قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق وأمين عام اتحاد المستثمرين العرب، إن يوم تحرير طابا هو يوم مجيد من التاريخ النضالي للأمة المصرية، مؤكدًا أن مسيرة السلام التي بدأت مع كامب ديفيد، حققت نتائج إيجابية على صعيد استقرار السلام واسترداد كامل التراب الوطني. وأكد أن مسيرة السلام ليست منفصلة عن الطريق العسكري، ولكن كل من المنهجين يعبران عن النضال المصري ويستهدفان تحقيق المصالح العليا للبلاد، لكن لكل طريق سياقه الزمني ومتطلباته وأدواته. وأضاف في تصريح ل"الفجر"، أن مفاوضات طابا درة الدبلوماسية المصرية، وهى تدرس فى المعاهد المتخصصة في ذلك لما يستشعره الأكاديميون المتخصصون في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن الفريق التفاوضي المصري كتب أسطرًا من ذهب في التاريخ النضالي المصري من خلال تلك المفاوضات، ليس فقط بسبب حيوية القضية ونجاح مصر في تحقيق الغاية واسترداد كامل التراب الوطني، ولكن بسبب الحرفية العالية التي أديرت بها هذه المفاوضات وتحرى أعلى درجات الدقة العلمية. وأكد أن سوريا والعراق، كأبرز الدول التي امتنعت عن التوقيع على اتفاقية السلام وقادت حربا ضروسا على مصر متهمة إياها بالتخلي عن أمتها العربية، أما أنها لم تسترد كامل أراضيها، وأما دخلت في موجات واضطرابات أعاقت مسيرتها علاوة على الارتكان إلى أحضان الاتحاد السوفيتى الذي انهار عقب سنوات قليلة من توقيع الاتفاقية في دلالة واضحة لصحة الرؤيا الاستباقية التي ذهب إليها الرئيس الشهيد السادات. وأشار إلى أن "تمخض عن اتفاقية السلام ما عرف باسم مفاوضات غزة أريحا وكان المقصود بها تطبيق نظام الحكم الذاتي على الأراضي الفلسطينية، موضحا أن إسرائيل بعدما تلقت هزيمة نكراء في حرب أكتوبر المجيدة لم تكن تتمتع بدرجة كبيرة من القوة، بما يؤهلها لرفض مثل هذه الفكرة ولكن تعنت الجانب الفلسطيني أفشل تلك المفاوضات". وتابع: "عقب مرور ثلاثة عشر عامًا من رفض الجانب الفلسطيني الدخول في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي جلس الطرفان فى أوسلو عام 92ولكن طبقا لظرف دولي مغاير وبموازين قوى مغايرة". ولفت إلى أن "اتفاقية السلام وما تمخض عنها من استرداد كامل التراب الوطني، وقعت في سياق زمني مغاير للذي نعيش فيه الآن، ولم نعد في إطار الحرب الباردة أو النظام الثنائي القطبية الذي يطمع في استقطاب مصر، بل أصبحنا نعيش في إطار عالم متعدد الأقطاب وعلى مصر الجديدة أن تنفتح على العالم وتقيم علاقات متوازنة مع كل الأطراف".