قال الفريق محمد على بلال الخبير العسكرى وقائد القوات المصرية فى حرب الخليج، إنه يتوقع ارجاء التوقيع على الاتفاق الخاص بالبرنامج النووى الإيرانى بينها وبين مجموعة 5+1 المتوقع، وذلك لعدم قدرة الاطراف المتفاوضة التوصل إلى تسوية مرضية، مشيرا إلى أن إيران تتخذ من المنطقة العربية مسرحا لاستعراض قوتها ونفوذها من خلال دعم الميليشيات التابعة لها وعبر الورقة الشيعية وذلك لتحسين موقفها التفاوضى مع ال استعراض ولايات المتحدة والدول الأوروبية . واضاف الفريق بلال، فى تصريحات خاصة ل "الفجر" إن إيران لا تسعى لامتلاك السلاح النووى كما هو شائع كما أنها لا تمثل تهديدا على أمن إسرائيل ولكنها تستهدف من برنامجها النووى مجرد استعراض قوتها لتقديم نفسها باعتبارها قوة اقليمية فى المنطقة لا يمكن تجاوز ارادتها وقرارها فى صياغة التفاعلات الدولية وتسوية الملفات الشائكة ، مؤكدا أن إيران نجحت بالفعل فى تحقيق قدرا كبيرا مما تصبو إليه واصبحت بالفعل قوة اقليمية لا يستهان بها ويحسب لها حسابا . وأوضح أن التنسيق الأمريكى الإيرانى يقف على أرضية صلبة من التفاهمات المشتركة وتبادل المصلحة ، فمن الجانب الأمريكى تلعب إيران دورا فى اثارة النزاعات الطائفية التى تشعل المنطقة وفق المصالح الأمريكية علاوة على ذلك تنامى فكرة قيام الدولة الشيعية يزيد المخاوف الخليجية مما يؤدى إلى مزيد من التقارب الخليجى الأمريكى خاصة فى المجال العسكرى الأمر الذى يؤدى إلى زيادة واردات السلاح الأمريكى إلى الخليج ، مضيفا من الجانب الإيرانى تمثل الولاياتالمتحدة الدولة العظمى التى تؤيد وتمرر ليس فقط مشروعها النووى ولكن تؤمن لها دورها الاقليمى الذى بات مطلبا ملحا للطرفين معا ، كما اكد أن الولاياتالمتحدة تريد من إيران مهام محددة طبقا لمساحة محددة لا ترضيها إيران وتحاول الضغط من اجل الخروج من هذه المساحة ولعب ادوار اكبر مما حددته لها الولاياتالمتحدة وبالتالى فإن الصراع الأمريكى الإيرانى يقوم على اساس فرض الارادات متخذين من أمن وسلامة المنطقة العربية مسرحا لاستعراض العضلات . واكد الفريق بلال أنه طبقا لهذا الاطار فإن الوقت لم يحن بعد لتسوية مرضية لجميع الاطراف ومازالت هناك ملفات اقليمية شائكة لم يتم التوصل لملامح محددة لصياغتها وذلك نظرا لعدم استقرار موازين القوى بين الاطراف المتصارعة وهم محتاجون لمزيد من الوقت لتوزيع الغنائم العربية بينهم ، مشيرا إلى أنه تكرر ارجاء التوقيع على الاتفاق قبل ذلك لنفس الأسباب ومن المتوقع ارجاء التوقيع هذه المرة أيضا على الرغم مما يروج له بإن الدول الكبرى بصدد اتفاق تاريخى . واختتم حديثه قائلاً: إن الدول الكبرى تتلاعب بالمنطقة العربية وتتخذها غنيمة لتقاسم النفوذ ولابد أن يكون للعرب موقف ورؤيا ليس فقط لدرء هذه العدائيات ولكن لعدم السماح لهذه القوى المعادية جعله مجرد مفعول به .