قال لواء اركان حرب مجدى أحمد شحاتة بمناسبة الذكرى الأليمة لوعد بلفور، أن ممارسات الكثير من المسئولين الفلسطينيين كانت سببا فى عرقلة التوصل إلى نتائج فعالة فى القضية الفلسطينية، موضحا أن الجانب الفاسطينى افتقد إلى قدر كبير من المرونة مما كان سببا فى اضاعة فرصا سياسية خاصة ازاء ملف مفاوضات الحكم الذاتى التى عرفت بمفاوضات غزة أريحا المتمخضة عن اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين المصرى والإسرائيلى حيث رفض الفلسطينيون الدخول فى مفاوضات مع المحتل الإسرائيلى وشنوا هجوما عنيفا على مصر على الرغم من العطاء الوافر الذى قدمته مصر على مدار عشرات الأعوام لفلسطين دولة وشعبا. واضاف اللواء شحاتة فى تصريحات خاصة "للفجر" أن السياق التفاوضى وقت توقيع اتفاقية السلام وما تمخض عنها كان يميل لصالح مصر حيث كانت قد حققت اكبر انتصار عسكري فى التاريخ العربى الحديث وكانت موازين القوى ليست فى صالح العدو الإسرائيلى وكانت لحظة تاريخية دقيقة استطاع الرئيس السادات توظيفها جيدا نظرا لما يتمتع به من عقلية سياسية واستراتيجية قادرة على تقديم أفكارغير نمطية ، مشيرا إلى أن رفض الجانب الفلسطينى مبدأ التفاوض مع المحتل الإسرائيلى هو ما افشل هذه المفاوضات.
وأوضح اللواء شحاتة أن الرؤيا التفاوضية التى قدمتها مصر كانت تتضمن اجراءات وتدابير تمكين الفلسطينيين من الآراضى الفلسطينية على حدود 4 يوينة 1967 طبقا لقرار الأممالمتحدة ، موضحا أنها كانت خطوة مبدأية فعالة كان من الممكن البناء عليها خطوات وتدابير تراكمية وصولا إلى أفضل درجة على صعيد استرداد الاستحقاقات طبقا للامكانات المتاحة، موضحا أن عدم تفهم الجانب الفلسطينى للرؤيا التى قدمتها مصر ورفضها للقضية من حيث المبدأ افشل تلك المفاوضات واضاع فرصة ذهبية لم تتكرر طوال اكثر من ثلاثين عاما.
وتابع: أنه عقب عشرين عاما ادرك الفلسطينيون خطأهم وحاولوا تصحيح موقفهم ولكنهم ادركوا ذلك فى الوقت الخطأ الذى اختلفت فيه موازين القوى ولم يعد السياق التفاوضى بنفس المعطيات ، مشيرا إلى التصريحات التى ادلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلى مؤخرا المتعلقة برفضه فكرة الدولة الفلسطينية وتسمية الرئيس الفلسطينى بالشريك فى ادارة الصراع وليس شريك سلام اضافة إلى تبنيه فكرة اقامة منطقة منزوعة السلاح بالمخالفة لقرارات الأممالمتحدة ، موضحا أن تلك التصريحات دلالة على مدى التردى الذى وصلت إليه القضية الفلسطينية بالمقارنة بالوضع الذى كان يمكن التوصل إليه لو قبل الفلسطينيون الرؤيا التى قدمتها مصر.
واختتم اللواء شحاتة حديثه قائلا: لقد اضاع الفلسطينيون فرصة ذهبية لن تعوض واضاعوا ما قدمته لهم مصر على صينية من ذهب.