تُشتَهَر اليابان بطول أعمار سكانها وهجرتهم من القرى إلى المدن، ومع هذه الشهرة تُعَدّ قرية "ناغورو" بجزيرة هوكايدو نموذجاً للدهشة والغرابة؛ فقد هجرها 70% من سكانها بحثاً عن العلم والتجارة، وظل باقي السكان يشتغلون بالزراعة، فاستخدموا العرائس لطرد الطيور التي تأكل المحاصيل؛ فانتشرت ظاهرة الدمى بالقرية؛ حتى باتت القرية محلاً لأشباح من الدمى تجذب السائحين. ولاحظت اليابانية "نامي آيانو"، أن العرائس في بلدتها أصبحت واقعاً مع البشر الباقين؛ فقررت أن تصنع سكان هذه المدينة وتحيك قصصهم؛ برغم أن المدرسة الوحيدة في هذه القرية التي ضجّت بأصوات ضحك الأطفال أُغلقت منذ ثلاث سنوات.
وتتلقى "آيانو" -الآن- طلبات لصنع دمى تشبه الأطفال الذين غادروا القرية هم وآباؤهم للبحث عن وظائف في المدينة الكبيرة؛ حيث صنعت 350 فزاعة في السنوات الماضية؛ مؤكدة أنها لن تتوقف ما دامت صحتها تسمح بذلك.
وذاع صيت القرية، وانتشرت فكرة العرائس والأشباح؛ بديلاً للبشر؛ حيث يزورها السياح من اليابان والعالم؛ لتصوير العرائس البشرية، وتبدو العرائس كالبشر؛ لكن بدون حركة، وأصبحت كالمسرح الكبير يشتهر بالجبال والوديان والكهوف والدمى التي يستمتع بها السياح.