤلات حول مدى إمكانية ذلك فى الوقت الراهن . فى البداية قال اللواء أركان حرب نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق أن القوة العربية المشتركة لن تتشكل قبل ثلاثة أشهر ، لأنه بحسب بيان القمة العربية ستبدأ بإجتماعات الأمين العام لجامعة الدول العربية مع رؤساء أركان الجيوش ، وتلك الإجتماعات ستستغرق شهر، ثم تعرض نتائجها على رؤساء الدول ، ثم على مجلس الدفاع العربى المشترك ، الذى يضم وزراء الدفاع والخارجية ، ليضع التصور النهائى للتشكيل . وأضاف فؤاد أن ما يحدث فى اليمن الأن هو عملية عسكرية تقودها السعودية ،وتشارك فيها بعض الدول العربية ومنها مصر ، لأن عمليات التحالفات تدار من أقرب نقطة لبؤرة الأحداث ، ولذا إذا تقرر التدخل فى ليبيا ستكون مصر هى الأقرب لقيادة الضربات ، وستنطلق من الحدود المصرية الغربية . واستبعد فؤاد أن تبدأ أى عمليات فى ليبيا الأن لأنه من الصعب على قوات التحالف أن تفتح جبهتين متباعدتين فى وقت واحد . خيار مستبعد وفى سياق متصل قال الدكتور محمد سعيد إدريس مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن السعودية ودول الخليج لن تقبل بالتدخل فى ليبيا ولا سوريا ، رغم أن كلا منهما إمتداد للأمن القومى المصرى ، لأن الدول النفطية تحارب نظام الأسد وتدعم جبهة النصرة التابعة لإخوان سوريا بهدف إسقاطه ، كما أنها لن تحارب داعش وجماعات تنظيم القاعدة فى ليبيا، رغم خطورتها على حدود مصر ، لأنها لا تريد إسقاط ما تسميه بالإرهاب السنى ، بل تهدف لمحاربة إيران ، ونظام الخومينى وجميع الأنظمة الشيعية أو المدعومة من طهران . وأضاف إدريس إن الدول الوهابية الأن تدعم حزب الإصلاح الإخوانى فى اليمن لمحاربة الحوثيين ،لأنه يعتنق نفس الفكر السلفى الوهابى فكيف تحاربهم فى ليبيا أو سوريا ، مشددا على ضرورة أن تتخذ مصر المبادرة وتبدأ بالتدخل ليس فقط لإنقاذ الشرعية فى ليبيا ، و لكن لحماية أمننا القومى وحدودنا من خطر داعش ، كما نحارب الإخوان فى الداخل ، و أنصار بيت المقدس فى سيناء ، وكما نجحنا من قبل فى ضرب معاقل الإرهاب إنتقاما لذبح شهدائنا الأقباط . شيعى وسنى واختلف معه السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق مؤكدا على أهمية عدم التعامل مع تلك القضايا من زاوية إرهاب شيعى وإرهاب سنى ، لأن الوضع فى ليبيا تجاوز ذلك ، وهناك حالة من الفراغ، إستغلته بعض الدول الخارجية للحصول على مواقع داخل ليبيا وإستثمار ثرواتها ،ومصالح هذه الدول تتلاقى مع أطماع الجماعات المتطرفة ، التى تتخفى وراء الدين ،ولا يعنيها أن تكون أداة لتفتيت وتقسيم الدولة نفسها . وأضاف بدر أن التعامل مع الشأن الليبى يحتاج إلى قرار قائم بذاته ، منفصل عن ضربة "عاصفة الحزم "الحالية ، والحصول على هذا القرار أمر أكثر صعوبة فى الوضع الحالى ، بسبب مواقف الدول المؤثرة والكيانات الدولية بما فيها مجلس الأمن ، والتى تريد أن تعطى فسحة من الوقت لجهود المبعوث الدولى ، ومن ثم تعلق قرار تسليح الجيش الليبيى . وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق على أهمية الدور المصرى ، لأنه يتعين دعم الجيش الليبي عن طريق أطراف عربية فى مقدمتها مصر، وعلينا طرح هذا الموضوع فى سياق المساعدة الفنية للجيش الليبي لتحقيق الأمن ومحاربة الإرهاب .