وسط سقوط العديد من أفراد القوات المسلحة كل يوم ، مابين مجند وظابط ، على يد المسلحين ، والجماعات الارهابية ، وتهريب العديد من الملابس والمهمات العسكرية التى تستخدم فى العمليات الارهابية والمسلحة ضد أفراد الجيش ، كان لزاماً على جريدة " الفجر " معرفة كيفية تصنيع هذة الملابس ،وتهريبها إلى داخل مصر والاماكن التى تباع فيها . فى البداية ذهبنا إلى منطقة "رمسيس" تحديداً بالقرب من محطة مترو " الشهداء " لنشاهد عدداً ضخماً من الباعة الجائلين، المنتشرين على جانبى الطريق ، والساحة الرئيسية ، والذين يبيعون فى المعظم الملابس والأحذية ، ولكن منهم من إتخد مهنة " بيع الملابس والمهمات العسكرية" ، مصدراً لكسب الرزق ، فى ظل ضعف التواجد الأمنى ،أو التفتيش الشرطى ، فيقوم بالأمر على مرئى ومسمع الجميع.
ووجدنا عند أحد الباعة الجائلين عدداً من الملابس والمهمات العسكرية ، والتى تتنوع ما بين ، كابات خاصة بالقوات المسلحة على مختلف أشكالها فيوجد كابات خاصة بالأفارول " الزى " الزيتى ، وكابات خاصة بأفارول الصاعقة ، وعدداً من البيادات العسكرية ، بعضها مستعمل والبعض الأخر جديد ، بالاضافة الى عدداً من الأحزمة الخاصة بالجيش ، وبعض الرتب العسكرية ، والتى تعلق على كتف وذراع " العريف "، و"رقيب "، و"مساعد أول "، إلى جانب عدداً من الجوارب العسكرية .
ويقول " أ.ع " 23 سنة ، بائع جائل فى رمسيس ، :" الجوارب والكابات والاحزمة ، ليست ملابس عسكرية ، فأنا لا أبيع الزى الرسمى للقوات المسلحة ، أو جزءاً منه ولكننى أبيع بعض الأشياء الثانوية والتى من الممكن أن يشتريها شخص مدنى ، وأنه لم يتم إلقاء القبض على بائع جائل بسبب بيعة لمثل هذه الأشياء ، وأنه يمر من رمسيس العديد من أفراد القوات المسلحة ومن بينهم ضباط شرطة وجيش ، " ومحدش عملنا حاجة ولا حد يقدر يعملنا حاجة " على حد وصفه .
وتابع " البائع " :" احنا بنساعد العساكر الغلابة ، اللى بيتمرمطوا فى الجيش ، وممكن ياخدوا جزاءات بسبب انهم ضيعوا كابات أو شارات ، فأحنا بنبعها ، فى المكان ده ، لأن العساكر بتركب لمواقع خدمتها من هنا ، محطة مترو " الشهداء " ، ومحطة السكة الحديد ، إلى جانب عدد من الأتوبيسات والعربات التى تتجة إلى العباسية أو إلى مدينة نصر والتى تنتشر بها المواقع العسكرية مثل المنطقة الشمالية العسكرية ، والكليات العسكرية .
ويصنف لنا " ع.ت " 28 سنة " بائع جائل " ، أثمان المهمات العسكرية التى يبيعها ، فالكابات ب 25 جنية ، والبيادات ب 60 جنية ، والشارات خاصة شارة العريف ب 35 جنية ، والجوارب ب 20 جنية ، مشيراً إلى انة فى اليوم قد يبيع 30 قطعة .
ويقول " ع.ت " : " بعض الضباط بالقوات المسلحة الذين يمرون من هنا يشترون الكابات ، أما العساكر فأكثر ما يشترونه ، الرتب والأحزمة والجوارب ، وقليل ما يشترون البيادات نظراً لإرتفاع سعرها قليلاً على المجند ".
وأكد " ع.ت " : " فى تلك الأيام ، نبيع بكميات هائلة ، مما يجعلها مهنة رابحة لنا ، فقد يأتى إلى شخص فلسطينى ، أو" شامى " على حد وصفه ، ويشترى ، كميات هائلة من الكابات والبيادات والجوارب والأحزمة ، مؤكداً أنه فى إحدى المرات جاءه ، أحد الأشخاص الذين يتكلمون باللهجة الشامية واشترى كل البضاعة التى يبيعها وقام بتحميلها فى عربتة الخاصة وانطلق .
وتابع : " من الممكن أن نبيع البضاعة كلها فى يوم واحد ، ونشترى غيرها ، ففى رمسيس ستجد أكثر من 15 عربة وبائع جائل ، يبيع المهمات والملابس العسكرية ، و على الرغم من تغير الزى الخاص بالقوات المسلحة ، إلا أن ما نبيعة لا يتأثر لأننا نبيع أشياء ثانوية ، ولكنها مهمة فى نفس الوقت ".
تجدر الإشارة الى أنه خلال العام السابق كشفت قوات الأمن محاولات تهريب كميات كبيرة من الزي العسكري والرتب العسكرية، ما دفع قوات الجيش الثاني والثالث إلى إرتداء زي جديد، خاصة بعد ورود معلومات حول تخطيط عناصر إرهابية لإستخدام الأردية العسكرية في أعمال عنف للوقيعة بين الجيش والشعب، وذلك بعد الكشف عن عمليات تهريب أزياء عسكرية عبر أنفاق غزة. ويقول " ح.م " 20 عام بائع جائل ، انة تم ضبط مخزن برمسيس فى الشهور الماضية كان يقوم بتصنيع الملابس العسكرية كاملة والمهمات ويقوم ببيعها ، وانه عثر بداخله على بعض الملابس العسكرية الخاصة بقوات الأمن المركزي والقوات المسلحة، مابين "35 أفارول أسود و45 أفارول كاكى و9 أفارول مموه، وآخر زيتي، و59 تى شيرت، و18 كاب مموه، و25 كاب زيتي، و29 كاب أسود و20 كاب كاكي".
وتابع " ح.م " : " فى تلك الفترة الأمن شدد قبضته على الباعة الجائلين خاصة فى منطقة رمسيس والعتبة، والذين يبيعون الملابس والمهمات العسكرية ولكن بعد عدة شهور ، تراخى الوضع وأصبح الأمر طبيعى ".
وبسؤالنا لمجند ، أثناء قيامة بشراء حزاماً خاصاً بالقوات المسلحة من أحد الباعة الجائلين عن سبب شرائه لمثل تلك المهمات، قال " انة عوقب الإجازة السابقة بالحبس لانه أضاع حزامة ، وأمر الضابط المسئول عنه ، بحبسة وعدم نزوله الإجازة مع زملائة حتى يتعلم الإنضباط والمحافظة على مهماته العسكرية ، وقال له الضابط " لو شوفتك من غير حزام المرة الجاية مش هنزلك إجازة تانى " ، ففضل شراء حزام أو اثنين من رمسيس حتى لا يتعرض للجزاءات.
وأكد زميل له ، أنه فى بعض الأحيان يستلم المجند بعض المهمات ممزقة ، وأمام الضابط المسئول عنه يتم نهره ، ومعاقبته على الرغم أنه استلمها على هذا الشكل ، فيقوم بشرائها من العتبة أو رمسيس حتى لا يعاقبة الضابط أو يتعرض للجزاء ، أو يمنع من نزول الإجازات .