في بداية عصر جمال عبد الناصر كان شعار المرحلة هو "من الإبرة للصاروخ"، أي تشجيع الصناعة وتطويرها والاعتماد على المنتج المصري، وتحقيق فكرة الاكتفاء الذاتي التي كان يدعوا لها عبد الناصر. ومن أهم المشروعات التي انطلقت في عهده هي إنتاج أول سيارة مصرية، وأطلق عليها "رمسيس"، وبالفعل بدأ إنتاجها عام 1959 وتم الإعلان عن السيارة في عام 1960، وأعلنت وسائل الإعلان بأنها سيارة الأسرة المصرية، تصلح لجميع الأعمار، والأهم هي سيارة مصرية 100%. لاقت السيارة نجاحاً كبيراً في السوق المصري ليس لجودة السيارة، ولكن لتشجيع المنتج المصري، قُدر سعرها في هذا الوقت 200 جنيه مصري فقط، وأعتبر رقم ضئيل بالمقارنة مع منافسيها كالفيات الإيطالية. على الرغم من أن الأعلان الأهم لهذه السيارة في تلك الفترة هي أنها سيارة مصرية 100%، إلا أن الواقع كان مختلف، فمحرك السيارة كان مصنوعاً في ألمانيا, وتقريباً أكثر من نصف مكوناتها كانت من الخارج. كان إنتاج "رمسيس" لا يتعدى عشر سيارات فقط يومياً، ولكن على الرغم من المنافسة الشرسة إلا أن السيارة استطاعت تحقيق نجاح، لسعرها الزهيد واستهلاكها القليل للوقود، وأيضاً لتشجيع المنتج المحلي وتحسين وتطوير السيارة. التحديات تعرضت السيارة رمسيس لمنافسة شرسة من العملاق الإيطالي"فيات"، وذلك بعد أن قامت الحكومة المصرية بإجراء اتسم بالغرابة، وهو التوقيع على اتفاقية بينها وبين شركة فيات عام 1963 لتجميع سياراتها في مصر!، فترة قصيرة كانت كفيلة بانهيار الحلم المصري "رمسيس"، وذلك لأنها لم تكن على استعداد كافٍ لمنافسة شركة ضخمة كفيات. ودخلت السيارة رمسيس في دوامة الخسائر الاقتصادية وتم صدور أمر بوقف إنتاجها وذلك عام 1972.