تلقت لجنة الأمن الوطني في الكونجرس الأمريكي، ليل الأربعاء الخميس، تقييما محدثا لخطر المقاتلين الأجانب مع التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، ذكر فيه المسؤولون الأمنيون أن معدلات سفر هؤلاء من مواطنهم، إلى مناطق النزاع، وصلت إلى حد غير مسبوق. وقدّر التقييم الأمني عدد المقاتلين الأجانب بحوالي 20 ألفا، منهم أكثر من 3 آلاف من الدول الغربية. ورغم أن عدد الأمريكيين من بين هؤلاء لا يصل إلى مائتين، إلا أن المخاوف تتصاعد مما يشكله هؤلاء من تهديد عند العودة إلى موطنهم الأصلي قادمين من سوريا. وحسب ما ذكره الخبراء الأمنيون الأمريكيون فإن معدلات انضمام المقاتلين الأجانب للجماعات الإرهابية في الآونة الأخيرة تفوق بكثير معدلات انضمام أمثالهم للمقاتلين المتشددين في أفغانستان في الثمانينيات. وإذا كانت أمريكا والدول الغربية يعتريها القلق من العائدين من سوريا، فإن الأغلبية من بين هؤلاء المقاتلين الأجانب تعود إلى دول عربية وإسلامية لا شك أن خوفها يتزايد من هؤلاء العائدين. وتعيد تلك التقديرات والتقييمات للأذهان موجات العنف الدموي والإرهاب التي اجتاحت دولا في المنطقة كانت مصدرا للمقاتلين الأجانب الذين انضموا للمقاتلين في أفغانستان. وكان "العائدون من أفغانستان" سببا بأعمال عنف داخلية في دول مثل مصر والجزائر وغيرها في تسعينيات القرن الماضي. لكن الاهتمام العالمي بالعائدين من أفغانستان زاد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، حين وصل العنف الدموي إلى الأراضي الأميركية في الهجمات على نيويورك وواشنطن من قبل عناصر إما تدربت في أفغانستان، أو ارتبطت بتنظيم القاعدة. ومع توسع تنظيم داعش في سوريا والعراق زادت وتيرة "هجرة" المقاتلين من دول عربية وإسلامية ودول غربية إلى أماكن تنظيم الدولة ومشاركتهم في عملياته الإرهابية ضد السكان المحليين، بل وربما المشاركة في قتل مواطنين غربيين احتجزهم تنظيم الدولة كرهائن. وإذا كان بضع مئات من "العائدين من أفغانستان" أوقدو صراعات دموية في دولهم لسنوات راح ضحيتها مئات الأرواح، فما بالنا بالآلاف من المقاتلين مع تنظيمات كداعش والنصرة؟