قال اللواء ناجى شهود الخبير العسكرى والمستشار باكاديمية ناصر العسكرية، إن القمة العربية وما أسفرت عنه ضرورة ملحة نظرا للظروف الأمنية الخطيرة التى نعيش فيها، مشيرا إن لم يتمخض عنها آليات محددة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فلن تكون ذات تأثير فعال وقوى لمجريات الأحداث. وأكد شهود خلال ل"الفجر"، أن أهم ما أسفرت عنه قمة شرم الشيخ هو تأييد المؤسسات الشرعية فى ليبيا واليمن فى مواجهة الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أنه لابد من التوحد العربى لمجابهة التهديدات الإيرانية التى تتخذ من المنطقة العربية مسرحا لاستعراض ادوات قوتها لتحسين موقفها التفاوضى مع مجموعة 5 +1 بشأن برنامجها النووى، موضحا أن إيران اساءت تقدير الموقف حين تصورت أن بامكانها ارضاخ أوروبا والولاياتالمتحدة لارادتها عبر اشاعة الفوضى فى المنطقة العربية . ولفت شهود أن المفاوضات الدائرة بين إيران ومجموعة 5+1 بشأن برنامجها النووى هى المحرك الرئيسى للملفات الشائكة فى المنطقة العربية وهى العراق وسوريا وأخيرا اليمن، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة لها مصلحة مباشرة من اطلاق العنان لإيران كفزاعة للخليج العربى ولتكريس الصدام الطائفى فى المنطقة ولكنها تريد فى نفس الوقت احتواء إيران ووضعها فى نطاق محدد ومن جانب آخرتحاول إيران استعراض ادوات قوتها للخروج من هذا النطاق، كما اكد أن ملامح المنطقة العربية تتشكل وفق صراع الارادات وفرض القرار بين الولاياتالمتحدةوإيران. وأوضح اللواء شهود أن الموقف الأمريكى جاء متسقا مع المصالح الأمريكية ذات الارتباطات واسعة النطاق مع الخليج العربى، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تنتهج خطة خبيثة للايقاع بإيران من خلال اعطاء الضوء الأخضر لها لاشاعة الفوضى فى المنطقة مما يؤدى إلى استفزاز العالم العربى وبالتالى وقوعها فى أخطاء قاتلة وذلك طبقا لخطة أمريكية فى اطلاق الحبل لإيران الذى ستنشق به نفسها. وحول الموقف الروسى والصينى، أكد اللواء شهود أن موقفهما معقد حيث يجمعهما علاقات قوية مع طرفين متناقضين وهما العالم العربى وإيران، موضحا أن كل من روسيا والصين حريصتان على مصالحهما مع العالم العربى اكثر من حرصهما على علاقاتهما مع إيران وسيكونان اكثر انحيازا إلى الموقف العربى إذا ما ازدات الأمور تعقيدا . وعن الموقف الباكستانى، اشار شهود أن كل من باكستانوإيران قوتان مناوئتان ومتقاربتان لبعضهما البعض من حيث القوة النووية وبالتالى فإن باكستان لها مصلحة مباشرة فى انتهاج أى سلوك من شأنه مواجهة إيران التى تعتبرها خصما اللدود ، مضيفا أن العلاقات السعودية الباكستانية قوية على مستويات متعددة ومن ضمنها التحالف العسكرى ومشاركتها فى عملية عاصفة الحزم مسألة منطقية لدعم السعودية حليفها خاصا وأنها قوة عسكرية بحرية قوية ، مشيرا إلى أن التنسيق البحرى المصرى الباكستانى كان مطلبا ملحا لتأمين واحكام السيطرة على السواحل البحرية اليمنية. كما أوضح اللواء شهود أن موقف كل من العراقوالجزائر جاء مخالفا للاجماع العربى بشأن عملية عاصفة الحزم ، مشيرا إلى أن الموقف العراقى مفهوم على اعتبار علاقتها الحميمة بإيران ولكن موقف الجزائر جاء غامضا ويثير علامات الاستفهام خاصة وأن الجزائر من اكثر الدول العربية التى عانت من ويلات الجماعات الإرهابية. وحول الأوضاع فى اليمن فى المنظور القريب، قال اللواء شهود إنه يتصور لجوء الحوثيين إلى المهادنة مع السعودية وقبول الحل السياسى والجلوس على مائدة المفاوضات وذلك كخدعة نظرا للحصار البرى والبحرى الذى تفرضه قوات عاصفة الحزم ثم يعودون مرة أخرى إلى الأعمال المسلحة عقب اعادة ترتيب أوراقهم واستجماع قوتهم، مؤكدا على ضرورة يقظة العالم العربى واستمرار عمليات الحصار البرى والبحرى الذى تفرضه عملية عاصفة الحزم. وبالنسبة الموقف الإيرانى عقب عملية عاصفة الحزم، اكد اللواء شهود أن إيران فى مأذق بسبب قوة الموقف العربى وهى مضطرة للتراجع المرحلى، مشيرا إلى أن إيران لن يعجزها وسيلة أخرى بخلاف اليمن لاستعراض قوتها والضغط على المجتمع الدولى من أجل تمرير برنامجها النووى عبر نفس الأدوات وهى اثارة النعرات الطائفية. واختتم اللواء شهود حديثه، قائلا: تشكيل قوة عربية موحدة بات ضرورة ملحة كآلية تنفيذية واضحة لتنفيذ ما اسفرت عنه القمة العربية بشرم الشيخ ولمواكبة التهديدات التى يتعرض لها العالم العربى فى هذه الظروف العصيبة ولكن هذا غير كافى حيث يجب على العالم العربى منتهى اليقظة لافشال المختطات الإيرانية فى تمزيق المنطقة العربية وإثارة النزاعات الطائفية.